«نيابة دبي» تحذر من خطورة إهمال الأبناء

تعلُّق فتى بالأجهزة اللوحية يعرضه للابتزاز

ضرورة مراقبة تعامل الأبناء مع الإنترنت | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ تعلق سلطان البالغ من العمر 13 عاماً، بالأجهزة اللوحية والهواتف النقالة، أصبح غريباً داخل منزله وبين أسرته التي لم تعد تعر له اهتماماً في أية أنشطة منزلية أو اجتماعية، فهو على الدوام مشغول بالألعاب ومقاطع الفيديو على تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي، وكل ذلك في غياب الرقابة على ما يتابعه.

وبعد كل هذا الإدمان على الهاتف و«الآيباد»، بدأ الفراغ وإشباع الفضول لديه يتجهان لمنحى آخر في العطلة الصيفية، حين اصطاده أحد «الصيادين» على الإنستغرام، وبعث له رسالة على الخاص عدة مرات وتبين له بأنه «فتاة» ترغب في التعرف إليه.

ولأن مقاطع الفيديو وبث البرامج والصور عبر «التواصل الاجتماعي» قد رسمت لسلطان تصورات عما يكون شكل التواصل بين الجنسين فقد أبدى رغبة للتعرف إلى «سحر» البالغة من العمر 14 عاماً، ونشأت علاقة تواصل بينهما بالصوت والصورة.

وعبر أحد برامج التواصل، طلبت سحر منه صورته لكي تراه ففعل ذلك وتغزلت به وكتبت له كلمات الإعجاب، قبل أن ترسل له صورتها ففعل مثلما فعلت، حيث تغزل بها وأهداها كلمات الإطراء والمديح على جمالها، ولكنها لم تكتف بصورته.

الخروج من الأزمة

ولأن «سحر»، أخذت تتمادى في طلباتها غير الأخلاقية، فقد شعر سلطان بخوف شديد وأنه أوقع نفسه في مأزق كبير، وأدرك أنه لا مخرج من هذه الورطة سوى والده الذي أخبره بكل شيء، وطلب مساعدته، فلجأ «الأخير» إلى الشرطة، التي توصلت إلى المشكو ضده وكشفت هويته الحقيقية وألقت القبض عليه.

وصلت الدعوى الجزائية للنيابة العامة التي باشرت بدورها بالتحقيق في الواقعة، ليتضح أن «سحر» شابٌّ عمره 21 عاماً، وأنه ادعى بأنه فتاة بغية استغلال سلطان وابتزازه، فأسندت إليه التهم التي يستحقها، وإحالته إلى القضاء لينال جزاءه.

متابعة الأهل

وحذرت النيابة العامة في دبي التي كشفت عن تفاصيل هذه الواقعة ضمن «جريمة وعبرة»، من خطورة إهمال متابعة الأبناء، خصوصاً أثناء استخدام الأجهزة اللوحية والهواتف النقالة للولوج إلى الإنترنت.

وما ينتج عن ذلك من نسج علاقات وهمية مع أشخاص مجهولين نزعوا عن أنفسهم رداء الأخلاق، وتخفوا وراء صور وأسماء غير حقيقية ليوقعوا ضحاياهم من الأطفال والمراهقين في وحل الجريمة والابتزاز.

ثقة ومودة

وأكدت ضرورة «خلق الشعور الدائم لدى الأبناء بأنهم متابعون من قبل أبويهم ومحاطون بالاهتمام والرعاية اللازمين لضمان توطيد الثقة والأمان والمودة فيما بينهم، وزيادة وعي الطفل بما قد يواجهه في الشبكة المعلوماتية والبرامج التقنية واللجوء إلى الوالدين».

Email