نجح علماء أخيراً في تحقيق تطورات ثورية في مجال الحواسيب الحيوية، إذ حولوا خلايا دماغ بشرية مزروعة معملياً، إلى وحدات معالجة قادرة على تنفيذ مهام رقمية حقيقية. وحسب «روسيا اليوم»، ربما يقلب هذا الاختراق العلمي الذي كان حتى الأمس القريب ضرباً من الخيال، موازين صناعة التكنولوجيا العالمية.
ويعمل العلماء، على تطوير ما يعرف بـ«العضيات الدماغية»، وهي ليست مجرد كتل خلوية، بل أنظمة عصبية مصغرة قادرة على معالجة المعلومات، تزرع ببيئات متحكم بها وتربط بأنظمة إلكترونية متطورة لتحويل إشاراتها العصبية لأوامر رقمية.
وأظهرت التجارب قدرات مذهلة للتقنية، ففي إنجاز بارز تمكنت خلايا عصبية مزروعة من تعلم وإتقان لعبة «بونغ» الكلاسيكية، ونجح نظام آخر في التعرف على الكلام البشري، بل وتمكنت عضيات دماغية مطورة في بريطانيا من تمييز أحرف برايل بدقة.
لكن جوهر الابتكار يكمن بكفاءة الطاقة غير المسبوقة، فبينما تستهلك الحواسيب الفائقة الحديثة الملايين من الواطات، للقيام بمهام معقدة، فإن الدماغ البشري ينفذ عمليات أشد تعقيداً بأقل من عشرين واط. وهذه المعادلة المستحيلة تسعى الحوسبة الحيوية لحلها، حيث تستهلك الأنظمة البيولوجية طاقة أقل بألف مرة من نظيراتها السيليكونية للمهام الحسابية نفسها.
