طالب بمدرسة الأمل للصم بالشارقة سفيراً للأمن الإلكتروني

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثير من أصحاب الهمم لم تمنعهم الإعاقة من النبوغ والتفوق وتحدي واقعهم، فكسبوا الرهان وكتبوا قصة نجاح وتربعوا على قمم المجد، ولم تمنعهم ظروفهم الخاصة من أن يكونوا نداً لغيرهم في التعليم والعمل وتحقيق أعلى الطموحات، فرفضوا الاستسلام واستطاعوا بإرادتهم القوية أن يهزموا المستحيل.

ومن هؤلاء الطالب راشد الكتبي الذي يدرس بالصف العاشر في مدرسة الأمل للصم بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية والتي التحق بها في العام 2011.

حيث تم ترشيحه من قبل إدارة المدرسة ليشترك في منافسة اختيار سفراء الأمن الإلكتروني التي نظمها مكتب الشارقة صديق للطفل وشارك فيها العديد من طلبة المدارس بالشارقة، حيث استحق بجدارة الفوز، فتم اختياره سفيراً للأمن الإلكتروني، ويعد أول طالب من أصحاب الهمم يتم اختياره سفيراً إلكترونياً.

مثابرة

يقول راشد الكتبي إن سبب اختياره سفيراً للأمن الإلكتروني يعود إلى مثابرته وجده واجتهاده ومراجعة كل ما يدرس إليه من قبل المعلمين بمدرسة الأمل للصم.

والتي بدورها رشحته ليكون سفيراً بعد منافسة شرسة مع عدد كبير من الطلبة، فتم اختياره ضمن الفائزين على مستوى الشارقة، فقدم ورشة (عن بعد) على مستوى الدولة عن الأمن الإلكتروني والتنمر عرّف من خلالها زملاءه من أصحاب الإعاقات السمعية والأطفال الآخرين أساليب التنمر والتصيّد، وأهمية التوجه للجهات المختصة في حال الشعور بتهديد، وإبلاغ أولياء الأمور أو المعلمين.

كما عرفهم بكيفية الاستفادة من الإنترنت ووسائل التواصل الإلكترونية بشكل إيجابي دون التعرض لمخاطر، كما بين خلال الورشة طرق الحفاظ على المعلومات الخاصة أثناء استخدام الإنترنت، موجهاً الأطفال إلى أهمية استعمال كلمات سر قوية لأجهزتهم وحساباتهم الشخصية، والتأكد من عدم التحدث مع الغرباء أو مراسلتهم أو إرسال أي معلومات شخصية لهم، إضافة إلى تعليمهم أساسيات الأمن الإلكتروني وكيفية حماية أجهزة الحاسوب والأنظمة الإلكترونية من الأنظمة الضارة.

لغة الإشارة

وأضاف أنه يدرس بالصف العاشر المواد التعليمية التي يدرسها كافة الطلبة في المدارس التي تتبع منهاج وزارة التربية والتعليم بلغة الإشارة من معلمين أكفاء تمكنوا من إيصال كافة المعلومات بدقة متناهية مكنتنا من الاستمرارية في الدراسة وبالتالي التفوق والمشاركة في الكثير من المسابقات التي يتم تنظيمها على مستوى الوزارة.

متمنياً أن يكمل دراسته الجامعية ويتخصص في تكنولوجيا المعلومات بجامة الشارقة نظراً لشغفه بذلك التخصص، لافتاً إلى أنه سوف يقدم ورشة على مستوى الدولة تتعلق بحقوق الطفل للتعريف بقانون (وديمة) ويتم خلالها تعريف أصحاب الهمم بمضمون القانون بلغة الإشارة.

كما أن مرحلة الوعي بحقوق الطفل في الإمارات وصلت إلى درجة متقدمة وكبيرة بفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة التي اهتمت بكافة الأطفال وشرعت لهم القوانين التي تحميهم وتكفل لهم حقوقهم، كما أن أصحاب الهمم بحاجة إلى المزيد من تلك الورش التعليمية والمحاضرات التي تثري من خبراتهم ومهاراتهم لزيادة الوعي ولمواكبة أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا المتطورة المتوافرة حالياً.

دافع للإبداع

وبين الكتبي أن الإعاقة بمختلف أنواعها لا تمثل لدى كثير من أصحابها سوى دافع للإبداع والإنجاز وتحقيق الذات، كما أنه مهما كانت الظروف فإن الإنسان قادر على صناعة النجاح وقهر المستحيل، وأن الكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة، لم تمنعهم إعاقتهم عن تحقيق ذواتهم وتسجيل بصماتهم في سجل الإبداع والإنجاز.

كما أنه دائم المشاركة في المسابقات والورش، محاولاً بذلك أن يغير نظرة المجتمع لمن يعانون من إعاقات بغض النظر عن طبيعتها، مبيناً في الوقت ذاته أن نظرة المجتمع أصبحت مختلفة لفئة أصحاب الهمم، تحديداً في وقت سنت الدولة تشريعات تمنح فئة المعاقين حقوقهم وامتيازاتهم ووفرت المرافق والخدمات في شتى المجالات. 

 
Email