رفضت العودة إليه فقتلها

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يحتمل شاب عربي الابتعاد عن عشيقته الأوروبية التي تعرف إليها في مطعم بأبوظبي، وأحبها على مدى سنتين، فقد صارحته برغبتها في قطع العلاقة معه كونها تعرفت إلى شخص آخر، على الرغم من أنه كان يساعدها مادياً ويسافر معها ويزورها باستمرار، فقرر بعد محاولات عدة لإحياء تلك العلاقة من جديد، التخلص منها، كونه لا يستوعب فكرة دخولها في علاقة مع أحد غيره، ففعل «مُكرهاً».

 تفاصيل هذه الواقعة المليئة بالمفارقات والتي تعكس حالة الصراع الداخلي التي عاشها العاشق مع عشيقته كونها كان يحبها وفي الوقت نفسه يفكر في قتلها، تحكي لنا أن الشاب البالغ من العمر 36 عاماً عاش تجربة حب صادقة وربما نادرة، لكن نهايتها كانت مأساوية ودموية، إذ تعرف إلى الفتاة في العام 2017، في مطعم بأبوظبي، ثم نشأت علاقة حب بينهما، استمرت مدة عامين، قبل أن تبدأ تلك العلاقة بالتوتر بعدما شاهد صوراً لها على برنامج للتعارف، ثم انقطعت تلك العلاقة بعد نحو شهر عندما سافرت العشيقة في إجازة إلى موطنها، وانقطعت أخبارها عنه، حينها نصحه أهله بتركها، فتركها مكرهاً، على الرغم من أن قلبه كان لا يزال معلقاً بها، حتى أنه خسر عمله بعد 8 شهور من تلك الواقعة بسبب الحالة النفسية التي تعرض لها.


عودة

وفي بداية العام الماضي، ذهب إلى مقر عمل عشيقته في محل ملابس في مركز تجاري في دبي، وتصالح معها وعادت علاقتهما كما كانت في السابق، وأخبرته أنها غيرت مقر سكنها في مجمع أبراج مشهور دون أن تخبره في أي برج تحديداً، حيث كان يتواعد معها في سيارته أو يذهبان إلى الفندق طوال فترة عودتهما إلى بعضهما البعض، وظلت علاقتهما طيبة مدة شهرين إلى أن شاهد صورها مرة ثانية على برنامج التواصل الاجتماعي، فعبر لها عن انزعاجه من تصرفها، غير أنها لم تكترث له، وساءت العلاقة مرة ثانية وأبلغته برسالة «واتساب» أنها لا تريد الاستمرار في العلاقة معه، فرد عليها بسؤال إذا ما كانت على علاقة مع أحد غيره، فجاءه الجواب كالصاعقة «نعم».

ولأنه لم يحتمل صراحتها، أبلغها بالقول: «غادري الدولة، وافعلي ما تشائين بعدها، فلا أرغب بمشاهدتك مع أحد غيري هنا»، فغضبت وهددته بأنها سوف تبلغ الشرطة إذا أزعجها، ثم انقطعت علاقتهما مدة شهر قبل أن تعاود الاتصال به طالبة منه إقراضها 55 ألف درهم، فأخبرها بأنه لا يملك سوى 30 ألفاً ولم يخبرها حينها بفصله من عمله، فأخذت المبلغ منه، واستغل تواصلها معه ليتأكد منها ثانية إذا ما كانت على علاقة مع أحد غيره فقالت له «نعم»، فانفجر من شدة الغضب وسبها وشتمها، فساءت العلاقة بينهما وأخبرته بأنها ستعيد له المبلغ وتقطع علاقتها به، على الرغم من تمسكه حتى اللحظة بها.



بحث

وفي نهاية يونيو الماضي، قرر الشاب العربي المجيء من أبوظبي حيث يسكن، إلى دبي للبحث عن مقر سكن عشيقته، وتوجه إلى مجمع السكن الذي وصفته له، وراح يبحث عن سيارتها حتى يحدد البرج الذي تسكن فيه، وبالفعل وجدها، ثم راح يبحث عن عشيقته في كل طابق، وكان معروفاً لديه أنها تترك أحذيتها خارج الشقة، وتضع المفتاح داخل حذاء منها، فاستدل على الشقة ووجد المفتاح الذي أخذه إلى محل «نسخ» واشترى نسخة عنه، وأعاد المفتاح الأصلي إلى الحذاء.

وفي اليوم عينه دخل إلى الشقة ليتعرف إلى طريقة حياة عشيقته فيها، وتبين له عدم وجود مرآة فيها لتسريح شعرها، فخرج وأغلق الشقة، ثم اشترى مرآة، بعدما تواعد مع عشيقته، وقدمها لها هدية لعلها تعود إليه، فأحست بأنه دخل شقتها لكنه نفى ذلك.



اتصال

وبعد رفضها استئناف العلاقة معه، غاب عنها شهراً، ثم عاد إلى مواقف البناية، وشاهدها تخرج بفستان سهرة، وكان ذلك في يوليو الماضي، فانتظرها حتى تعود لكنها غابت ليلتين فبدأ ينهار لأنه أدرك حقيقة أنها مع عشيقها الجديد، كما تلقى وقتها اتصالاً من أحد الأشخاص من أبوظبي مدعياً بأنه من الشرطة وطلب إليه الابتعاد عنها، فغضب كثيراً، وتوجه إلى محال مختلفة واشترى شريطاً وعصا بلاستيكيين، وشريطاً آخر لاصقاً، وسكيناً، بالإضافة إلى مطرقة أخذها من منزل صديقه في دبي وتوجه إلى شقة عشيقته ليلاً، وفتحها بالمفتاح الاحتياطي وانتظرها هناك خلف الباب.

 ولما عادت المذكورة أمسك بها وكبل يديها واعتدى عليها واستفسر منها حول سبب غيابها عن البيت مدة يومين، فأخبرته بأنها خرجت مع صديقها الجديد الذي حضر إليها وحجز لها غرفة مشتركة في فندق لمدة ليلتين، فزاد جنونه وصرعه، وأشهر السكين والعصا في وجهها راغباً في قتلها لكنه تراجع بعدما توسلت إليه وقبلت يديه بينما شرع هو في البكاء بحجة أنه «لا يستحق ما يجري له».

ومن شدة حبه لها أخذ أدوات الجريمة وانصرف، بعدما سلمها النسخة الاحتياطية من المفتاح حتى يشعرها بالأمان، وعاد إليها ظهر ذلك اليوم، وبدأ ينظف لها الشقة، واشترى لها الطعام والورود ثم غادر تاركاً لها رسالة مكتوباً عليها «أنت حرة، افعلي ما تشائين»، ولكنه طلب منها أن تفعل معه مثلما فعلت مع صديقها الجديد بأن تقضي ليلتين معه في الفندق، تكترث لذلك وتوجهت في اليوم التالي إلى الشرطة وأبلغت عنه، وتعهد بعدم مضايقتها، وخاف أن يعود لها حتى لا يُسجن.

وفي يوم الواقعة، منتصف يوليو الماضي، ذهب إلى مقر سكنها وكان يجلس عند باب سلم البناية لكي يشاهدها وهي ذاهبة إلى العمل، فشاهدها وهي تستقل سيارة جديدة اشترتها من القرض الذي طلبته منه وأعادته له سابقاً، ولم يعترض طريقها وقتها، غير أنه انتظرها لحين عودتها من عملها ومعه أدوات الجريمة التي أحضرها في المرة الأولى، وكان ينتابه الغضب والحب في الوقت عينه ويشعر بأنه يريد قتلها فعلاً، ولكن حبه لها كان يمنعه، لكنه هذه المرة كان جاداً فعلاً، فانتظرها خلف باب درج البرج المؤدي إلى شقتها ولما حضرت، أشهر السكين في وجهها وأدخلها عنوة إلى الشقة، وأغلق الباب.


خوف


في تلك الأثناء حاولت المجني عليها إمساك الجاني من يده التي كان يحمل بها السكين، فانجرح إصبعه وسالت منه الدماء، فخاف وارتعب، ووجه إليها طعنتين في رقبتها ثم أكمل نحرها عندما سمع صوت غرغرتها.

بعد ذلك المشهد الدموي نزل «القاتل» إلى سيارته ثم رجع إلى الشقة مرة ثانية وشاهد عشيقته وهي غارقة في الدماء فقبلها على رأسها وغادر، لكنه انزلق على ظهره على السلم بعد خروجه من الشقة نتيجة الدماء التي كانت على حذائه، فانتبه إليه الحارس وامرأة أخرى، غير أنه هرب بسيارته إلى منزل صديقه في دبي وبدل ملابسه رغم أن الأخير لم يكن موجوداً في الشقة، ومن ثم قرر العودة إلى منزله، ومن شدة التعب توقف عند المخرج المؤدي إلى ابن بطوطة مول حيث نام قليلاً من الوقت، ولما استيقظ أحس بسيارة شكّ بأنها سيارة تحريات، فغير مكانه، لكن التحريات حضرت إليه ثانية بموجب بلاغ عن الواقعة، فسلم نفسه واعترف بتفاصيل الواقعة.

وأحالت النيابة العامة إلى المحكمة الجزائية في دبي أمس القاتل، مطالبة بمعاقبته بأشد العقوبات عن الجريمة المنسوبة إليه.

Email