د. ربوت.. قفزة جراحية
تحقق الأنظمة الجراحية الروبوتية بالإنابة، قفزات نوعية في مجال الطب، مستعينة بالإنسان الآلي. ومؤخراً قام كل من آدم ساكس وسامي خليفة، خريجي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بالتعاون مع الدكتور باري غرين، بتطوير مجسمات مصغرة للروبوتات الجراحية، بما يساعد الأطباء على توفير فوائد العمليات الجراحية الطفيفة للمرضى كافة عبر الدخول من شق صغير بالجسم والتوغل داخل جسد المريض.
تأتي هذه الأنظمة الجراحية الروبوتية، ضمن تكنولوجيا غاية في التطور قادرة على توسيع حدود الرؤية للحد الأقصى واعتماد الدقة المتناهية مثل التحكم بالأدوات خلال العمليات الجراحية طفيفة التوغل بمساعدة الروبوتات. ويشبهها البعض بأنه كما لو أن الجراح نفسه قد تم نقله داخل جسم المريض.
ويشرح سامي خليفة الأمر وفق ما نقل موقع «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» التعليمي بالإشارة إلى أن الوضع المثالي يقتضي تصغير حجم الإنسان نفسه وتمكينه من دخول الشق الصغير والتوغل داخل جسد المريض. لكن وبما أن ذلك غير ممكن قامت شركة «Vicarious Surgical»، التي أسسها ساكس وخليفة بتطوير مجسم روبوت مصغر مزود بذراعين يدخل عبر شق صغير وحيد. وتميز التكنولوجيا تلك مشغلات ميكانيكية منفصلة، بمعنى وكما تشرح مصادر الشركة أنه حين «أقوم بتحريك المعصم لا أريد أن يتحرك الكوع أو الكتف الخاص بالروبوت. أريده أن يقوم بما أريده القيام به بالضبط ولا شيء سوى ذلك. وهنا تمكننا المشغلات الميكانيكية المنفصلة من أن نحظى بتسع درجات التواء في الذراع الروبوتية الواحدة لمزيد من الحرية. يضاف إلى ذلك كاميرا ذات ثلاث درجات من الحرية لمجموع يصل إلى 21 درجة داخلية من الحرية وهو أمر غير مسبوق في الروبوتات الجراحية. كما أنه يخلق نظاماً لا يضاهى من الإتقان والبراعة. إذ يخول الوصول إلى البطن كله كما لا يفعل أي نظام آخر.
ويخضع الروبوت حالياً لاختبارات بيتا تحضيراً لتقييمه من قبل إدارة الغذاء والدواء وقد تلقى العديد من المراجعات الإيجابية من المجتمع الطبي حتى الآن. ويعتبر ساكس أن تقدير الجراحين لدى استخدام التكنولوجيا للمرة الأولى هو الأكثر إرضاءً. ويقول معلقاً: لقد جاءت ردود الفعل مذهلة وإنه لمصدر سعادة كبير أنه كان لدينا هذا الحلم لفترة كبيرة قاربت العقد من الزمن وأننا عملنا عليه بجهد إلى أن توصلنا للمنتج، إلى تكنولوجيا تعمل بالفعل يحبها الأطباء ولديها رؤية واضحة بانتظار الإطلاق التجاري وقادرة على تلبية حاجات المستشفيات والجراحين.