نائب الرئيس للقطاع العام في «أمازون ويب سيرفيسز»:

دور رئيس للتكنولوجيا في إرساء أسس التعليم الرقمي الجديد

ت + ت - الحجم الطبيعي

سرع انتشار جائحة «كوفيد 19» حول العالم عملية تبني الأدوات والحلول والمنصات الرقمية التي كان لها دور حاسم في ضمان استمرارية العملية التعليمية، كما فرضت هذه الأزمة الحاجة إلى تعزيز الابتكار بهدف توفير مستوى أفضل من التعليم للطلاب. ففي شهر مارس من هذا العام ومع اعتماد سياسات التعلم عن بُعد، قامت شركة «ألف للتعليم» في دولة الإمارات العربية المتحدة، بتوسيع الوصول المجاني السريع إلى منصات التعلم الخاصة بها لأكثر من 100.000 طالب في نحو 300 مدرسة.

وقال ماكس بيترسون، نائب الرئيس للقطاع العام في أمازون ويب سيرفيسز (AWS) أنه وفقاً لتقرير الشركة حول الاتجاهات الناشئة في عالم التعليم الجديد، يمكن أن نستخلص بعض الاتجاهات الرئيسة التي تؤكد أن التعليم لن يعود إلى ما كان عليه في السابق.

استمرارية التعلم المرن

وأول تلك الاتجاهات هو استمرارية التعلم المرن في المستقبل. فقد بات الجمع بين التدريس عبر الإنترنت والتدريس التقليدي في الصفوف شائعاً في الجامعات، بينما تبحث المدارس اعتماد استراتيجيات على المدى القصير تتناسب مع التحولات التي يشهدها القطاع خلال هذه الفترة، وذلك لمواجهة التداعيات التي فرضتها جائحة فيروس «كوفيد 19».

ويضيف بيترسون: لكي يكون التدريس أكثر فعالية مع توفير إمكانات التعليم الشخصي، يتفق المدرسون على ضرورة التركيز على كيفية تفاعل الطلاب مع المواد واستخدام التكنولوجيا لتعزيز المشاركة والتفاعل.

فعلى سبيل المثال، تستخدم «منصة ألف» تكنولوجيا متطورة تستند إلى الذكاء الاصطناعي وتعتمد على AWS لتمكين الطلبة من متابعة مساقاتهم الدراسية الخاصة. ومع استخدام الطلبة للمنصة، فإنها تجمع نقاط البيانات في الوقت الفعلي بهدف مساعدة المعلمين على رصد أداء الطلبة بشكل مباشر.

ويقول أمجد خان، مدير التكنولوجيا في شركة «ألف للتعليم»: «نقوم بجمع البيانات حول مدى فهم الطلبة للمحتوى وذلك من خلال الدمج بين الذكاء الاصطناعي ونقاط البيانات التي نجمعها كل يوم. ونحن نأخذ في الاعتبار الوقت الذي يقضيه الطلبة في الدرس الواحد، وننظر في مدى صحة أجوبتهم على الدروس التي تعلموها وعلاقتها بأجوبة الدروس الأخرى، وهو ما يتيح لنا فهم نقاط الضعف الخاصة بكل طالب ومنح المعلم القدرة على مساعدته لتحقيق التقدم».

التركيز على توظيف الطلاب

ويتوقع بيترسون أن تقوم الجامعات مستقبلاً بالتركيز بشكل أكبر على توظيف الطلاب فقد أدى انتشار وباء «كوفيد 19»، إلى خلق حاجة ملحة لإعادة تعديل المناهج وتوفير تعليم يتسم بالمرونة وسرعة التكيف مع التحولات. كما أن هناك اهتماماً أكبر بالتعلم التراكمي، والذي يتم تعريفه على أنه اختيار مجموعة من البرامج الأكاديمية التي يمكن تجميعها معاً للحصول على شهادة أو درجة علمية. فلسنوات عديدة، اعتمدت كليات المجتمع ومؤسسات التعليم الإضافي شهادات بديلة في محاولة مواكبة وتيرة التغيير في الوظائف التي يتطلبها سوق العمل. وتتوقع مؤسسة McKinsey أنه بحلول عام 2030، سيعمل 85% من طلاب المدارس الابتدائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مهن غير موجودة اليوم.

اعتماد نماذج تقييم جديدة

ويشير بيترسون إلى أنه مع انتقال معظم نشاطات التدريس لتصبح عبر الإنترنت، يحتاج المدرسون إلى اعتماد طرق جديدة لتقييم الطلبة أثناء التعلم عن بُعد. وفي محاولة للاستجابة للوباء، قامت العديد من البلدان إما بإلغاء أو تأجيل اختبارات نهاية العام الوطنية للمدارس الثانوية. كما حاولت المدارس والجامعات الأخرى إجراء الاختبارات عبر الإنترنت لإنهاء العام الدراسي لطلابها.

تعزيز أمان وخصوصية الأنظمة

ويتوقع بيترسون أيضاً أن تركز المؤسسات التعليمية بشكل أكبر على تعزيز أمان وخصوصية أنظمة الإنترنت.

فمع زيادة التوجه للتعلم عبر الإنترنت، أصبحت المؤسسات التعليمية ومراكز البحث أكثر عرضة للهجمات الإلكترونية. ومع تزايد عدد الطلاب الذين ينفذون أنشطتهم التعليمية عبر الإنترنت - اتصالات الفيديو، وإجراء الاختبارات عبر الإنترنت، وغير ذلك - يتعين على المؤسسات الأكاديمية التدقيق بشكل متزايد في عقود الموردين لضمان الامتثال للقوانين التي تحمي أمان الطلاب وخصوصيتهم. كما سيحتاجون إلى إعطاء الأولوية لتعزيز الوعي بالأمن الإلكتروني بين أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب.

سد الفجوة الرقمية

ويقول بيترسون أنه في حين أن التعلم الرقمي سيستمر مستقبلاً، فلا يزال عدد كبير من الطلاب لا يتمتع بفرصة الوصول إلى التكنولوجيا اللازمة للتعلم عبر الإنترنت، سواء على مستوى الأجهزة أو الاتصال الموثوق بالإنترنت. وتعتبر هذه المشكلة كبيرة بشكل خاص لطلاب المدارس الابتدائية والثانوية. ووفقاً لمنظمة اليونيسف، فإن 37 مليوناً - أو 40٪ من أطفال المدارس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - غير قادرين على الوصول إلى منصات التعلم عن بُعد.

Email