إدارات مدرسية تدعو أولياء الأمور للتحلي بالمسؤولية وترك أبنائهم ينجزون امتحاناتهم

تحذير من تداعيات «النجاح الوهمي» على مستقبل الطلبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعت إدارات مدرسية، أولياء الأمور إلى التحلي بالمسؤولية والإيجابية، لضمان سير المنظومة التعليمية بأعلى المعايير والمخرجات، مشددين على ضرورة ترك الأبناء ينجزون امتحاناتهم دون تدخل منهم، محذرين من تداعيات «النجاح الوهمي»، الذي يكون بطله ولي الأمر، ومآلات ذلك على مستقبل الطلبة، فيما المطلوب هو دفع الأبناء لتقديم اختبارات، تعكس مستوياتهم بدقة واستقلالية.

واعتبرت علياء حمد الشامسي الخبيرة التربوية، تدخّل الأهل ومساعدة الأبناء في الامتحانات، بل والاستعانة بمعلمين من خارج الدولة «خطأ كبيراً، لأنه يزعزع صدقية النتائج، وثقة الطالب بنفسه وبمنجزه الدراسي، كما يهدم قيمة الاجتهاد والطموح والنزاهة لديه، داعية إلى توفير الأجواء الملائمة والتحفيز، مشددة على ضرورة ترك الطالب ليقدم ما عنده، وألا يتعدى دور ولي الأمر الإرشاد».

وقالت الشامسي: «ينبغي على أولياء الأمور، أن يتفهموا أن الامتحانات هدفها قياس المهارات والمعارف التي اكتسبها الطالب»، وأن تلك الامتحانات لا تحدد مصير المتعلم، وإنما تعزز جوانب الفهم والإدراك، باعتبارها أداة مهمة للتعليم، وقياس مستوى الفهم، حيث تساعد القائمين وواضعي المناهج والمسؤولين عن الامتحانات، على تطوير استراتيجيات التعليم المستخدمة من خلال نتائج الطلبة.

وأضافت: «نعول كثيراً على الأسر -خاصة الوالدين- ونؤكد لهم أن قيامهم بتأدية الامتحانات، أو طلب مساعدة من آخرين أثناء زمن الامتحانات، يؤدي إلى زعزعة ثقة الطالب بنفسه، وتراجع مستواه، وانعدام قيمة المسؤولية والاعتماد على النفس، بعد حصوله على النتيجة بسهولة، ولفتت إلى نقطة مهمة، وهي زعزعة منظومة القيم، التي يتم غرسها في نفس الطالب».

اختبارات دقيقة

بدورها، وجهت مدرسة الشويفات الخاصة، رسالة إلى أولياء الأمور، طالبتهم بالمحافظة على مصداقية الاختبارات، والنتائج التي تعكس مستوى تحصيل الطلبة، مؤكدة أن الطلبة الذين يستثمرون وقتهم وجهدهم الدراسي بشكل صحيح، يطورون بناء معرفياً صلباً، وأخلاقيات عمل عالية المستوى.

بالإضافة إلى الثقة كونهم حققوا إنجازهم الدراسي بمجهودهم الخاص، ما يجعلهم قادرين لاحقاً على الحصول على درجات مرتفعة في اختباراتهم المدرسية والخارجية، ويؤدون بمستوى عالٍ في دراستهم الجامعية، أما من يخفون مستواهم الحقيقي بدرجات غير مستحقة، ينتهي بهم الأمر بأداء ضعيف في الاختبارات الخارجية، ومراحل التعليم التالية.

وأكدت أنه لا يمكن الوصول إلى أهدافهم في بناء قاعدة معرفية صلبة لدى الطلبة، دون الاعتماد على اختبارات دقيقة ونزيهة وموضوعية، داعية إلى تعاون ذوي الطلبة، والعمل على دفع أبنائهم لتقديم اختبارات تعكس مستوياتهم بدقة واستقلالية.

«غير مقبول»

ورأى ياسر سكجي نائب مدير مدرسة الشروق في دبي، أن مساعدة بعض أولياء الأمور لأبنائهم في الامتحانات «غير مقبولة»، وأنهم كمسؤولين، يعملون على اجتثاث الظاهرة السلبية.

ضمن مسارات مختلفة، تعيق ولي الأمر من المساعدة غير المسؤولة من قبلهم، ومن الطرق التي تحدث عنها، اعتماد جميع أسئلة الامتحانات على المهارات في المادة العلمية، مع الأخذ بعين الاعتبار، الوقت المناسب لكل سؤال، وليس الاعتماد على ما يمكن استخراجه من الكتاب مباشرة، بهدف تخريج جيل قادر على الاعتماد على نفسه وتحمل مسؤولياته.

مشدداً على أن دور الأهل الذي ينبغي عليهم القيام به، ينحصر في المتابعة والتشجيع، وحث المتعلمين على الدراسة، حتى لا يتسببوا بالإضرار بمستقبلهم التعليمي.

وقال سكجي: «إن المدرسة تعمل على توعية أولياء الأمور، عن طريق ورش عمل مرتبطة بالواقع، مع ضرب أمثلة وشهادات حية، وتوفير الإرشاد الأكاديمي لهم، وتبيان أن الغش لن ينفعهم خاصة، إنهم سيخضعون لامتحانات دولية، ولا يستطيع ولي الأمر التدخل فيها».

تفوق وهمي

وأفادت المستشارة التربوية بدرية عبيد الظحناني، وباحث دكتوراه في الصحة النفسية للأطفال والمراهقين، بأن الدولة نفذت منظومة التعليم عن بعد، كإجراء احترازي، عقب تفشي فيروس «كورونا» المستجد عالمياً، مشددة هنا على مسألة التفوق الفعلي وليس الوهمي، والمقصود به قدرة الطلبة الفعلية على استيعاب المنهج، والاعتماد على أنفسهم في حل الاختبارات والواجبات.

مشيرة إلى أن الهدف الرئيس للاختبارات، هو قياس مدى الاستفادة التي حققها الطالب، والمعرفة التي اكتسبها، وليس الاتكال على ذويه، معتبرة هذه النقطة، إحدى تحديات التعليم عن بعد، فالأهل هم الذين يتحملون عبء ومسؤولية تسليم الأنشطة وحل الواجبات، بل وصل الأمر لدى البعض، بحل الامتحانات، عوضاً عن أبنائهم، ما يدخلنا في عائق آخر، وهو «المساعدة غير المسؤولة».

وأهابت الظحناني بأولياء الأمور، تشجيع أبنائهم على الالتزام بالعملية التعليمية، ومتابعتهم بصورة حقيقية، وتوفير الأجواء المناسبة، وبث الروح الإيجابية، ومراجعة الدروس لهم لترسيخ المعلومات.

وخاطبت المعلمة أمل محمد جمعة، أولياء قائلة «لا تساعدوا أبنائكم في حل أسئلة الاختبارات التي يتم إجراؤها داخل البيوت، عبر البرامج الإلكترونية».

مشيرة إلى الأضرار التي تترتب على ذلك، وأبرزها ضعف عام في مستوى التحصل العلمي، ما يخلق مشكلة حقيقية في المراحل التعليمية العليا، إذ إن العملية التعليمية والتربوية، عملية تراكمية في بناء شخصية الطالب، واكتسابه للمهارات التي تساعده في مختلف جوانب حياته المستقبلية.

ضوابط واستعدادات وفق الإجراءات الاحترازية

أكدت إدارات مدرسية، انتهاء كافة الاستعدادات الخاصة بامتحانات الفصل الثالث الأخير من العام الدراسي الجاري، وفق إجراءات احترازية دقيقة، تحفظ سلامة المجتمع المدرسي والعاملين فيه.

وقالت سوسن عبد الفتاح مديرة مدرسة الشارقة الدولية الخاصة، إن طلبة الصف الثاني عشر، سيقدمون امتحاناتهم وفق تعليمات واضحة ومحددة، صدرت عن وزارة التربية والتعليم، وهيئة الشارقة للتعليم الخاص، يتصدرها الالتزام بالإجراءات الاحترازية الخاصة بجائحة «كورونا» كوفيد 19، مع الالتزام بالمعقم.

وارتداء الكمامات، وإبلاغ المدرسة في حال ظهور أي أعراض مرضية، لا قدر الله، مشيرة إلى حرصهم على سلامة الطلبة النفسية، وعليه، القيام بإرسال معلمين مع الطلبة إلى اللجان الخاصة بالامتحانات، وممرضة من أجل سلامة وصحة الطلبة، وقياس درجة حرارة الطلبة، وتوفير الرعاية الطبية اللازمة.

وذكرت أنهم يقومون في الفترة التي تسبق تقديم الامتحانات، بالعمل على إنهاء المقررات الدراسية، وتهيئة الطلبة نفسياً، من خلال تقديم النصائح والإرشادات لهم، مع وضع خطة مدروسة، تتضمن تنظيم حصص للمراجعة والتقوية.

بالإضافة إلى عقد لقاءات افتراضية مع أولياء الأمور والطلبة، من أجل مناقشتهم بأهم النقاط الهامة بالمواد الدراسية، ومعرفة نقاط الضعف لدى الطالب، مع التخطيط المسبق للامتحانات، والاستعداد بشكل صحيح لمواجهة أي عقبات، والابتعاد عن القلق والتوتر، لكيلا يفقد الطالب التركيز والاستيعاب والفهم.

تعاون

وقالت رولا نسب مديرة مدرسة النور الدولية، إن المدرسة أنهت إجراءاتها الاعتيادية الخاصة بالامتحانات، مثمنة تعاون المدارس التي ستعقد فيها الامتحانات، مشيدة بدورهم وحرصهم على تأدية ماراثون نهاية العام الدراسي الجاري، وفق الضوابط المحددة، التي توفر للطلبة أجواء صحية ونفسية مهيأة.

وحددت مدارس ضوابط امتحانات نهاية العام الدراسي الجاري، وفقاً لتوجيهات وزارة التربية والتعليم، والهيئات التعليمية على مستوى الدولة، وتشمل التعليمات الواردة، ارتداء الزي المدرسي، والالتزام بالإجراءات والتدابير الاحترازية الواردة من الجهات المعنية، وارتداء الكمامات، والحفاظ على مسافة التباعد الجسدي والاجتماعي.

مشددين على جزئية إظهار فحص «كورونا»، أو استمارة التطعيم لمن تلقوا اللقاح، فيما حذرت الإدارات المدرسية من تداول الملزمات الورقية والكتب والقرطاسية، والابتعاد عن الغش، والاعتماد على النفس، والامتثال بشكل كامل للتعليمات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Email