التعليم المدمج في مدارس الإمارات يلبي احتياجات الطلاب المتنوعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

من الصعب تعريف مفهوم «الدمج» أو التعبير عنه بالأرقام نظراً لوجود جوانب عدة تحدد مفهوم التعليم المدمج في مختلف المؤسسات التعليمية والتربوية حول العالم.

وقد أصبح النظام التعليمي في دولة الإمارات من أكثر الأنظمة دمجاً في السنوات العشر الماضية، إذ ساهمت السياسات التشريعية، مثل إطار سياسة التعليم الدامج في دبي، في زيادة تركيز المؤسسات التعليمية على هذه الغاية.

ومجرّد قبول الطلاب ذوي الاحتياجات الإضافية في المدارس العادية لا يعني تحقيق الدمج.

كما هو الحال بالنسبة لتمثيل أصحاب الهمم في المواد الترويجية، أو الاحتفاء بأصحاب أنواع محددة من الحاجات الخاصة في فعاليات تقام مرة واحدة، بل يتطلب تحقيق الدمج الحقيقي رؤية لمعنى المساواة، وقيماً راسخة تضمن تقبلهم أسوة بأقرانهم. 

وإرادة متينة لتبني ما يلزم وتعديل المطلوب لتلبية احتياجات الطلاب الفردية.

وفي هذا الصدد، قالت ديانا فينس، مديرة الدمج في مدرسة جيمس الدولية – الخيل: «لقد حققنا تقدّماً هائلاً في ما يتعلق بتوفير التعليم للأطفال ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة على مدار السنوات الخمس الماضية، إذ استجابت مختلف مدارس جيمس لحاجات طلابها المتنوعة، من خلال إعداد مسارات تعليمية فريدة وإبداعية، تمكّن كل الطلاب من البقاء في المدرسة ومواصلة التعلّم مع أقرانهم».

وأشارت فينس إلى عمل المجموعة المستمر لتلبية الحاجات الخاصة بكل الأطفال بلا استثناء، ولذلك اخترنا التركيز على تقديم مسار تعليمي لطلاب المرحلة الثانوية الذين يواجهون مصاعب مع مسارات الامتحانات التقليدية.

وهذا يرجع إلى أنه من السهل على الطلاب ذوي صعوبات التعلم الاندماج في الفصول الدراسية في السنوات المبكرة من المرحلة الثانوية، ولكن الأمر يكون أكثر صعوبة حينما ينتقلون إلى المسارات الخاصة بالاختبارات الرسمية، إذ يمكن أن يصبح المنهج التعليمي أقل فائدة، ما ينعكس على درجاتهم في هذه الامتحانات.

برنامج

وأوضحت فينس، أنه مع بداية العام الجديد سوف يتم إدراج برنامج «طريقي»، الذي صمم خصيصاً لدعم الطلاب الذي يعانون صعوبات في التعلم، النابع من إيماننا بأن كل الأطفال يحتاجون إلى مسارات تعليمية تركز على نقاط قوّتهم وتمكّن كل منهم من تحقيق أكبر قدر ممكن من التقدّم، وتقول فينس إن «هذا البرنامج مصمم بناء على فهمنا العميق لمختلف المسارات التعليمية التقليدية.

والتي لا تلبي متطلبات كل طالب، ولكون التعلّم يتخذ أشكالاً متعددة، ولذلك نركّز على تنشئة شباب سعداء وواثقين بأنفسهم، قادرين على الوصول إلى مواقع لائقة في مسيرتهم المستقبلية».

وقد تم أخذ التصريحات كافة اللازمة للعمل بهذا البرنامج عبر مشروع «رحّال» ضمن مبادرة «دبي 10X»، والذي يسعى لإنشاء مسار تعليمي شخصي لكل طالب. ويتبع الطلاب المدرجون في برنامج «طريقي» منهاجاً تعليمياً يجمع بين مختلف المهارات الوظيفية ويوفّرها ضمن مشاريع متعددة.

وذلك لتطوير المهارات التعليمية الأساسية ومهارات الحياة المستقلة، إلى جانب عدد من برامج التعليم المستمر لتطوير الجوانب الفردية الأقوى والأكثر إثارة للاهتمام لدى كل طالب. وتعمل مدرسة جيمس الدولية - الخيل «مع أولياء الأمور بوصفهم شركاء، مع التركيز على تجهيز الأطفال لسن الرشد، وتطوير المهارات الكفيلة بتمكنيهم من الاستقلال والمشاركة في سوق العمل في المستقبل».

ويوفّر البرنامج لأولياء الأمور مساراً هجيناً بين التعليم المتواصل في المدرسة والتعليم التخصصي، إذ يمكّن الطلاب من الوصول إلى المعلمين المتخصصين في المجالات التي تعدّ من نقاط قوتهم، ويوفّر كذلك منهاجاً تعليمياً معدّلاً في المجالات الأخرى.

ويتميز البرنامج بالمرونة، إذ إنه من النادر أن يخوض طالبان التجربة التعليمية ذاتها. وتضيف فينس «بدأنا هذا العام بتطبيق البرنامج على نطاق ضيّق، ولكننا نأمل أن نتوسّع في تطبيقه كي نوفر للمزيد من الشباب فرصة تصميم تجربة تعليمية تراعي احتياجاتهم الشخصية، بدلاً من اتباع مساراتٍ مصممّة مسبقاً».

منهاج

من جانبها، قالت تريسي فيرغسون، مديرة الدمج في مدرسة جيمس متروبول: نعتمد في المدرسة ليس فقط على تعليم المنهاج الوطني الإنجليزي ومنهاج المرحلة التأسيسية، بل نعمل أيضاً على بناء مسار شخصي لكل طالب على حدة، عبر إضافة عناصر مختلفة من مناهج تعليمية إضافية، مثل «أسدان» (ASDAN) و«يبرسنز» (Pearson’s) و«نموذج التفاعل» (Engagement model) و«بي سكيلز» (P Scales).

وأكدت فيرغسون جهوزية فريق الدمج الدائمة للبحث عن فرص شخصية ملائمة لتلبية احتياجات الطلاب الإضافية، سواءً كانت لديهم حالة خاصة أو لا.

ويتضمن ذلك تطوير خطط تعليمية فردية (IEPs) معدّة بالشراكة مع الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين ووكالات العلاج النفسي الخارجية ومساعدي دعم التعلم، بالتعاون مع فريق مركز «نيروبيديا» لعلم أعصاب الأطفال الذي يتخذ من «جيمس متروبول – موتور سيتي» مقرّاً له، ويتعاون فريق المركز مع معالجين مصرّح لهم من هيئة الصحة بدبي، لضمان اتباع أسلوب شامل في دعم الطلاب بمجالات مختلفة مثل النطق واللغة والعلاج الوظيفي وتحليل السلوك التطبيقي والعلاج الفيزيائي.

جودة

وقال مارك إيليس، مدير الدمج في مدرسة جيمس فيرست بوينت – ذا فيلا، «تعتمد عملية الدمج على ضمان حق كل طفل وكل عائلة بالحصول على التعليم عالي الجودة في المدرسة المختارة من قبلهم، ودائماً جوابنا هو نعم لأي استفسارات من أولياء أمور الطلاب من أصحاب الهمم عن إمكان التحاق أبنائهم بالمدرسة.

إذ نتعامل مع أولياء الأمور كشركاء لنا، لتحقيق الهدف المنشود والمشترك، وهو تأمين أفضل فرصة ممكنة لكل طفل كي يصبح مواطناً مستقلاً، ويقدّمَ مساهمة إيجابية في المجتمع الذي ينشأ فيه».

دعم

من جانبه، أوضح ماثيو تومبكينز، المدير والرئيس التنفيذي في مدرسة جيمس فيرست بوينت – ذا فيلا: «الدمج لا يعني وجود الطلاب كافة في غرفة أو مجموعة واحدة فقط، إنما هو أسلوب نتبعه جميعاً لدعم الأطفال كافة. وهناك الكثير من الدروس التي يتعلمونها داخل الفصول بعيداً من المواد الدراسية المقدّمة.

ولذلك نشجّع طلاب مدرستنا على التعاون ودعم بعضهم بعضاً، فيدعمون الآخرين ويقبلون الحصول على الدعم متى ما استدعت الحاجة، وذلك لأننا نرى الدروس المستفادة، مثل الربح والخسارة والعطاء والتعاطف والمزاح والضحك، كمهارات ضرورية لكل الطلاب».

 
Email