537 مليون دولار حجم سوق تحليل البيانات في المنطقة 2019

الذكاء الاصطناعي يدعم تنافسية الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

توقّع خبراء تقنية أن تعزّز تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة تنافسية الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات في قطاع التجزئة بشكل كبير، وذلك من خلال فسح المجال لتلك الشركات، للقيام بتسويق منتجاتها وإدارة عملياتها وزيادة مبيعاتها بتكلفة بسيطة وبوسائل تقنية كانت في السابق حكراً على اللاعبين الكبار، مشيراً إلى أن تطبيقات الهاتف الذكي باتت محورية في تحويل العملاء المحتملين إلى عملاء دافعين.

ولفت الخبراء إلى أن محدودية الخبرات في الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات في السوق الإماراتية تسهم في زيادة اعتماد الشركات الصغيرة والمتوسطة على خدمات تحليل البيانات العصرية القائمة على السحابة التي تقدّم أدوات أكثر تطوراً بأسعار تنافسية تتمتع بقدرات كبيرة كأتمتة وتحليل البيانات وإدارة علاقات العملاء CRM بطرق أكثر ذكاء، خصوصاً في الوقت الذي أصبحت فيه مصادر البيانات الضخمة متاحة أكثر أمام الشركات الأصغر حجماً، وبرمجيات تحليل البيانات أيضاً أصبحت أكثر انتشاراً، لافتين إلى وجود زيادة بنسبة لا تقل عن 10% في الطلب على الخبرات والمهارات المتخصصة في تحليل البيانات في سوق الوظائف في الإمارات خلال العام 2018.

ويقدر حجم السوق العالمي لبرمجيات تحليل البيانات الخاصة بالتسويق بـ 18.3 مليار دولار في العام 2018، فيما سينمو سوق تحليل البيانات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إلى 537.5 مليون دولار بحلول 2019، بمعدل نمو سنوي مركب 63.5 % منذ العام 2014.

واعتبر علي شابدار، مدير الابتكارات في شركة «زوهو» المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات وبرمجيات إدارة المشاريع، أن قطاع التجزئة في الإمارات سيكون أحد القطاعات الرئيسية التي ستشهد تحولاً بفعل الذكاء الاصطناعي خلال المستقبل المنظور، وذلك عبر استفادة عدد أكبر من الشركات الصغيرة من خوارزميات التسويق الإلكتروني في تقديم رسالة متسقة للجمهور والتواصل مع العملاء الحاليين والمحتملين والرد على استفساراتهم، وهي من العوامل الرئيسية للنجاح في أسواق اليوم التي تتميز بالتنافسية العالية، لافتاً إلى توفر العديد من الحلول الرقمية في هذا المجال من بينها حلول مخصصة لتصميم وإطلاق حملات تسويق بالرسائل الإلكترونية، وحلول الاستبيان الذكية، والحلول المخصصة لنشر وإدارة ورصد حملات التسويق على صفحات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى إنشاء مواقع إلكترونية عصرية سريعة الاستجابة.

وجميع هذه الأدوات تتكامل بشكل مثالي مع حلول إدارة علاقات العملاء CRM لضمان الاستجابة لجميع المتطلبات والاحتياجات المتعلقة بالمبيعات.

وأضاف: «تبلغ نسبة المبيعات على الإنترنت في المنطقة حالياً 2 % فقط من إجمالي مبيعات التجزئة، بالمقارنة مع نسبة أعلى بكثير تصل لـ 15% في الأسواق المتطورة. وهذا أوجد فرصة كبيرة يمكن لقطاع التجزئة استغلالها. ومن المتوقع أن تنمو طلبيات البيع بالتجزئة الرقمية الإقليمية بنسبة 10% بحلول العام 2023. وسوف تقود الإمارات وحدها -التي تبلغ نسبة انتشار الإنترنت فيها 90%- نمو قطاع التجارة الإلكترونية في السنوات المقبلة. كما تتصدر شركات التجزئة، التي تنتهز هذه الفرصة وتعتمد الحلول المناسبة لتسويق وبيع منتجاتها من خلال القنوات الرقمية، بالفعل قطاع التجارة الإلكترونية، أما الشركات الأخرى التي تخطط لتطبيق هذه الحلول، فسوف تحصل أيضاً على عوائد جيدة على استثماراتها».

التطبيقات الذكية

وحول مقارنة التسويق عبر تطبيقات الهاتف الذكي بالتسويق عبر المواقع الإلكترونية على الحاسوب من حيث الفعالية والانتشار والحصة، أفاد شابدار: «تتمتع الهواتف الذكية بميزة فريدة من نوعها عن بقية القنوات الأخرى، تتمثل في تكرار استخدامها، حيث يتحقق جيل الألفية من هواتفهم بمعدل 150 مرة في اليوم، كما يقوم بذلك عامة السكان بمعدل 80 مرة في اليوم، ونؤمن بأن تطبيقات الهواتف الذكية تلعب دوراً رئيسياً في تحويل الجماهير المهتمة إلى زبائن دافعين بنسبة 71% عن بقية القنوات الأخرى، حيث يعتبر الهاتف النقال القناة الأكثر فاعلية في مرحلة التحول الهامة في رحلة العملاء إلى عملاء دافعين.

ومن شأن ذلك أن يسلط الضوء على أهمية التسويق عبر الهاتف الذكي، سواء من خلال شبكة الويب في الهاتف أو التطبيقات. وبالتالي يعتبر التسويق عبر الهاتف الذكي أكثر فاعلية، لكن وبما أن استخدام المنصات المتعددة لا يزال الطريقة السائدة في كيفية استهلاك الأشخاص للمحتوى الرقمي، فإن فاعلية التسويق عبر الهاتف الذكي مرتبطة بفاعلية التسويق متعدد المنصات».

وقال سوبرات باندا، مدير قسم علوم الذكاء الاصطناعي في شركة «كابيلاري تكنولوجيز» في دبي: إن التسويق الرقمي بات يشكّل الدعامة الرئيسية لزيادة المبيعات والعوائد ضمن هذا القطاع، ذلك لأن استهداف العملاء يكون أكثر دقة وذكاء في العالم الرقمي. وإضافة إلى ذلك، فإن التسويق الرقمي عبر قنوات مثل الفيسبوك يمكن تخصيصه بحسب فئات العملاء بحيث يكون له أثر أكثر دواماً.

وأضاف: «يختلف التسويق عبر تطبيقات الهاتف الذكي كثيراً عن التسويق عبر المواقع الإلكترونية، نظراً لأنه ينطوي على إنشاء قنوات لكسب العملاء والتواصل معهم تشتمل على تثبيت التطبيقات وضمان استخدامها، إذ يجب ضمان أن يقوم المستخدم بفتح التطبيق واستخدامه بشكل متكرر. وتعتبر تطبيقات الهاتف الذكي أكثر فعالية في تحويل العملاء المحتملين إلى عملاء دافعين من المواقع الإلكترونية على الحاسوب».

روبوتات الدردشة

يشهد استخدام روبوتات الدردشة ومساعدات الذكاء الاصطناعي في الشركات على مختلف أحجامها ارتفاعاً باعتبارها أدوات فعالة لربط العملاء الحاليين والمحتملين والتواصل معهم ومساعدة فرق العمل الداخلية على العمل بطريقة أكثر فاعلية.

ويدخل الذكاء الاصطناعي أيضاً عالم إدارة علاقات العملاء CRM، لمساعدة فرق المبيعات على الاستفادة من معلومات العملاء واتخاذ قرارات أفضل بمساعدة خوارزميات تنبؤية بهدف زيادة الإنتاجية والارتقاء بكفاءة فرق المبيعات. وتعتبر محركات التوصية، التي تقوم بتحليل سلوك العميل للتنبؤ والتوصية بالمنتجات التي تناسبه، من المجالات الأخرى التي يسهم فيها الذكاء الاصطناعي على نحو كبير.

Email