طفل يدمن المخدرات بسبب رسالة مجهولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أنقذ مركز حماية الدولي بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، طفلاً يبلغ من العمر 13 عاماً، وقع في فخ إدمان المخدرات، نتيجة مروره بعدة مشكلات زادت اضطراباته النفسية سوءاً.

وجعلته يفكر في الهرب من واقعه، عبر الاستجابة والتفاعل مع رسالة مجهولة تروج لأصناف من المخدرات وصلت إليه عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي، فأثارت فضوله وقرر توفير مصروفه لشراء السموم القاتلة.

وتفصيلاً، قال العميد خالد بن مويزة نائب مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات لـ«البيان» تعود القصة إلى حالة طفل 13 سنة تبين أنه يتعرض باستمرار للتنمر والإهانة والاعتداء من قبل زملائه في المدرسة، وبسبب فجوة التواصل بينه وبين والديه وشعوره بالوحدة والضعف وغياب السند والحماية، لم يكن يخبرهما عن يومياته المؤلمة في المدرسة.

وفي إحدى المرات، حاول الدفاع عن نفسه وصد عدائية زملائه المتمردين، ووصلت المشكلة إلى مسامع إدارة المدرسة، التي استدعت والد الطفل وإبلاغه بقرار تحويل ابنه للدراسة من بُعد لحل المشكلة، ولكن حياة الطفل تغيرت للأسوأ.

فكان يقضي ساعات طويلة خارج المنزل، وسماح والديه بهذا الأمر كان بهدف عدم التضييق عليه ومنحه مساحة من الحرية، لافتاً إلى أنه رغم ملاحظة والديه سلوكاته غير الطبيعية، إلا أنهما أهملا سنوات فكرة عرضه على طبيب متخصص.

تشخيص متأخر

وأضاف العميد ابن مويزة: تفاعل الطفل مع إحدى الرسائل المجهولة التي وصلت إليه عن طريق أحد التطبيقات، وقاده الفضول وحب التجربة إلى توفير مصروفه وشراء المخدرات من دون علم والديه.

واستعان ببعض مقاطع الفيديو لتعلم كيفية الحقن وتعاطي المخدرات، ونتيجة لإدمانه أصبح أكثر عنفاً وعدائية مع أشقائه ووالديه في المنزل وعانى نوبات غضب وانفعال، ما كان يدفع والديه لحجزه في إحدى غرف المنزل في أحيان كثيرة ليهدأ ويستقر وضعه.

وبعد مرور قرابة عام ونصف عام، قام الأب بعرضه على طبيب نفسي، وكشف التشخيص المتأخر معاناة الطفل مشكلات نفسية وفرط الحركة، كما كشفت التحاليل تعاطيه المخدرات، وهنا تواصل الأب على الفور مع مركز حماية الدولي طلباً للمساعدة، وتمت دراسة حالة الطفل وتحويله للعلاج والتأهيل.

رعاية واهتمام

وأكد العميد ابن مويزة أن الأمراض النفسية قد تصبح خطيرة في ظل إهمال استشارة الطبيب، وقد تصل إلى فقدان المصاب حياته تماماً، أو إلى تسبب المريض بالضرر لنفسه أو المحيطين به.

ودعا إلى التقرب من الأبناء واحتوائهم ومنحهم الحب والأمان والرعاية والاهتمام وتشجيعهم على التعبير عن أنفسهم والتحديات التي تواجههم، ومعالجتها أولاً بأول، وتثقيفهم بضرورة عدم التفاعل مع الرسائل المجهولة أو إعادة نشرها، وتقديم البلاغات عبر منصة شرطة دبي للجرائم الإلكترونية e-crime.

Email