عالم ذكي

«إقليدس» تلسكوب يستعد لدراسة تسارع تمدد الكون وتباعد المجرات

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

سيباشر تلسكوب «إقليدس» بدراسة ملياري مجرة في الكون، حيث سيطارد الطاقة المظلمة التي يقول العلماء إنها تتسبب في تسارع تمدد الكون، مما يؤدي إلى ابتعاد المجرات عن بعضها بعضاً بسرعات متسارعة.

وسينطلق التلسكوب الجديد لوكالة الفضاء الأوروبية في النصف الثاني من عام 2022، للبحث عن هذا اللغز، وقد أفاد العالم في المشروع، رينيه لوريج، أن قياسه للتسارع الناجم عن الطاقة المظلمة، باستخدام الأشعة تحت الحمراء والضوء المرئي، سيكون «أفضل بخمس إلى عشر مرات» مما لدينا الآن، وأن قياساته للمادة المظلمة ستصقل فهم البشر لبنية الكون بما يسمح بسبر حتى النظريات الأساسية.

ووفقاً لموقع «وايرد» البريطاني، كان المتعاقدون مشغولين منذ عام 2011 في تصميم وبناء الآلة التي تم جمعها واختبارها عام 2020 في مرفق إيرباص في تولوز بفرنسا. وبالمجمل، يبلغ طول التلسكوب 4.5 أمتار وعرضه 3.1 أمتار ويزن 2160 كيلوغراماً. وهو يتكون من جزأين: وحدة خدمة تزود التلسكوب بالطاقة ووحدة حمولة تضم المرايا والأدوات.

ومن المكونات الرئيسية للتلسكوب مرآته الأساسية الموجودة بجانب أدواته. وتلك المرآة التي يبلغ عرضها 1.2 متر، وهي واحدة من ثلاث مرايا في «إقليدس» مصنوعة من كربيد السيليكون ومغلفة بالفضة، مع سطح أملس للسماح برؤية الضوء القادم من المجرات عبر الكون.

ويقول العالم لوريج إنه في سياق مهمة التلسكوب الأولية التي مدتها ست سنوات، سيكون الهدف مراقبة ملياري مجرة، بمعدل حوالي 30 مجرة لكل صورة، وإن العلماء سيدرسون شكل وحركة هذه المجرات على نطاق لم يكن ممكناً من قبل في الأطوال الموجية الضوئية والأشعة تحت الحمراء.

أما أداتا التلسكوب الموجودتان في وحدة الحمولة، فهما قناة التصوير المرئي (في أي اس) ومقياس الطيف القريب من الأشعة تحت الحمراء القريبة ومقياس الضوء. ويرى لوريج أنه: «بالإمكان رسم خريطة للتوزيع ثلاثي الأبعاد للمادة المظلمة منذ حوالي عشر مليارات سنة»، ومع توزيع المجرات قياس تمدد الكون الذي تحكمه الطاقة المظلمة بدقة شديدة.

وكانت قد أجريت اختبارات على التلسكوب للتأكد من نجاته أثناء رحلته إلى الفضاء على صاروخ «سيوز الروسي». وأفيد أنه سيتم وضعه على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض في موقع، حيث تتحد جاذبية الشمس والأرض، مما يتيح له البقاء في وضع مستقر بأقل قدر من الوقود. وسيحمي مستطيل مسطح من البلاستيك المقوى بألياف الكربون، يسمى «درع الشمس»، جانب التلسكوب المواجه للشمس بحيث لا يعيقه ضوء نجمنا، فيما ستجري تغطية الجانب الآخر ببطانية حرارية للحفاظ على درجة حرارة التلسكوب شديدة البرودة.

هذا وستعمل المرآتان في التلسكوب المصنوعتان أيضاً من كربيد السيليكون بتوجيه الضوء الذي تم جمعه بواسطة المرآة الأساسية إلى أداتي التلسكوب، وكل هذا يخول التقاط صور دقيقة للمجرات وأشكالها.

وتفيد التوقعات بأن التلسكوب سوف يجمع كميات هائلة من البيانات، وتلك سيتم إرسالها إلى الأرض وتوزيعها على العلماء لتحليلها.

 

Email