تصوير مقطع فيديو كاد يودي بحياة طالب مدرسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

سعيد مثل غيره من الآباء الذين يكرسون حياتهم في سبيل حماية أبنائهم من كل أذى، وكان يحرص يومياً بعد انتهاء ساعات عمله على الذهاب إلى مدرسة ابنه عبدالرحمن البالغ من العمر 15 عاماً لاصطحابه معه إلى المنزل.

ونظراً لقرب المدرسة من مسكنه، كان يسمح في بعض الأحيان لابنه عبدالرحمن بقيادة المركبة باتجاه المنزل رغبة منه في منحه الثقة وغرس مفاهيم خطأ وغير صحيحة حول أن تعلم القيادة يمكن أن يتم في البيت، ومن دون الذهاب إلى الجهات المعنية المتخصصة التي أوكلت لها مهام تقديم الدروس التعليمية المرتبطة بقيادة المركبات.

وفي اليوم التالي، كان عبدالرحمن وعند ذهابه إلى المدرسة، يتفاخر بهذا الأمر أمام زملائه، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه أصبح قائد مركبة متمكناً يستطيع قيادة أي مركبة وحده.

وذات يوم طلب منه أحد أصدقائه، أن يقوم بتصوير فيديو يظهر فيه وهو يقوم بقيادة السيارة، حتى يثبت لهم صحة كلامه، حينها وافق عبدالرحمن على ذلك، متوعداً زملاءه بتصوير مقطع متهور يظهر فيه إمكاناته الفنية وقدراته العالية على القيادة.

وفي مساء أحد الأيام أخذ عبدالرحمن مفتاح سيارة والده من دون علمه، وتوجه إلى طريق سريع، وبدأ بالقيادة بسرعة عالية ونتيجة للقيادة المتهورة، فقد السيطرة على السيارة فانحرفت وخرجت عن مسار الطريق ما تسبب بانقلابها.

وعلى الفور حضرت سيارات الشرطة والإسعاف إلى موقع الحادث، وتم نقل عبدالرحمن إلى المستشفى لتلقي العلاج، إذ كاد يودي الحادث بحياته، وبعد تعافيه تمت إحالة عبدالرحمن إلى الجهات المختصة لينال عقابه على تهوره واستهتاره بحياته وحياة الآخرين.

وقالت النيابة العامة الاتحادية، في تغريده نشرتها على نافذتها على موقع التواصل الاجتماعي «توتير»: يتساهل بعض الآباء في السماح لأبنائهم بقيادة السيارة قبل بلوغ السن القانونية للحصول على رخصة القيادة وهذا ما يجعل الباب مفتوحاً أمامهم للقيام بتصرفات طائشة وخطيرة على أنفسهم والمجتمع، إذ لا يعي المراهق خطورة ما يقدم عليه من تصرفات، ودائماً يحب أن يجرب بعض الأشياء المحظورة ولو كانت خطرة، فيقدم على القيادة بتهور بأنها مغامرة وبطولة، ولكنها في الحقيقة تتسبب بنتائج كارثية لا ينفع بعدها الندم.

Email