تعاون بين «أمريكية الشارقة» و«عبد الله الغرير للتعليم» لتعزيز الاستدامة في التعليم العالي

ت + ت - الحجم الطبيعي

عقدت الجامعة الأمريكية في الشارقة، ومؤسسة عبد الله الغرير للتعليم، سلسلة من الندوات عبر الإنترنت، تمحورت حول دمج مبادرات الاستدامة في التعليم العالي، أثناء وما بعد الجائحة. وشارك سلسلة الندوات، التي عقدت على مدى يومين، تحت عنوان «التعليم من أجل التنمية المستدامة»، مجموعة من الخبراء والأكاديميين المرموقين. 

وأعطت سلسلة الندوات، الفرصة لأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية والطلبة في الجامعة، للتعرف إلى آخر البحوث والابتكارات التي تركز على الاستدامة في التعليم والتعلم.

وألقت الدكتورة سونيا بن جعفر الرئيس التنفيذي لمؤسسة عبد الله الغرير للتعليم، الكلمة الرئيسة في اليوم الأول من سلسلة الندوات، حيث ناقشت دور التعليم في إعداد الطلبة، لإيجاد حلول مستدامة لتحديات التعليم الحالية والمستقبلية.

وقالت الدكتورة بن جعفر: لا تقتصر الاستدامة في مؤسسات التعليم العالي، على تضمين أهداف التنمية المستدامة في المناهج الدراسية، باعتبارها مخرجات تعلم مستهدفة. بل نحن بحاجة إلى إعادة توجيه التعليم ليكون مستداماً، وأن تكون الاستدامة في صميم الوظائف المستقبلية.

وهذا يعني اتباع نهج مؤسسي شامل، بما في ذلك دمج الاستدامة في عمليتي التعليم والتعلم عن قصد، لربط أبعاده الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للطلاب. وهذه الندوة، هي مجرد مثال واحد على عمل الجامعة الأمريكية في الشارقة، وحرصها في أن يمتلك خريجوها فكر وعقلية الاستدامة في كل ما يدرسونه، وهذا هو بالفعل طريق التقدم نحو الأمام.

نقاش 

وتبع محاضرة الدكتور بن جعفر، حلقة نقاش تحت عنوان «دمج مبادئ الاستدامة في الفصل الدراسي»، ضمت الدكتورة فيكتوريا تايت، محاضرة ممارس في التعليم من أجل الاستدامة في جامعة أنغليا روسكين في المملكة المتحدة، وكاميلو سيرو أستاذ مساعد في العمارة من كلية العمارة والفن والتصميم في الجامعة الأمريكية في الشارقة، ورانيا تايه رئيس قسم المسؤولية الاجتماعية للشركات والعلاقات العامة والاتصالات في شركة «إيونغز». 

وأكد أعضاء جلسة النقاش، على أهمية مساعدة الطلاب على تطوير فكر استدامة، وتخريج قادة صناعة مؤهلين ومستعدين لمواجهة تحديات العالم وإحداث التغيير. وأشاروا إلى أن قوة التعليم المستدام، بصفته أداة قوية فاعلة، لأنه يسمح للطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية، بالمشاركة من كافة التخصصات.

كما تطرقت جلسة النقاش، إلى القضايا المتعلقة بتضمين التعليم المستدام في مرحلة المدرسة، وجعل الاستدامة مادة إلزامية في جميع مستويات التعليم، فضلاً عن العمل على تغيير الثقافة العامة للطلاب.

وقد حث أعضاء الجلسة، الطلاب على الاختيار من بين المجموعة الواسعة من أهداف الاستدامة، والمشاركة فيها، والانضمام إلى الشبكات والمنصات عبر الإنترنت، والعثور على موجهين ومدربين، حتى يكونوا جزءاً مما يحدث على أرض الواقع. 

وشارك في اليوم الأخير لسلسة الندوات، كل من الدكتورة ماريا تورو تروكونيس، المستشارة الدولية للأمم المتحدة ومؤسس برنامج التدريب على التصميم التعليمي، وكاثرين ريدي مصمم تعليمي في الجامعة المفتوحة في المملكة المتحدة، ومحمد ابراهين أستاذ الاتصال الجماهيري بكلية الآداب والعلوم في الجامعة الأمريكية في الشارقة، في جلسة حوارية بعنوان «تعلم التصميم من أجل التنمية المستدامة».

وناقش المشاركون خلالها مجموعات أدوات التصميم، التي تساعد أعضاء الهيئة التدريسية على تضمين التعليم المستدام في فصولهم الدراسية، مع التركيز على تجربة المتعلمين.

كما شددوا على الحاجة إلى وضع الاستدامة ضمن السياق المحلي، والتركيز على تعليم المهارات الأساسية المطلوبة، مثل التفكير الاستشرافي والتحليل الشمولي، وحل المشكلات والتعاون، وغيرها من المهارات. 

واستضافت الجلسة الختامية، أليكس معلوف مدير الاتصالات المؤسسية بشركة شنايدر إلكتريك، الذي تحدث عن تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري في الدول والمؤسسات والأفراد، كما تطرق إلى الأهمية المتزايدة لتحقيق الاستدامة في الصناعات اليوم، والدور الرئيس الذي تلعبه التكنولوجيا في تحقيق ذلك، وفي تحقيق اقتصاد دائري.

واختتمت سلسلة الندوات، بكلمة ألقتها الدكتورة سوزان موم مدير الجامعة الأمريكية في الشارقة، التي قالت: لقد قمنا في الجامعة بعمل الكثير في مجال الاستدامة، وندرك أنه هناك المزيد من العمل الذي يتعين علينا القيام به.

إن هدفنا، هو جعل طلبتنا يفكرون في ما يعنيه التمتع بحياة جيدة، والتمعن فعلاً في هذا السؤال، والتفكير فيه بعمق، بعيداً عن أي جوانب مادية. نريد أن يتقن طلابنا العيش بقيم الاستدامة، وأن يتخرجوا وهم يفكرون في تطبيقها في عملهم، فهم من سوف يحاسب هذا العالم على مسؤولياته.

Email