تعزز الابتكار وتفتح آفاقاً جديدة لمستقبل المدن الذكية

68 % نمو البرمجيات مفتوحة المصدر بالمنطقة

codenvy

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت أحدث نسخة من تقرير «المصدر المفتوح للمؤسسات» الذي تصدره سنوياً شركة «ريد هات»، المتخصصة في البرمجيات مفتوحة المصدر زيادة في استخدام برمجيات المصدر المفتوح Open Source للمؤسسات في منطقة الشرق الأوسط بنهاية يونيو 2019 بنسبة 68% بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، مع توقعات بأن يرتفع معدل استخدام هذه البرمجيات بنسبة 59% خلال الإثني عشر شهراً المقبلة.

وتتوقع دراسة حديثة لشركة «ماركت واتش» أن يصل حجم سوق «البرمجيات مفتوحة المصدر» في العالم إلى 32 مليار دولار بحلول 2023 بنمو سنوي مركب بنسبة 22%.

وعزا لي مايلز، المدير الإقليمي لشركة ريد هات في أوروبا الوسطى والشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا في تصريحات خاصة لـ«البيان الاقتصادي» هذا النمو إلى أن البرمجيات مفتوحة المصدر، خلال السنوات القليلة الماضية، أثبتت أنها الوسيلة الأفضل لتعزيز مؤشرات الابتكار الذي يمكن أن يساعد في تعزيز التحول الرقمي، وتلبية متطلبات الشركات من المرونة، حيث يمثل «المصدر الفتوح» مجتمعاً عالمياً يضم أكثر من 15 مليون مطور يعملون على دعم الابتكارات البرمجية التي ستسهم في تعزيز الرؤى المستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساهم تبني المبادئ «المفتوحة» في إعادة رسم معالم النمو وتعزيز أوجه التعاون لتطوير ابتكارات جديدة.

وتعمل حلول المصادر المفتوحة على تسريع الابتكار واعتماد السحابة، وتعزيز الاستفادة من البيانات الضخمة والتحليلات، وإنترنت الأشياء (IoT)، والذكاء الاصطناعي (AI) و«بلوك تشين»، وهي تعتبر بديلاً مرناً وفعالاً لناحية التكلفة ومرونة البرمجيات ذات الملكية المسجلة، والطريقة الأفضل لتحقيق الاتصال على نطاق واسع دون الاعتماد على أطر ومنصات مفتوحة المصدر ضمن البنى التحتية الرقمية.

أجندات التحول

وتشهد أجندات التحول في منطقة الشرق الأوسط، التي تعتبر من أكثر المناطق تقدماً من الناحية الرقمية، اهتماماً متزايداً من قبل حكومات الدول، حيث اتخذت العديد من البلدان مثل الإمارات والمملكة العربية السعودية خطوات ملموسة من خلال الاستثمار في المدن بما يضمن تمكين أجيال المستقبل، مع التركيز على ضمان الرفاه الاجتماعي والاقتصادي أيضاً. وتعتبر هذه البلدان في طليعة التطورات في مجال المدن الذكية كما أنها رائدة في مجال الابتكار على المستوى العالمي.

ومع ذلك، ولكي تبصر الرؤى المستقبلية التي أعلنت عنها هذه الدول في مجال وسائل النقل ذاتية القيادة أو الحلول التي تستند إلى الذكاء الاصطناعي أو تجارب السكان المعززة، النور، ينبغي أن تكون البنية التحتية والمنصات المتقدمة في المدينة الذكية أكثر فعالية من حيث التكلفة وأكثر قابلية للتطوير وأقل مخاطر إلى جانب تمتعها بمستويات عالية من الأمان و«الانفتاح» والتحديث المستمر.

ولكي نفهم أكثر كيف يمكننا النجاح في تسريع رحلة التحول، يوضح مايلز: «علينا أولاً نعود بالزمن إلى الوراء قليلاً، فمنذ وقت ليس ببعيد، كان تصميم النماذج التقليدية الخاصة بإنشاء برمجيات المستقبل يتم خلف أبواب مغلقة. وفي هذا»العالم المغلق«، كانت أقسام البحث والتطوير المستقلة والمعزولة مسؤولة تقليدياً عن الإشراف على المنتجات والمشاريع الخاصة بمتطلبات شركة معينة من الحلول المبتكرة.

وعلى الرغم من أن مثل هذه العمليات قد ساهمت في توفير منتجات عالية الجودة مع مستوى منخفض من المخاطرة، إلا أن هناك نتيجة حيوية واحدة كانت مفقودة من هذه المعادلة ألا وهي عنصر الابتكارات الحديثة.

وعلى الرغم من ذلك، تحتاج مؤسسات القطاعين العام والخاص إلى الاستفادة من أفضل ما يمتلك كلا القطاعين. ووفقاً لتقرير»المصدر المفتوح للمؤسسات«الذي أصدرته شركة»ريد هات«، أشارت 69% من الشركات التي شملتها الدراسة إلى اعتقادها بأن القيمة الاستراتيجية للمصدر المفتوح»مهمة«أو مهمة للغاية»، مما يشير إلى الإقبال المتزايد على الابتكار الذي يقدمه مجتمع البرمجيات مفتوحة المصدر. ومع ذلك، شددت تلك الشركات على أهمية الحصول على الفوائد مع أقل نسبة من المخاطر.

وهنا يبرز دور شركة «ريد هات» التي حرصت على تسخير أكبر إنجازات مجتمع البرمجيات مفتوحة المصدر وتعزيزها بحلول قابلة للتطبيق تجارياً وتنطوي على مخاطر منخفضة نسبياً للعملاء، مما مكّن الشركة من وضع معايير متميزة لكيفية قيام البائعين بتكييف الحلول مع الاحتياجات المحددة للعملاء.

ميزات

وتتميز مجتمعات المصدر المفتوح، بأن أبوابها مفتوحة على الدوام لاستقبال المزيد من الابتكارات. وبالنسبة للشركات والجهات الحكومية في الشرق الأوسط، قال إن هناك العديد من الأسباب التي تحتم عليها الاعتماد على برمجيات وتقنيات المصادر المفتوحة. ففي المقام الأول، يوفر المصدر المفتوح مستويات أعلى من المرونة، والأهم من ذلك، أنها توفر وصولاً سلساً إلى أحدث التقنيات في مشهد التحول.

وفي الوقت الذي تسعى فيه المؤسسات في المنطقة للبقاء في طليعة التحول التكنولوجي لخدمة عملائها والسكان ودعم الأجندات الحكومية بشكل أفضل، ينبغي العمل على ضمان تعزيز البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات لتكون أكثر ذكاءً في كيفية تقديم هذه الخدمات للإنتاج. ومع البرمجيات مفتوحة المصدر، يمكنها القيام بذلك بشكل سلس وآمن وأكثر كفاءة.

ويضيف مايلز: «سواء أكان العميل من الشركات الناشئة أو الشركات الصغيرة والمتوسطة أو إحدى الجهات الحكومية، فإن الحلول القائمة على البرمجيات مفتوحة المصدر تقدم برامج مبتكرة للغاية يمكنها أن تساهم في تعزيز المرونة والأمان وتقديم دعم عالمي المستوى. وتُعد البرمجيات مفتوحة المصدر السبيل المضمون لنقل قدرات المؤسسات والمدن الذكية والدول إلى مستوى جديد من التميز.

وبمجرد الاستفادة منها من خلال منصات متكاملة، يمكن أن تكون ثقافات وحلول البرمجيات مفتوحة المصدر ركيزة أساسية لإحداث ثورة في مجالات ونماذج العمل التقليدية. كما أنها أساسية نحو تمكين الشركات من الأداء بشكل أفضل وأكثر ذكاءً وكفاءة».

Email