أخطاء بسيطة وثقة زائدة تنتهي بصاحبها خلف القضبان

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن يعلم حسام أن صديق العمر سيتسبب في سجنه بعد أن وثق فيه لسنوات طويلة، وكذلك أحمد الذي امتلكه الغضب الشديد فقام بسب أحد الأشخاص واتهامه بألفاظ نابية بعد أن خسر جزءاً من أمواله معه، أما هنادي فقد قادتها الغيرة الشديدة والرغبة في الارتباط بمن أحبته لسنوات إلى قتله في لحظة غضب، وغيرها العديد من القصص المتنوعة والغريبة من دراما الحياة لأشخاص يمضون سنوات طويلة خلف القضبان نادمين على تصرفهم.

وتفصيلاً، أفاد العميد مروان عبد الكريم جلفار، مدير الإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية بالوكالة في شرطة دبي لـ«البيان» بأن ملفات قضايا النزلاء وقصصهم تدعو إلى العبرة والحرص من قبل أفراد المجتمع.

فبعض القصص يكون خطأ الشخص أنه وثق بالآخرين أو تملكه الغضب فقام بفعل يجرمه القانون أو تورط في جريمة بسبب الجهل بالقانون، داعياً إلى ضرورة الاطلاع على القوانين والالتزام بها تجنباً للعقوبة التي يفقد فيها الإنسان حريته ومستقبله لسنوات طويلة.

قصص مؤثرة

وقال العميد جلفار: إن إحدى القصص المؤثرة لشخص عربي الجنسية كان يمتلك شركة خاصة وشريكه صديق العمر كما كان يطلق عليه فقد امتدت علاقتهما إلى 20 عاماً، كان يتعامل معه فيها بكل صدق وأمانة، إلا أن هذا الصديق غدر به واستولى على أموال الشركة بالتوكيل الذي كان بحوزته بل واستدان ودفع صديقه عن طريق الحيلة إلى توقيع شيكات بملايين الدراهم، وادعى أنه مسافر إجازة، وأفاق النزيل على فاجعة أن كل أعماله انهارت وأنه مطالب بدفع ملايين الدراهم لمستحقين في حين أغلق شريكه كل سبل التواصل معه وهو في حالة صدمة كبيرة.

ولفت العميد جلفار إلى أن عدداً ليس بقليل من نزلاء المؤسسات العقابية متهمون بتهم السب والقذف والتشهير لأشخاص آخرين بسبب الغضب والعصبية والجهل بالقانون الذي يجرم مثل هذه الأفعال التي غالباً ما تكون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإحدى الحالات لشخص خليجي شارك بمبلغ كبير في تأسيس عمل خاص مع شخص تعرف عليه إلا أن الطرف الثاني ادعى أنه خسر تلك المبالغ ولم يعد يتواصل معه، فقام بإرسال رسائل تهديد وسب وقذف متضمنة ألفاظاً نابية يعاقب عليها القانون وبدوره قام الأخير برفع قضية ضده وزج به في السجن.

وأشارت العقيد جميلة الزعابي، مدير سجن النساء بالإدارة العامة للمؤسسات العقابية والإصلاحية بدبي إلى أن قصة هنادي تحمل الكثير من الحزن والعبر فقد أحبت رجلاً لفترة طويلة وصلت إلى 4 سنوات وحاولت خلالها إقناعه بالارتباط بها، وأغرته بالمال فقد كانت سيدة أعمال جميلة تمتلك عدداً من الشركات ولكنه كان يرفض الارتباط بها متحججاً بأن لديه زوجة أخرى وأبناء في بلده، وذات ليلة لم تحتمل هنادي إصراره على عدم اتخاذ خطوة جادة في علاقتهما وعاد إلى الشقة التي كانت تجمعهما مخموراً .

فيما كادت الأفكار تعصف بها، وتشاجرا وحاول الاعتداء عليها بالضرب فما كان منها إلا أن استلت سكيناً وطعنته طعنات نافذة بعد أن أصابتها حالة هيستيرية، وراحت تبكي على جثته مستعينة بصديق لهما الذي حضر على الفور ليجد كارثة، وأبلغ الشرطة فوراً فيما كان طلب هنادي الوحيد الاحتفاظ بصورته معها في السجن.

Email