الكتب الإلكترونية.. أولياء أمور يطالبون باختيارية استخدامها

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

طالب أولياء أمور طلبة في مدارس خاصة، تتبع المنهاج الأجنبي، بجعل استخدام الكتب الإلكترونية «اختيارياً»، وليس إجبارياً، محذرين من تداعيات صحية قد يسببها جلوس الطلبة أمام شاشات الأجهزة، علاوة على فقدان بعض المهارات الخاصة بالكتابة والاستماع، فيما رأت إدارات مدرسية تطبق هذا النظام، أن التحول الإلكتروني قادم لا محالة.

وأكدت الإدارات أن التحول الإلكتروني جزء من منظومة التطور التي يشهدها القطاع برمته، معتبرين التحول نحو استخدام الكتب الإلكترونية، انطلاقة نحو اتباع نظام تدريسي وتعليمي يواكب متطلبات التغير السريع خلال جائحة «كوفيد 19».

وقال ياسر سكجي نائب مدير مدرسة الشروق في دبي، الخبير في المناهج التعليمية، إن للكتب الإلكترونية فوائد، أهمها وجود جهاز واحد يحمل جميع الكتب وملحقاتها، وأنه متاح طوال الوقت، علاوة على سهولة تحديثه ونشره بين الطلبة، مشيراً إلى فوائد أخرى، تتمثل في كونه مريحاً للقراءة من ناحية تكبير وتصغير الكلمات، وتظليل العبارات المهمة، كما أنها تعد كتباً صديقة للبيئة، ولا يعاني الطالب من اهترائها أو فقدانها، كما أنها أقل كلفة، وضمان عدم نفاد النسخ.

وتطبق مدرسة الشويفات الدولية، نظام الكتب الإلكترونية، من الصف الثالث وحتى الثاني عشر، وتتيح للأسر تحميل المناهج، من خلال منصاتها التعليمية، وعلى الرغم من مطالبات لأولياء الأمور بالعودة إلى النسخ الورقية، مؤكدين أن القدرة على مراجعة الدروس من خلال الكتاب أسهل، وتبعد الطالب قليلاً عن الشاشة، لا سيما أن التعليم بات معتمداً بشكل أساسي على منصات وبرامج كالتيمز.

ورأى الدكتور كابيل داس اختصاصي طب وجراحة العيون، المستشفى الدولي الحديث دبي، الحاجة إلى قبول حقيقة أن الأجهزة المحمولة، أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية.

مؤكداً أن الاستخدام المعتدل لهذه الأجهزة، المتوازن مع الأنشطة الاجتماعية والنشطة الأخرى، أمر أساسي، موجهاً جملة من النصائح ينبغي اتباعها، وهي أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و4 سنوات: يقتصر وقت الشاشة على أقل من ساعة واحدة في اليوم، أما من أعمارهم 5 سنوات فما فوق.

فلا ينبغي أن يزيد استخدامهم على ساعتين يومياً من وقت الشاشة، وينصح الآباء بتقسيم الوقت الذي يقضيه طفلهم أمام التلفزيون، أو استخدام الأجهزة التقنية المحمولة لفترات تتراوح من 20 إلى 30 دقيقة لكل جلسة، كما يجب على الأطفال الموصوف لهم ارتداء النظارات، التقيد بارتدائها بشكل منتظم.

علامات

وقال داس: إن الأطفال الذين يفرطون في استخدام الأجهزة، معرضون لخطر الإصابة بعلامات عدم الانتباه والاندفاع، وضعف الذاكرة قصيرة المدى، ما يؤدي إلى صعوبات سلوكية وتعليمية، السمنة (ارتفاع في الأطفال الصغار)، بسبب قلة ممارسة الرياضة البدنية، أيضاً مشاكل في المهارات الحركية الدقيقة.

ومهارات الكتابة اليدوية بدورها، نتيجة لقلة التعرض لأنشطة اللعب التقليدية، مثل المكعبات وعجينة اللعب، والفنون والحرف اليدوية وانحناء الظهر، وقد تتطور إلى حالة تسمى «الحداب الوضعي»، لأن الأطفال قد يتخذون وضعية منحنية، ليكونوا «مرتاحين»، ومن المفارقات، أنه يضع إجهاداً هائلاً على عضلات الرقبة وأعلى الظهر.

اضطرار

وقال سعيد محمود، ولي أمر طالبتين في مدرسة الشويفات، إن نظام الكتب الإلكترونية، يضر بعين الطالب، نظراً لاضطراره الجلوس أمام جهازه لساعات، تصل إلى 6 ساعات باليوم، علاوة على فقدانه مهارات أخرى، كالكتابة.

فيما اضطرت تغريد محمد صالح، إلى تحميل الكتب وطباعتها في إحدى المكتبات، لتتمكن ابنتها من الدراسة عليها، دون الرجوع لجهازها المحمول، مطالبة بأن يكون اختيارياً، وليس إلزامياً على الطلبة.

 
Email