القصص سلاح الطلبة في مواجهة هيمنة «السوشيال ميديا»

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تكسب القصص الطلاب، قدرات خاصة على التمكن من التعليم واكتساب المهارات اللغوية، خصوصاً خلال المرحلة الابتدائية، وأصبحت مفيدة للغاية في الوقت الراهن، نتيجة هيمنة «السوشيال ميديا»، واتجاه الأبناء إلى العالم الافتراضي، والذي يكتسب من خلاله انطباعات سلبية نتيجة تحصيلهم كماً كبيراً من المعلومات والأخبار ومقاطع فيديو، لا تناسب أعمارهم.

  بالإضافة إلى عدم قدرته على إجراء المقارنات بين المعلومة الصحيحة والمغلوطة، ومن هنا تظهر أهمية قراءة القصص مجدداً في إبعاد الطلاب صغيري العمر عن منغصات العالم الافتراضي، كما أنها تساهم في تنشيط الخيال، وتعزيز إبداعاتهم وقدرتهم على الحوار ورفع كفاءة الحصيلة اللغوية، مما يعود على دراستهم بالنفع، وتساهم في تنمية سوية لشخصية الطالب.

حكايات

وأوضحت دكتورة نورية العبيدلي مستشار شؤون طلبة في قطاع التعليم العالي، ومؤلفة قصص أطفال، لـ «البيان» أنها وجدت شغفها في عيون أبنائها عندما كانت تسرد لهم حكايات ما قبل النوم، وتعتبر قصة «بومي» أنها الأقرب إليها، ودعت أولياء الأمور إلى غرس حب القراءة في لدى أبنائهم، لكي يقرأوا من أجل المتعة، حيث ستقودهم إلى مراحل تالية للبحث عن كتب أكثر قيمة وتترك أثراً في حياتهم، وتبعدهم عن السلبيات المكتسبة من «السوشيال ميديا».

وعن تجربتها في تأليف القصص وتطبيقها عملياً من خلال أولادها، قالت: حرصت على اقتناء قصص أطفال لأبنائي بهدف ترغيبهم في القراءة، حيث يضم صندوق الألعاب كتباً، ومشيرة إلى أنها أنشأت وزميلاتها «جروب» لتحرير القصص، واستطاعوا تأليف 28 قصة بترتيب أحرف اللغة العربية، وأنها ألّفت حتى الآن 5 قصص.

وفيما يتعلق بمواجهة غزو «السوشيال ميديا» والعالم الافتراضي بشكل عام، أكدت بحكم تجربتها، أن ملهيات العصر كثيرة ومتنوعة، على الأبناء، ومن هنا يبرز دور الأسرة والمدرسة والمجتمع، ومشددة على أهمية حزم الأسرة واتخاذ القرار الصائب بالنسبة للأبناء، وأبرز هذه القرارات هي إبعاد الأبناء عن الأجهزة اللوحية الذكية، أو على أقل تقدير حذف التطبيقات الخاصة بالفيديوهات، وعدم إنشاء حسابات على السوشيال ميديا إلا في العمر المسوح به بعد 16 عاماً.

نجاح

وأوضحت أن تجربتها مع أولادها قد نجحت بشكل كبير، وتتبلور في إبعاد الأجهزة الذكية عن متناول أبنائها، مع إقامة حوار مفتوح، وأساليب إقناع تربوية، وتوفير البديل لشغل وقتهم وهي قراءة الكتب والقصص، ومشيرة إلى أن المحتوى الذي يقدم من خلال قراءة الكتب والقصص يساهم في تكوين شخصية الأبناء السوية، وتوسيع مداركه، وتجعله أكثر قدرة على التأمل والإبداع.

وأكدت أن بعض الأقارب والأصدقاء قد عارضها بحجب الأجهزة الذكية عن أطفالها، بداعي أنها وسائل العصر، كما واجهت ضغوطات من أولادها اتجاه هذا الأمر، لكن الحزم وأسلوب الإقناع جعلهم يبتعدون عن السوشيال ميديا، ويفرغون طاقاتهم في القراءة، وأن القصص التي ألفتها وزميلاتها انعكست بالإيجاب عليهم، وحفزتهم وشجعتهم، في المضي قدماً في عالم القراءة.

تخصيص

وأوصت د. نورية العبيدلي أولياء الأمور بأبعاد أولادهم عن غزو السوشيال ميديا عبر الأجهزة الذكية، خصوصاً إذا كانوا في عمر صغير، وفي حال اضطرار الأسرة إلى اقتناء هذه الأجهزة، فيجب تخصيصها لأغراض الدراسة فقط، مع عدم توفير كل ما يطلب من الأبناء، بهدف تحمل المسؤولية، ومعرفة ليس كل ما يطلب يجاب، ومشيرة إلى أن الأمر لن يكون سهلاً على أولياء الأمور خصوصاً مع إلحاح الطفل، على أن يتم توفير بديل من خلال قراءة القصص، والتدرج في قراءة الكتب بحسب الأعمار، ومع المثابرة والحوار ستكون النتيجة جيدة ومثمرة في تنشئة الطفل، وتكوين شخصيته، وتحصيله الدراسي.

Email