متعاف يروي قصة وقوعه في براثن الإدمان

صورة تعبيرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تلعب قوة الإرادة وما يصاحبها من دعم عائلي ورعاية يقدمها المتخصصون دوراً أساسياً في مواجهة تحدي الإدمان، وتسهم في تحقيق النجاح والعودة للاندماج الطبيعي في المجتمع، إذ يعتبر الإدمان تحدياً بالغ الخطورة والصعوبة نظراً لتأثيره السلبي على الجسم والعقل.

وتظهر العديد من القصص أن قرار التخلص من الإدمان يترتب عليه تحديات كبيرة، يتجلى أهمها في القدرة على مواجهة الرغبات القوية في التعاطي، لتبرز هنا قوة الإرادة باعتبارها المحرك الدافع الذي يقود الشخص نحو تحقيق هدفه وتعزيز قوته العقلية من خلال تطوير استراتيجيات فعالة مثل الاعتماد على دعم العائلة والأصدقاء، واللجوء إلى الخدمات المتخصصة.

وتبدو قصة (ص أ) واحدة من تلك القصص التي تظهر مدى خطورة وقوع الأشخاص في براثن الإدمان، وتؤكد أهمية قوة الإرادة، ووجود المساندة من قبل الأسرة والمراكز المتخصصة التي تقدم خدمات العلاج وفق عدد من المستويات النفسية والصحية والبدنية.

وتبدأ حكاية (ص أ) بوقوعه في دوامة الإدمان بعمر 14 سنة، ويقول «أخذت العديد من أنواع الحبوب المخدرة، التي بدأت كنوع من التجربة التي شجعتها البيئة المحيطة من أصدقاء السوء، حيث كنت أذهب للنادي وألعب بمزيج من القوة والنشاط والثقة العالية بالنفس، وقد أعجبني ذلك».

وأضاف: ذلك التأثير الذي كنت أشعر به لم يعد ذاته فبدأت بالبحث عن مواد أخرى، فجربت أصنافاً عدة وكان هذا باب الوصول إلى القاع الذي بدأت منه دوامة من السرقة وخيانة ثقة المحيطين من الأصدقاء، والتعامل مع بائعين للحصول على ما أريد لأجد نفسي في الشارع، وما تبع ذلك من مشاكل وانتكاسات متتالية، فمن يدخل في مرحلة التعاطي ينهار عالمه تعليمياً واجتماعياً وقانونياً.

وتابع (ص أ) أنه دخل للعلاج في مركز إرادة للعلاج والتأهيل أول مرة في العام 2018، حيث تعامل مع الأمر باستهتار، مما قاد إلى دخوله وخروجه من المركز مرات عديدة، تعرض خلالها للكثير من المشاكل التي أوصلته إلى القاع، حيث لا مال ولا أسرة، فضلاً عن تجاهل العائلة بأكملها له نظراً لخيبة الأمل وفقدان الثقة.

واتخذ (ص أ) قراره الحاسم بضرورة تحدي رغبته والخروج من دوامة الإدمان حيث دخل المركز من أجل علاج شامل للإدمان بشقه الطبي، علاوة على ما يقدمه أخصائيون مهمتهم تنمية المهارات وتعزيز الثقة بالنفس وكيفية التعامل مع الانتكاسة، وسبل حماية الذات، ونتيجة لقوة الإرادة تمكن من استكمال علاجه في المركز.

ويقول: تعافيت منذ 6 أشهر والحمد لله حيث أنهيت دورة في الحاسوب نظمها المركز وكانت ذات فائدة كبيرة فأنا في رحلة بحث عن العمل، ولدي الرغبة في الالتحاق بالوظيفة، خصوصاً أن هذه الدورة منحتني بعض المهارات المهمة حول مبادئ استخدام الحاسوب، وهو أمر أشكر عليه «إرادة».

وأكد أن أشرس ما في المخدرات يكمن في كونها تفتح الباب على مصراعيه أمام الكثير من صور الانحراف الأخرى كالسرقات، والاختلاسات، والانتحار، والقتل، والتفكك، والانهيار الأخلاقي، والاقتصادي.

Email