يقف المشتري في حيرة عند اتخاذ قرار شراء شاشة تلفزيون جديدة، العديد من الموديلات، والكثير من الأنواع، ومسميات لتقنيات في الشاشات، يصعب معرفة ما خلف تلك المسميات من تقنية واختلافات، ويشهد سوق شاشات التلفزيون العالمي، وخصوصاً في منطقة الخليج، سباقاً محموماً بين كبرى الشركات المصنعة لتقديم أحدث التقنيات التي تلبي تطلعات المستهلكين نحو جودة أعلى وتجربة مشاهدة استثنائية، ومع التطور المتسارع في تكنولوجيا العرض، أصبحت تقنيات LCD وOLED وQLED محاور رئيسية للتنافس، فيما دخل الذكاء الاصطناعي كعنصر حاسم في رفع كفاءة الصورة وتعزيز القيمة السوقية للمنتجات.
فما هو الفارق بين الـLCD، والـOled والـQled، وكيف نتخذ قرار شراء أي من التقنيات الثلاث؟
t•tLCD: العمود الفقري للسوق التقليدية
تستمر هذه التقنية في جذب شريحة واسعة من المستهلكين الباحثين عن أسعار تنافسية وأحجام كبيرة، إلا أن محدوديتها في إنتاج اللون الأسود العميق وظهور "الوهج" حول العناصر المضيئة يضعف قدرتها على منافسة الفئات الأعلى، وLCD هي اختصار لـLiquid Crystal Display حيث تعتمد التقنية على كريستالات مضيئة سائلة، وهو ما يجعلها تلجأ للتعتيم لإظهار اللون الأسود، ولكنها لا تنطفئ، وبالتالي يظهر الأسود غير معتم، ويميل للون الرمادي أكثر من الأسود، الأمر الذي يجعل تلك الشاشات غير ممتعة في مشاهدة محتوى الإتش دي آر والأفلام التي فيها مشاهد مظلمة، إضافة إلى أن شاشات الإل سي دي غير مريحة في زوايا الرؤية المختلفة سواء للتعتيم عند مشاهدتها من الجوانب أو كثرة الانعكاسات في شاشات الـIPS LCD، اللامعة بشدة والتي تجعل المشاهدة في وجود أضواء أمراً صعباً.
t•tOLED: الفئة الفاخرة
شاشات الأوليد تقدم تجربة بصرية راقية، حيث يتميز كل بكسل بإضاءة ذاتية مستقلة توفر سواداً مثالياً وتبايناً متفوقاً، إلا أن كلفتها المرتفعة، ربما تعد سبباً من أسباب عدم شعبيتها، إضافة إلى أن استمرارية المشاهد المضيئة على بعض تلك الشاشات يؤدي لظهور خيالات على الشاشة بعد فترة من الاستعمال، وهي التي يطلق عليها "احتراق الشمعات" حيث تعطي وهجا لمشهد سابق يظهر كظل على الشاشة، وبالطبع فالشركات الموثوقة تقدم عمر أطول للشمعات، وفي العموم فشاشات الأوليد رغم تمتعها بنقاء صورة رائع، إلا أنها تعد أكثر نخبوية لارتفاع أسعارها وقصر عمرها.
t•tQLED: رهان مختلف
شاشات الكيوليد، هي تطوير للأوليد، وتعد خياراً أفضل من حيث التباين وفوارق الألوان وتشبع الأسود ودرجات الرمادي على الشاشة، إضافة لكونها أطول عمراً من حيث الاعتمادية، وأحد أهم اللاعبين في مجال شاشات الكيو ليد، هي سامسونج الكورية، ويقول محمد شريف عبيد رئيس مجموعة العرض المرئي في سامسونج جلف للإلكترونيات، إن تقنية QLED تعد تطويراً متقدماً يعتمد على النقاط الكمومية، ما يتيح تقديم 100% من حجم الألوان مع أداء قوي في البيئات المضيئة. وأشار إلى أن شاشات سامسونج QLED مصممة بعمر افتراضي أطول وخالية من الكادميوم، وهو ما يعزز مكانتها في السوق كخيار مستدام وموثوق.
ويستخدم الكادميوم في شاشات الإل سي دي، وهو مادة شديدة الخطورة، وتسبب العديد من الأمراض في حالة التعرض لها.
الذكاء الاصطناعي
أصبح الذكاء الاصطناعي لاعباً رئيسياً في المنافسة، ولكن هل إضافة الذكاء الاصطناعي للشاشات مجرد دعاية لاستخدام مصطلح رائج؟ ماذا يضيف الذكاء الاصطناعي في جودة مشاهدة البرامج التلفزيونية وتطبيقات البث؟
توفر معالجات الذكاء الاصطناعي قدرات على ترقية المحتوى إلى دقة تقترب من 8 كيه، حيث تعالج محركات الـAi، المدمجة في الشاشات الألوان وتعمق التفاصيل والظلال، وتحسين التباين والألوان ديناميكياً.
ويقول عبيد إن مزايا مثل Auto HDR Remastering Pro وColor Booster Pro تتيح تقديم صور محسّنة باستمرار دون تدخل يدوي، ما يعزز تجربة المستخدم.
وأضاف: " تساعد ميزات الذكاء الاصطناعي العملاء على توقع احتياجاتهم، مما يوفر تجربة مشاهدة مثالية ويقدم أيضاً فوائد مبتكرة وذات معنى. فعلى سبيل المثال، يمكن لميزات مثل Adaptive Picture تحسين الصورة وفقاً للظروف المحيطة، مثل وجود الإضاءة العالية في الغرفة، ويمكن لمعالجات الذكاء الاصطناعي الأحدث، والتي تم إطلاقها في وقت سابق من هذا العام، تحليل كل إطار في الوقت الفعلي، ويمكن لميزة Auto HDR Remastering Pro تحويل المحتوى القياسي إلى صور شبيهة بتقنية HDR، بينما تعمل ميزة Color Booster Pro على تعزيز حيوية الألوان لتجربة مشاهدة واقعية. والنتيجة هي جودة مذهلة باستمرار، بغض النظر عن مصدر المحتوى ودون الحاجة إلى أي تعديلات يدوية، بالإضافة إلى ذلك، تُنفذ هذه الوظائف المعتمدة على معالج الذكاء الاصطناعي على الجهاز نفسه، مما يوفر مستوى أعلى من الخصوصية والأمان، وسرعة تنفيذ أكبر، ويساهم في بالاستدامة عبر تقليل استهلاك الطاقة، وفي المجمل، تمنح هذه التحسينات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تجارب شخصية تُثري الحياة اليومية.
توجهات السوق
وتشير بيانات السوق إلى تزايد الطلب على الشاشات العملاقة بقياس 98 بوصة وما فوق، خصوصاً في الإمارات، حيث يدفع انتشار المنازل الفاخرة ورغبة المستهلكين في الحصول على تجربة سينمائية منزلية هذا النمو.
ويقول عبيد إن سامسونج تعمل على تقليص فجوة المحتوى عبر تقنيات ترقية الذكاء الاصطناعي، مما يتيح الاستفادة من شاشات 8 كيه حتى مع عدم توفر محتوى كافٍ بهذه الدقة حالياً، إلا أنه خيار للمستقبل.
ويؤكد خبراء الصناعة أن الاختلافات السعرية بين التقنيات تعود لعوامل عدة، أبرزها:
t•tالتكاليف التصنيعية وجودة المواد.
t•tعمر المنتج الافتراضي ودعم التحديثات المستقبلية.
t•tالتقنيات المدمجة (مثل HDMI 2.1 ودعم الألعاب حتى 144 هرتز) التي تستهدف شرائح سوقية محددة ذات قدرة شرائية أعلى.
فلم يعد شراء شاشة تلفزيون مجرد اقتناء جهاز عرض، بل أصبح استثماراً طويل الأمد في تجربة ترفيهية متكاملة، ومع المنافسة المتصاعدة بين تقنيات QLED وOLED، تظل QLED الخيار الأكثر اتزاناً من حيث السعر مقابل الأداء، بينما تجذب OLED الفئة الفاخرة غير المهتمة بطول فترة العمر الافتراضي، في حين تواصل الـLCD رغم عيوبها الدفاع عن حصتها السعرية.
وبينما تتجه الشركات لتعزيز استراتيجياتها بالذكاء الاصطناعي والتوسع في أحجام تتجاوز 115 بوصة، يبدو أن مستقبل السوق سيشهد تخصيصاً أكبر للتجارب، فمؤخراً بدأ سباق جديد في معدل التحديث في الشاشات، وهو الأمر الذي لم يكن دارجاً من قبل، ولكنه بدأ مع تضخم سوق الألعاب الإلكترونية والمحتوى عالي الدقة،
ويقول محمد شريف عبيد إن معدلات التحديث العالية أمراً جوهرياً لشاشات الألعاب، لكن التلفزيونات موجهة إلى طيف أوسع من المحتوى لغالبية المستخدمين، فمعظم المحتوى السينمائي والبث التلفزيوني يُنتج بمعدل 24 إلى 60 إطاراً في الثانية، مضيفاً: "وتواصل سامسونج دفع حدود التطوير لتوفير أفضل تجربة ممكنة في الألعاب إلى جانب المشاهدة السينمائية عالية الجودة، وتقدم تلفزيونات QLED وNeo OLED من سامسونج دعم HDMI 2.1، ووضعيات ألعاب بتردد 144 هرتز، وتقنية AMD FreeSync Premium Pro المثالية للاعبين، حيث أصبحت الألعاب سوقاً كبيراً وله مريديه، وهو الأمر الذي دفع في التطوير بهذا المجال لتحقيق رغبات المستخدمين ومواكبة تطلعاتهم".
ويضيف رئيس مجموعة العرض المرئي في سامسونج جلف للإلكترونيات، إن متابعة متطلبات المستخدمين هي هدف الشركات، فلكل فئة متطلباتها، واحتياجاتها، وهو ما دفع سامسونج على سبيل المثال لطرح الإصدار الجديد The Frame TV Pro لدمج مفهوم دمج الفن مع تجارب الترفيه، مع دعم Wireless One Connect Box، مما يلغي الكابلات الظاهرة ويوفر تركيباً أنيقاً وسلساً كلياً، مضيفاً: "في عام 2025، توسع متجر الفن من سامسونج، الذي كان حصرياً في السابق لتلفزيونات The Frame، ليشمل الآن طرازات Neo QLED وQLED. وبات بإمكان للمستخدمين الاختيار من بين أكثر من 3,500 عمل فني من 70 معرضاً عالمياً، لأكثر من 1,000 فنان، بما في ذلك مجموعات حصرية من Museum of Modern Art وArt Basel، إلى جانب قطع مبهرة من متاحف ومعارض عالمية رائدة أخرى، وتقدم مجموعتنا الرقمية تشكيلة واسعة من الأعمال، بدءاً من رسامي القرن التاسع عشر الأوروبيين المعروفين مثل فينسنت فان غوخ، وبيير-أوغست رينوار، وكلود مونيه، ووصولاً إلى أيقونات معاصرة مثل سلفادور دالي، وجان ميشيل باسكيات، وكيث هارينغ، بالإضافة إلى أعمال من شركاء شهيرين عالمياً مثل The Metropolitan Museum of Art، وMusée d’Orsay، وMarimekko، وهو طرح لإرضاء أصحاب الذوق الفني، لتكون شاشة التلفزيون أكثر من مجرد شاشة عرض، وإنما لوحة فنية في قلب المكان، متجددة ومتغيرة، فتتحول أي غرفة إلى معرض، سواء للاستمتاع بتحفة من عصر النهضة أو لمشاهدة البرنامج المفضل.
وحول المبيعات في الإمارات، وأي أنواع الشاشات يشهد إقبالاً أكثر يقول فيكاس تشادا، الرئيس التنفيذي لشركة «جمبو» للإلكترونيات، إن السوق حالياً، يشهد تحولاً واضحاً نحو الشاشات بحجم 75 بوصة فما فوق، مع نمو الطلب الإجمالي في السوق ضمن هذا القطاع بنسبة تتراوح بين 3% و 6%.
وأضاف تشادا: " في متاجر "جمبو"، التوجه نحو الشاشات العملاقة أقوى، حيث تنمو مبيعاتنا في فئة شاشات 75 بوصة وأكبر بنسبة تتراوح بين 9% و 10%.
وحول ارتباك المستخدم في كيفية اختيار نوع الشاشة ما بين إل سي دي وأوليد وكيو ليد، يعطي تشادا نصائح للمشترين قائلاً: "بناءً على خبرتنا، فيجب الأخذ في الاعتبار عدة عوامل عند اختيار الشاشة، وهي حجم الغرفة ومسافة المشاهدة – فالشاشة الأكبر حجماً تقدم بشكل عام تجربة جيدة أكثر إذا كانت المساحة تسمح بذلك، أمر آخر وهو جودة الصورة ودقتها، حيث أصبحت دقة 4 كيه هي المعيار السائد، بينما تقدم دقة 8 كيه التجربة الأكثر وضوحاً وجهوزية للمستقبل، أما نوعية الـ"بانل" أو تقنية الشاشة نفسها فتوفر التقنيات المتقدمة مثل Mini LED أو Micro LED أو OLED وضوحاً وتبايناً استثنائيين، بينما تقدم خيارات مثل QLED وLED وUHD أداءً قوياً بأسعار معقولة أكثر.
وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة «جمبو»: "معدل التحديث – بالنسبة لمحبي الألعاب (الجيمرز)، يضمن معدل 120 هرتز فما فوق حركة أكثر سلاسة وتجربة أفضل بشكل عام، وميزات التلفزيون الذكي والاتصال من أهم المتطلبات العصرية لتسهيل الوصول إلى تطبيقات البث، وتصفح الإنترنت، والتكامل السلس مع الأجهزة الذكية الأخرى. كما توفر الموديلات المتميزة اتصالاً لاسلكياً متقدماً سريعاً لمزيد من الراحة.
وأضاف: "مؤخراً، شهدنا بروز تلفزيونات QLED باعتبارها الخيار الأكثر شعبية بين العملاء، لأنها توازن بين جودة الصورة الممتازة والأسعار التنافسية".

