50 مدرسة للفقيد في القارة السمراء تضم بين جنباتها أكثر من 10 آلاف طالب

حمدان بن راشد.. رؤية حضارية لنشر ثقافتنا الإسلامية في أفريقيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

أولى المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه، مشروعه الثقافي الحضاري التنموي، الذي كان يحمل رؤية شاملة لتنفيذه، اهتماماً منقطع النظير، رصد من خلاله التمويل الكافي والتخطيط لنشره، ليصل إلى أرجاء العالم، فيما كانت القارة الأفريقية هدفاً مهماً لنشر الثقافة الإسلامية والعربية، وذلك من خلال مدارس المغفور له ، بإذن الله تعالى، المنتشرة فيها، والتي وصلت إلى 50 مدرسة، تضم بين جنباتها أكثر من 10 آلاف طالب، وجاء توجيه، طيب الله ثراه، مؤخراً بإصدار كتاب لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، بعنوان «معاً نتعلم اللغة العربية»، ليكون الهدف منه تعزيز الارتقاء باللغة العربية ونشرها والتوسع في تعليمها بأفريقيا، لما لذلك من أهمية كبيرة لنشر ثقافتنا العربية وتعاليمنا الإسلامية هناك.

وانطلاقاً من توجيهات المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم راعي هيئة آل مكتوم الخيرية، بالاهتمام بتدريس اللغة العربية وإعطائها الأولوية القصوى في مدارسه في القارة الأفريقية، ولما للغة العربية من مكانة مرموقة بين شعوب العالم، أعدت الهيئة في هذا الإطار كتاب «معاً نتعلم اللغة العربية»، لتدريب المعلمين على الاستخدام الصحيح للغة العربية الفصحى، واستخدام مهاراتهم في الصفوف الدراسية لابتكار طرق جديدة لتدريسها.

رؤية حضارية

وتحمل هيئة آل مكتوم الخيرية مُجسدة رؤى المغفور له، العديد من الخطط الطموحة، التي تعمل عليها لتعليم ونشر اللغة العربية في أفريقيا، ومن بينها تنظيم «ندوة للغة العربية» بجامعة أديس أبابا بمقرها في إثيوبيا، والتي توافقت مع رغبة المغفور له وتوجيهاته بتعليم اللغة العربية، مادة أساسية في مدارسه داخل القارة الأفريقية، والعمل باستمرار على تطوير وبناء القدرات البشرية، من خلال تعزيز التعليم والتدريب في أكثر من 24 دولة أفريقية.

وتضع مدارس المغفور له ، بإذن الله تعالى، الكثيرة، التي تنشئها الهيئة في أفريقيا ضمن شروط إنشائها الأساسية، أن تكون اللغة العربية واحدة من المواد الأساسية، التي تُدرس ضمن مناهجها، وذلك في خطوة مهمة لنشر اللغة بين الطلاب، ومن ثم وصولها لكل المهتمين بتعلمها في كل الدول الأفريقية، التي تتجه إليها هيئة آل مكتوم الخيرية بمشروعات تنموية وتعليمية، فيما يأتي ذلك تعزيزاً لدور الهيئة الحضاري والمعرفي وعملها في مختلف المجالات الإنسانية، بهدف بناء القدرات البشرية، وافتتاح المدارس والاهتمام بالتعليم.

تدريب معلمين

ويسهم كتاب «معاً نتعلم اللغة العربية»، في تدريب المعلمين على تطوير طرق التدريس، وإيجاد مصادر جديدة للتعلم واستخدام نتائج الدراسات، والأبحاث التربوية، والاستفادة منها في تعليم الطلاب، وزيادة فرص اجتماع معلمي اللغة العربية، بهدف تبادل الأفكار، والخبرات في ما بينهم لتطوير المهارات، ورفع كفاءة التعليم في الغرفة الصفية، لزيادة الكفاءة اللغوية، والتي من شأنها تحسين قدرة الطلاب.

وتعد مدارس الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم التربوية في أفريقيا من أهم المشروعات التعليمية الخيرية، التي تنفذ في أفريقيا، فيما بدأ هذا المشروع في 1997 ببناء 10 مدارس ثانوية في 8 دول، شملت: السودان، كينيا، تنزانيا، أوغندا، تشاد، موزمبيق، بوركينا فاسو والسنغال، واستمرت بالتوسع نتيجة النجاحات، التي تحققت حتى بلغت حالياً 50 مدرسة في نحو 24 دولة أفريقية، والهدف من بناء هذه المدارس هو ثقيف الطلاب، وتوسيع فرص التعليم المتكامل لآلاف الشباب الأفارقة، الذين حرموا من التعليم إما بسبب الفقر وإما عدم وجود المدارس.

واعتمدت رؤية المغفور له التعليمية والثقافية على إنشاء مدارس متكاملة، من حيث التجهيزات التعليمية من المعامل والوسائل والإدارات المتميزة والمعلمين ذوي الخبرة والكفاءة، إضافة إلى اعتماد وتوفير الموازنات اللازمة، ما هيأ هذه المدارس أن تحقق ريادة عالية ونجاحاً وتفوقاً متواصلاً، حتى أصبحت حالياً مركزاً للإشعاع الحضاري والتنموي والتربوي في أفريقيا.

وارتكز الهدف من إنشاء هذه المدارس على أهمية تخريج طلاب على درجة عالية من الكفاءة العلمية، والدفع بهم إلى أفضل الكليات الجامعية، وتوسيع فرص التعليم المتطور المتكامل لآلاف التلاميذ والشباب الأفريقي، الذين تتلاشى أمامهم فرص التعليم، إما بسبب الرسوم الدراسية، وإما بسبب شح فرص التعليم، علاوة على تدني مستويات المدارس الثانوية، التي يصعب معها التحاق الطلبة بالكليات والجامعات المرموقة.

Email