حياة وعمل ولعب في أول «مجمع» مدعّم بالجاذبية

«بايونير».. سياحة وأعمال في الفضاء

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يواصل عالم السياحة والسفر إلى الفضاء تقديم صورة وردية لمستقبل هذا القطاع، مع إعلان إحدى الشركات أخيراً عن تطوير تكنولوجيا لبناء أول مُجمع أعمال تجاري فضائي قابل للحياة، قد يشمل يوماً ما فرصاً للناس للعمل والعيش واللعب في الفضاء، كاشفة عن توقعاتها بتشغيل محطتها الفضائية الأولى، التي ستتضمن جاذبية اصطناعية، في وقت مبكر من عام 2025. وتعد شركة «أوربيتال اسمبلي» الوحيدة، التي تطور تلك التكنولوجيا لبناء مجمعات أعمال قابلة للحياة في الفضاء.

وتقوم الشركة، الآن، بتصميم أول محطة فضائية تسمى «بايونير» تضم خمس وحدات، تصل مساحة كل منها إلى 14 ألف قدم مكعب، مبنية حول «حلقة جاذبية» دوارة توفر الجاذبية الاصطناعية للأشخاص الموجودين على متنها.

وبحسب خطط الشركة، فإن هذه المحطة يمكن أن تستوعب 28 ضيفاً، وتحتوي على مستويات جاذبية صفرية ومتغيرة تصل إلى 0.57 - جي. وعلى سبيل المقارنة، تقاس جاذبية الأرض عند 1 - جي.

وبحسب الشركة، فإن مستوى الجاذبية المستهدف سيتيح للناس النوم دون الحاجة إلى الربط الجسدي بالسرير. وكذلك الشرب من كوب أو تناول الطعام دون القلق بشأن الطعام الذي يطفو في الهواء.

ويتضمن هدف «أوربيتال» في إنشاء مثل تلك المجمعات الفضائية، متعددة الاستخدامات، خيارات للمسافرين في الفضاء للزيارة، بالإضافة إلى تطبيقات أخرى تشمل الجيش والاتصالات وغير ذلك.

وقد دخلت «أوربيتال» في شراكة مع جامعة كاليفورنيا آرفين، ومنظمة أخرى تابعة لرائدة الفضاء السابقة ماي جيمسون من وكالة «ناسا»، وذلك لدراسة الجاذبية الاصطناعية كوسيلة لمكافحة الآثار الصحية السلبية المرتبطة بالتعرض الطويل الأمد لظروف انعدام الجاذبية.

ومن المنتظر أن يتم إطلاق محطة «بايونير» قبل مشروع آخر أكبر لـ «أوربيتال» يسمى «محطة فوياجر»، سيستوعب ما يصل إلى 400 شخص.

رؤية

وعن مشاريع الشركة، ينقل موقع «ترافل بلس» الأمريكي عن الرئيس التنفيذي للعمليات في «أوربيتال اسمبلي»، تيم ألاتوري قوله: «بالنسبة إلى الشخص العادي، سيكون الوجود في الفضاء تجربة من الخيال العلمي. وتتمثل رؤيتنا في جعل الفضاء وجهة يتوق الناس لزيارتها، مع توفير عناصر مألوفة بوجود الجاذبية».

وعن رؤية الشركة، أضاف آلا توري: «نتصور محطتي «بايونير» و«فوياجر» الفضائيتين كوجهتين سياحيتين بيئيتين نهائيتين». ويضيف: «بمجرد وصول الناس إلى الفضاء ستتغير وجهة نظرهم حول الأرض. ولا يزال السفر إلى الفضاء في مهده، ونحن متحمسون للقيام بدورنا في دفعها إلى الأمام للمساعدة في تحسين الحياة على الأرض».

وقد أشارت «أوربيتال»، على موقعها، إلى أنها تقوم بتطوير وتشغيل محطات فضائية قادرة على توفير الجاذبية في المدار وفي الفضاء القمري وفي جميع أنحاء النظام الشمسي، لتمكين البشرية من العمل واللعب والازدهار في النظام البيئي للفضاء. كما وصفت محطة «بايونير» بأنها أول مجمع أعمال فضائي ذا جاذبية، وبأنها محطة فضاء هجينة مصممة للترفيه والبحث والتجارة. وتتميز بوحدات الجاذبية الصغرى الهجينة وحلقة الجاذبية الدوارة.

بالطبع، لا تزال «أوربيتال»، بحسب ما أعلنت على موقعها، بانتظار التمويل، الذي يمكنها من التخطيط لإطلاق عمليتها الأولى في أقرب وقت، وتأمل أن يكون ذلك في العام 2025.

ووفقاً للموقع، يمكن الحجز على متن المحطة للعمل والعيش في الفضاء براحة مع الجاذبية. كذلك، يمكن تخصيص مرافق المحطة الفضائية لاستيعاب احتياجات الأعمال في الفضاء. سواء أكان مزود خدمات فضائية أو مصنع أو مزود اتصالات أو شركة نقل فضائية تبحث عن لوجستيات أو مرافق تخزين.

وبحسب الموقع، تؤكد «أوربيتال» إن لديها القدرة والطاقم القادر على دعم احتياجات الأعمال.

وعن مستوى الإنجاز، تفيد «أوربيتال» بأنه تم تصميم المرافق للتصنيع في المدار، بما في ذلك الدوائر المتكاملة والألياف البصرية المواد الاحيائية والأدوية، مشيرة إلى أن مرافق «أوربيتال» المختلفة سوف تستضيف عمليات إعادة تصنيع الأقمار الاصطناعية وتطبيقات عسكرية ومراكز اتصالات وسياحة.

Email