مركز أم القيوين للتوحد يقدم خدمات تأهيلية نوعية مستدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقدم مركز أم القيوين للتوحد التابع لوزارة تنمية المجتمع منذ أربعة أعوام من افتتاحه خدمات تأهيل وتدريب نوعية ومستدامة ومناسبة لطلبة فئة ذوي التوحد، ويُعد المركز الأول من نوعه على المستوى المحلي والاتحادي في مجال تأهيل وتدريب وتعليم أصحاب الهمم من فئة التوحد، ويخدم (ذوي التوحد) في كل من إمارة أم القيوين وعجمان والشارقة.

وواصل المركز تقديم خدماته للطلبة المنتسبين إليه وأولياء أمورهم في ظل تداعيات جائحة كورونا «كوفيد19» التي فرضت على جميع القطاعات وفئات المجتمع الانتقال من ممارسة الحياة الواقعية إلى الافتراضية والعمل عن بعد، لا سيما التعليم، ودعماً لاستمرارية انسيابية العملية التعليمية والعمل في المركز تم تسخير كل الإمكانيات المساهمة في استدامة الخدمات المقدمة للطلبة فتوجه المركز إلى استكمال العملية الدراسية إلكترونياً وعن بعد وعمل على إنشاء بيئة تعليمية افتراضية موازية للبيئة الصفية الواقعية للطلبة.

 

بيئة تعليمية

وأوضحت فايزة المعيني مديرة مركز أم القيوين للتوحد، أن 80 طالباً وطالبة من ذوي التوحد في المركز تمكنوا من مواصلة عامهم الدراسي الحالي تزامناً مع ظروف جائحة «كوفيد19»من خلال إنشاء بيئة تعليمية افتراضية موازية للبيئة الصفية عبر جلسات مباشرة يعقدها المعلمون والمختصون «عن بعد» قُدّم خلالها نحو 3380 جلسة افتراضية فردية وجماعية للطلبة شملت خدمة التربية الخاصة، والعلاج الوظيفي وعلاج اللغة والكلام.

وأضافت المعيني أن المركز مستمر في تقديم خدمات الإرشاد الأسري لأولياء الأمور بهدف تقليل الضغوط النفسية عليهم، إلى جانب اللقاءات والاجتماعات الدورية الافتراضية، وقد نظّم المركز منذ انطلاقة العام الدراسي الحالي برامج وورش عمل تدريبية عن بُعد لأولياء الأمور بواقع 13 برنامجاً تدريبياً، هدفت إلى توعية وتدريب أولياء الأمور حول كيفية التعامل مع أبنائهم للتمكن من تدريبهم في المنزل ومواصلة التطوير اللازم لمهاراتهم.

ومن ضمن الخدمات النوعية التي قدمها مركز التوحد في أم القيوين خلال الجائحة للطلبة وأولياء أمورهم تنظيم زيارات ميدانية لأسر الطلبة لتعزيز قدراتهم واستمرارية تأهيلهم، وفي هذا الجانب قالت مديرة المركز إنه في إطار تحقيق استمرار تقديم الخدمات الإرشادية لأولياء أمور الطلبة والتأكد من مستوى الطلبة وأدائهم قام المركز بخطوة استباقية خلال الجائحة بتنظيم زيارات منزلية مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية، حيث تم تنظيم 41 زيارة منزلية تضمنت تقديم جلسات مباشرة للطلبة مع تدريب أفراد الأسرة بشكل مباشر.

 

برامج

وأوضحت فايزة المعيني أن مركز أم القيوين للتوحد بادر خلال فترة التعلم عن بعد بتنظيم برامج ترفيهية واجتماعية بهدف الترفيه عن الطلبة وإسعادهم، وتضمنت هذه البرامج مسابقات وفعاليات رسمية وغير رسمية، بالإضافة إلى الرحلات الافتراضية للحدائق والمعالم ومشاهدة أفلام الكرتون، حيث تم تنظيم ما يقارب 65 نشاطاً ترفيهياً عن بُعد للطلبة وأولياء الأمور والموظفين.

وأكدت المعيني استمرار المركز في عملية تعليم وتطوير الكادر الوظيفي، وذلك للارتقاء بالخدمات المقدمة للطلبة من خلال تنظيم ورش وبرامج تدريبية للموظفين، وتم تقديم ما يقارب 38 ورشة ودورة توعوية وتدريبية وتخصصية، وأوضحت أن المركز يضم نخبة من الاختصاصيين في مجال اللغة والكلام والعلاج الوظيفي، بالإضافة إلى معلمي التربية الخاصة ومساعدي الفصول الذين يشرفون على عملية تأهيل وتدريب الطلبة، حيث يبلغ عدد العاملين في المركز 28 مختصاً ومعلماً وإدارياً، إلى جانب 14 مساعداً للفصول الدراسية.

وحول الطاقة الاستيعابية للمركز والأقسام التي يتضمنها قالت المعيني، إن الطاقة الاستيعابية لمركز أم القيوين للتوحّد تُقدّر بين 100 و150 حالة، وبالنسبة إلى أقسامه فهو يتضمن عدداً من الفصول الدراسية والغرف العلاجية منها «غرفة تنمية الحواس» وهي مزودة بتقنيات حديثة متعددة تستخدم لكل حالة حسب حاجتها، حيث تعمل على تزويد الطلبة بالمؤثرات المختلفة الحركية واللمسية والسمعية والبصرية التي تهدف إلى تقليل تشتت الطلبة وزيادة مدى تركيزهم وانتباههم، وتسهم الغرفة في تنمية المهارات الحركية والإدراكية لدى الطلبة من ذوي التوحد والتقليل من السلوكيات غير المرغوب فيها، وتعد الأكبر من نوعها على مستوى الدولة.

 

رعاية

إضافة إلى غرفة العلاج الوظيفي التي تعمل على إعادة تأهيل الطلبة في جوانب مختلفة الحركية منها والاجتماعية والنفسية والإدراكية والحسية، وذلك بهدف الوصول إلى أكبر قدر ممكن من الاستقلالية وتحسين مستوى حياتهم ودمجهم في المجتمع، كما يضم المركز غرفة للموسيقى وصالة رياضية، وغرفة الحاسوب، بالإضافة إلى الحديقة الحسية وهي مزودة بأحدث الأجهزة والألعاب بمختلف أنواعها وفق نظرية التكامل الحسي لاستخدامها بطرق علاجية إلى جانب المرح والترفيه، وتهدف إلى تنمية المهارات الحركية للطلبة، بالإضافة إلى توفر قاعة تدريب في المركز يتم من خلالها تقديم سلسلة من البرامج التدريبية والتخصصية والإرشادية للموظفين وأولياء أمور الطلبة والمجتمع.

وحول الخدمات الأخرى التي يقدمها المركز لطلبة ذوي التوحد ذكرت المعيني أن مركز أم القيوين للتوحد يقدم خدمات تأهيل ومهارات أخرى بالتعاون مع جهات ومؤسسات خارجية مثل السباحة، وركوب الخيل، وتحفيظ القرآن الكريم، كما يوفر المركز للطلبة وجبات تغذية يومية، ويوفر أيضاً حافلات نقل آمنة للطلبة تخدم كلاً من إمارة أم القيوين وعجمان والشارقة، وهي 6 حافلات مجهزة وفق أفضل المعايير العالمية ومزوّدة بكاميرات مراقبة وشاشات عرض ونظام تتبع، حيث يستلم ولي الأمر رسالة نصية عند ركوب الطالب للحافلة وحتى وصوله للمركز، كما يمكن لولي الأمر تحميل التطبيق الذكي الذي يُمكّنه من تتبع سير الحافلة لمعرفة مكان تواجد ابنه، وذلك انطلاقاً من حرص المركز على توفير السلامة للطلبة وتطمين أولياء الأمور على أبنائهم.

Email