تفضيلات المستهلكين ترسم خارطة الدفع الرقمي في الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

بات العالم يقترب أكثر فأكثر من حقبة الرقمنة الكلية، إذ تتخذ جميع جوانب الحياة البشرية الآن تقريباً شكلاً رقمياً. وأصبح الناس يعتمدون على التقنية في حياتهم لأنها تتيح الراحة والكفاءة عند تنفيذ المهام، التي تأتي من أبرزها المدفوعات عبر الهاتف المحمول، وهو مجال شهد زخماً ملحوظاً يمكن وصفه بالتاريخي.

وفي ظلّ تزايد التطبيقات والخدمات الرقمية، أصبح الناس أكثر اعتماداً على هواتفهم الذكية، وفي هذا السياق، تتوقع شركة «ستاتيستا» أن يصل عدد مستخدمي الهواتف الذكية في الشرق الأوسط وإفريقيا إلى 157.7 مليون مستخدم العام الجاري.

وعلى هذه الخلفية، بات قطاع التقنيات المالية مهيّأ لمواصلة النمو والتقدّم، ونجد أنه في وقت تتخلف بعض البلدان عن ركب التقدّم هذا، تحرص منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا حرصاً متزايداً على تبنّي حلول الدفع المتقدمة.

ويؤكّد باولو غاغلياردي الرئيس التنفيذي لشركة «تريپل» التي طورّت محفظة إلكترونية تقدم مجموعة من حلول الخدمات المالية للأفراد أن سداد المدفوعات رقمياً سيُصبح قريباً جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية في الإمارات، إذ سيعمل على تغيير الطريقة التي ننفذ بها، كأفراد، معاملات الدفع التقليدية، وستدفع الرقمنة المؤسسات المالية إلى التكيّف وفقاً لذلك. وإلى جانب الراحة في سداد المدفوعات عبر الهواتف المحمولة، فإنه يتيح كذلك أرضية صُلبة للأفراد الذين يرغبون في سداد المدفوعات بطريقة غير نقدية.

ومع تنامي شعبية العملات الإلكترونية مثل العملات الرقمية المشفرة، أصبح المستخدمون في الإمارات يبحثون عن طرق لتنفيذ معاملات السداد دونما تدخل مباشر من جانب المؤسسات المالية. وتمنح حلول الدفع عبر الهاتف المحمول المستخدمين المصداقية والقدرة على تنفيذ المعاملات المالية بسهولة عبر الإنترنت أو بين الأفراد.

ويضيف: «ومما لا شك فيه أن خدمات الدفع عبر الإنترنت ستكون جزءاً لا يتجزأ من مستقبل تجارة التجزئة؛ فبحسب أرقام «ستاتيستا»، من المتوقّع أن تصل إيرادات الدفع عبر الهاتف المحمول في العالم في 2018 إلى 930 مليار دولار. وفي ضوء هذه الأرقام نجد أن المزيد من الشركات في الشرق الأوسط ستكون بحاجة إلى تبني طريقة الدفع هذه من أجل البقاء في دائرة المنافسة.

ومثلما هو الحال مع أية تقنية ناشئة، سوف تبدأ المزيد من الشركات في اعتماد خيارات الدفع عبر الهاتف المحمول، دافعُها الأول في ذلك تفضيلات المستهلكين ورغباتهم، وسنجد أن الشركات التي لا تتكيف مع هذا التغيّر سوف تتخلف في نهاية المطاف عن نظيراتها التي قدّمت لعملائها خيارات الدفع عبر الهاتف المحمول، ومن شأن هذه الخدمات أن تُحدث ثورة في تعامل المستهلكين وتضع الهواتف الذكية محلّ النقد وبطاقات الائتمان».

وباستمرار هذا التوجّه، يمكننا أن نتوقع إقدام مزيد من المحلات التجارية، سواء الإلكترونية العاملة على الإنترنت أو التقليدية، على تبني تقنيات الدفع الرقمية، وهو ما سوف يسمح لها بتوسيع تعاملها مع خدمات الدفع المختلفة.

Email