رئيس قسم الحلول في شركة «كونسانسيس» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:

الاستعداد المسبق شرط لنجاح تطبيق «بلوك تشين»

قادة الأعمال يرون ضرورة في الاستعداد المسبق لتطبيق حلول «بلوك تشين»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعتبر «بلوك تشين» من أبرز الابتكارات التقنية الواعدة في الآونة الأخيرة، التي حازت اهتمام الشركات الناشئة المبتكرة والمؤسسات مثل مايكروسوفت وجيه بي مورغان، وسانتاندير، وحتى الحكومات في دبي وسنغافورة والبرازيل، لكن كما هو الحال مع أي تقنيات ناشئة، هناك بعض الخصائص والمعوقات الفريدة من نوعها التي تواجهها جميع المؤسسات السبّاقة في تبني تلك التقنيات على طول الطريق، مما يدفع حتى أفضل قادة الأعمال إلى التفكير في ضرورة الاستعداد المسبق لتطبيق حلول «بلوك تشين».

ويؤكد رامي معلوف، رئيس قسم الحلول في شركة «كونسانسيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» أهمية فهم التحديات الأساسية التي تواجهها المؤسسات الراغبة في توظيف تقنية «بلوك تشين».

وحول التخطيط لمشاريع «بلوك تشين» لتحقيق أكبر فائدة ممكنة، يقول معلوف: «لا تزال تقنية «بلوك تشين» ناشئة، ويتطلب تطوير أي تطبيق باستخدام هذه التقنية تكلفة أكبر ووقتاً أطول من أي تطبيق سحابي تقليدي في العديد من الأحوال.

لذلك، قبل البدء في تطوير أي شيء لدينا في شركة «كونسانسيس»، نحرص في البداية على تقييم حالة استخدام «بلوك تشين» للتأكد من وجود عائد على الاستثمار، وذلك من خلال وضع مخطط يربط بين عمليات الأعمال وحالة الاستخدام وبين قدرات تقنية «بلوك تشين»، مثل التوقيعات الرقمية والسجلات الثابتة الموزّعة والعقود الذكية والترميز والهوية اللامركزية. ونتيجة لذلك التقييم، لا نباشر العمل سوى على التطبيقات التي يمكننا من خلالها إظهار الفوائد الكبيرة التي يمكن تحقيقها من خلال استخدام هذه المقومات الأساسية لتقنية «بلوك تشين» في التطبيق وفي حل المشكلة.

منصات «بلوك تشين»

وفي الوقت الراهن، تبرز منصتان في السوق باعتبارهما «المعيار الحقيقي» لبناء تطبيقات «بلوك تشين» المؤسسية، هما: منصة «آي بي إم هايبرليدجر فابريك» ومنصة «إيثريوم». وتعتمد «كونسانسيس» على منصة «إيثريوم» في بناء تطبيقات «بلوك تشين»، سواء كانت شبكة عامة كبرى أو شبكات «بلوك تشين» خاصة تعتمد على منصة «إيثريوم». ويوضح معلوف: يرجع استخدامنا لتقنية «بلوك تشين» على منصة «إيثريوم» إلى ثلاثة أسباب رئيسية، هي أن «إيثريوم» تعتبر منصة العقود الذكية اللامركزية الوحيدة المصممة لتلبية الأغراض العامة والعالمية.

كما يمكن، من خلال منصة «إيثريوم» نشر السلاسل الخاصة والتطبيقات اللامركزية للسلاسل العامة (التطبيقات اللامركزية) والسلاسل المجمعة، سواء داخل الموقع أو على الخدمة السحابية، علاوة على أن منصة «إيثريوم» تتميز بأكبر قاعدة من المطورين على مستوى العالم، مما يؤدي إلى تطور المنصة بشكل سريع ويوفر للمؤسسات حرية اختيار الشركاء في التنفيذ.

وحول كيفية تشكيل فريق تطوير تقنية «بلوك تشين»، يقول معلوف: يتمثل الجانب السلبي ببساطة في عدم وجود عدد كافٍ من مطوري «بلوك تشين» لتلبية حجم الطلب المتزايد. أما الجانب الإيجابي، فيتمثل في أن معظم خطوات تطوير تطبيقات «بلوك تشين» تتم وفق إجراء تطوير تطبيقات الويب العادية (لا تمثل جوانب «بلوك تشين» سوى جزءاً بسيطاً من التطبيق ككل). ومع ذلك، لا يزال من الضروري تعيين أحد مهندسي تقنية «بلوك تشين» ذوي الخبرة في فريقكم لإرشاده حتى تؤتي التطبيقات ثمارها.

وقد قمنا في شركة «كونسانسيس» بتطوير برنامج «أكاديمية كونسانسيس» لتدريب المطورين حول العالم على تطوير تطبيقات «بلوك تشين». ومن ثمّ، يمكننا إرشادكم حول كيفية بناء فريقكم والمهارات المطلوبة للمطورين لإتقان تطوير تطبيقات «بلوك تشين»، كما يمكنكم الاستفادة من خدمات التدريب التي نقدمها والمخصصة للمؤسسات.

وحول الدعم والخدمات التي تتيحها «كونسانسيس» للمؤسسات، يقول معلوف: لا يُعد تطوير تطبيقات «بلوك تشين» كافياً في حد ذاته للمؤسسات، حيث ينبغي استخدام التطبيقات في بيئة الإنتاج ودعمها. وتركز شركة «كونسانسيس» على توفير منظومة من خدمات ومنتجات الدعم، بداية من دعم المطورين وحتى عمليات التحقق من سلامة الأنظمة والمتابعة.

ويشمل دعم المطورين توفير قواعد معرفة مخصصة تضم تقنيات «بلوك تشين» والعناصر الأساسية وأدوات المطورين، إلى جانب الدعم المجتمعي من خلال المنتديات، والدعم المباشر المقدم من المهندسين المتخصصين في الدعم التقني. وتقدم شركة «كونسانسيس» خدمات دعم الأنظمة للمؤسسات العميلة لديها، وتشمل دعم أنظمة الإنتاج، كما يتم تطويرها بما يلبي احتياجات تطبيقات «كونسانسيس»، بما في ذلك «Viant.io» (منصة رصد ومتابعة الأصول).

تحالف

وحتى وقت قريب، كان تطوير أي حل مؤسسي يعتمد على تقنية «بلوك تشين» يستلزم العمل من الصفر، لكن بدأ هذا الأمر في التغير، حيث تأسس تحالف المؤسسات المعنية بمنصة الإيثريوم (EEA)، وهو تحالف عالمي يضم المؤسسات الرائدة في مختلف المجالات التي تستثمر في تطوير تقنية «بلوك تشين»، للتغلب على هذه المشاكل. ويعمل التحالف على بناء حلول «بلوك تشين» النموذجية والمجانية ومفتوحة المصدر حتى تصبح بمثابة حجر الأساس اللازم للشركات للتطوير انطلاقًا منها.

وتدرس مجموعات العمل الجوانب القانونية لحلول «بلوك تشين» والعقود الذكية، والجوانب الخاصة بالقطاعات المختلفة، مثل الخدمات المصرفية وسلسلة التوريد، وكذلك المسائل التقنية، مثل معايير الخصوصية ومنح الأذونات والتواصل.

وحول قائمة التقنيات والأدوات التي يجب على المطورين استخدامها، يقول: «تنظم شركتنا العديد من مسابقات الهاكاثون وبرامج التدريب حول العالم. ومن أبرز المعوقات التي نراها في المنحنى التعليمي، هو «قائمة تقنيات التطوير»، إذ قد يعاني المطورون في اختيار أدواتهم وتهيئة بيئة العمل لديهم بالشكل الأمثل.

وقد ركزت شركة «كونسانسيس»، على وجه التحديد، وغيرها من المؤسسات، على هذا الأمر. ومن ثمّ، يمكننا إرشادكم بشأن مستويات قائمة تقنيات «بلوك تشين» وكيفية دمج الأدوات الناشئة في بيئات التطوير وأُطر العمل القائمة، مثل التكامل المستمر وإطار العمل الاختباري والنشر الآلي وعمليات التطوير. وعليكم البدء في وضع هذه الأمور في الاعتبار الآن إذا كانت مؤسستكم تفكر في استخدام تقنية «بلوك تشين».

Email