مدير إدارة الممارسات الصحية في «ساس» لـ«البيان الاقتصادي»

الذكاء الاصطناعي يحد من انتشار «كورونا»

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الدكتور مارك لامبريخت مدير إدارة الممارسات العالمية في الصحة وعلوم الحياة في شركة «ساس» الأمريكية المتخصصة في حلول إدارة وتحليل البيانات، إن تقنيات الذكاء الاصطناعي المتاحة اليوم قادرة على التنبؤ بأماكن تفشّي أي فيروسات مثل «كورونا» وغيرها قبل أن يدقّ المسؤولون ناقوس الخطر بأسابيع، وبالتالي الحد من انتشار سلالات جديدة منها في المستقبل.

وأوضح الدكتور لامبريخت في تصريحات خاصة لـ«البيان الاقتصادي» أن تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليلات يمكن أن تساعد في اكتشاف الإشارات المبكرة للأعراض، والتي قد تشير إلى وباء جديد محتمل. وتتطلب تلك الإشارات تقنيات تحليلية خاصة يمكنها أن تجد وقائع نادرة ولكنها مهمة، مثل حدوث طفرة في معدلات التغيّب عن المدرسة في منطقة محددة أو بلد معين. وأشار أن كل تفشٍّ للمرض يتطلب مجموعة من المهارات السريرية في التعامل مع الأوبئة بجانب مهارات الذكاء الاصطناعي، للتكيّف مع الفيروس المعدي الذي يخضع للدراسة.

وأضاف: «وزيادةً في الدقة، يجري دمج مختلف مصادر المعلومات في مجموعات البيانات التحليلية، كسجلات الحوادث الرسمية، وبيانات الطوارئ السريرية، وسجلات الأطباء، ووسائل التواصل الاجتماعي، وسجلات الطيران، وسجلات الغياب المدرسي، وبيانات مبيعات الأدوية المضادة للحمّى، ومقارنتها بالنتائج السريرية والخصائص النموذجية لوباء فيروسي جديد، مثل فيروس «كورونا». وتُعدّ هذه النتائج المبكرة بالغة الأهمية في إعداد نظام الرعاية الصحية وضمان القدرة المناسبة على وضع المرضى في الحَجر الصحي وضمان وجود ما يكفي من الأدوية والمستحضرات المضادة للفيروسات».

ولفت إلى أنه بوسع الذكاء الاصطناعي كذلك المساعدة في إجراء الفحوص السريرية على المرضى وإجراء التجارب المخبرية وعمليات التصنيع لضمان إنتاج آمن وفعال للأدوية واللقاحات المضادة للفيروسات. وحول دور الذكاء الاصطناعي في إنتاج لقاح لفيروس «كورونا»، قال لامبريخت: «أصبح المختصون اليوم يلجأون إلى استخدام الذكاء الاصطناعي والتحليلات في كل مرحلة من مراحل تطوير اللقاحات وتصنيعها وتسويقها؛ إذ تُجرى التحليلات على المعلومات المستمدّة من التجارب السريرية باستخدام تقنيات «ساس» وغيرها من تقنيات التحليلات لإظهار سلامة اللقاحات الجديدة وكفاءتها للسلطات، وذلك في سياق تنظيمي خاضع لرقابة صارمة. ويُختبر النشاط أثناء تصنيع اللقاحات وبعده باستخدام الذكاء الاصطناعي، في حين تخضع الجودة في جميع الدفعات المنتجَة من اللقاح للرقابة من خلال عدد كبير من التقنيات التحليلية، مثل تحليلات الصور وتحليل العمر الافتراضي.

الصورة :

وعلاوة على ذلك، وبمجرّد إعطاء اللقاح للسكان، يتم جمع الوقائع المعاكسة المحتملة وتحليلها والإبلاغ عنها باستخدام الذكاء الاصطناعي لمعرفة ما إذا كان اللقاح مأمون الاستخدام، وذلك في إطار ما يُعرف بالحذر الدوائي، في حين أن بعض الطرق التحليلية المستخدمة في الكشف عن الوقائع المعاكسة النادرة، تتشابه مع المراقبة الوبائية. ويُستخدم الذكاء الاصطناعي أيضًا لفحص الأدبيات العلمية وغيرها من مصادر المعلومات غير المنظمة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، للكشف عن توجهات الاستهلاك أو البلدان أو المناطق التي لم يتلقَّ سكانها اللقاح بعد».

«وباء المعلومات»

وحول أهمية إيصال المعلومات الصحيحة إلى الجمهور في المعركة ضد الفيروس بعيداً عن انتشار الشائعات والتهويل أو ما بات يُعرف بـ«وباء المعلومات» infodemic ودور الذكاء الاصطناعي بهذا الصدد، قال لامبريخت: «تتمثل رؤيتنا في «ساس» بالسعي إلى تحويل عالم البيانات إلى عالم من الذكاء المطلوبة نتائجه لتنوير عملية صنع القرار وتمكين المعنيين من اتخاذ القرارات المناسبة، وعندها يمكن للجمهور التعامل مع الواقع وتفهّمه من خلال انتهاج الشفافية بشأن تلك القرارات، وتوضيح معنى النتائج التي جرى التوصّل إليها، وتبيان الإجراءات المتّخذة لاحتواء المشكلة وطريقة السيطرة على انتشار الفيروس. إن انتهاج الشفافية، وإظهار نتائج البرامج الجديدة المتّبعة، وبناء لوحات معلومات متاحة للجميع، هي المفتاح لبناء الثقة».

Email