1.2 مليار دولار حجم سوق خدماتها إقليمياً نهاية 2017

التحوّل نحو السحابة الافتراضية ممكن «دون ألغام»

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مع كثرة الحديث عن ضرورة تعزيز التحول الرقمي في الشركات تتجه المزيد من الشركات في الإمارات والمنطقة نحو تطوير نماذج أعمال مبتكرة، تتيح لها تقديم منتجاتها وخدماتها بسرعة أكبر إلى السوق، مع إدراك أن السحابة الافتراضية ستكون إحدى أهم ركائز هذا التحول.

ولكن هل هنالك خريطة طريق واضحة كي تحول الشركات في الإمارات تنفيذ أعمالها ضمن النظم السحابية؟ يقول رضوان موصللي، نائب الرئيس الأول لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأفريقيا في شركة تاتا للاتصالات في تصريحات خاصة لـ «البيان الاقتصادي»، إنه على الرغم من أن حالة الشكوك التي تصاحب مرحلة التحول إلى التقنية السحابية.

فإنه يجب على مديري تقنية المعلومات الأخذ في الحسبان ثلاث مراحل تتيح لهم التقدم في هذا الاتجاه دون ألغام وتحويل مؤسساتهم بصورة آمنة نحو السحابة التي تتوقع «شركة جارتنر»، أن يصل حجم سوق خدماتها السحابية في الشرق الأوسط وأفريقيا هذا العام إلى 1.2 مليار دولار.

كانت السحابة الخاصة خلال الأعوام القليلة الماضية تقليدياً الحل الأمثل للشركات التي تسعى نحو التحول الرقمي لأنها مثّلت في ذلك الوقت الخيار الأفضل من ناحية أمن المعلومات. ووفقاً لمؤسسة الأبحاث «آي دي سي» شهدت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أسرع نمو لاستثمارات الشركات في السحابات الخاصة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في العام الماضي.

تبني السحابة

يقول موصللي إن التقنية السحابية هي الطريق إلى المستقبل، ولا تراجع عنها. ولم يعد الأمر خياراً تنظر فيه الشركات وتقرر إذا كان ينبغي لها أن تعتمد السحابة، بل أصبح السؤال كيف يمكن اعتماد الخدمات السحابية سريعاً.

ويضيف: «المؤسسات تستثمر اليوم بقوة في التقنيات السحابية والأدوات المعتمدة عليها لتحسين نماذج الأعمال التجارية وجعلها أكثر كفاءة وتعزيز تمحورها حول خدمة العملاء، بالإضافة إلى جعلها أكثر ابتكاراً، وتتوقع شركة ماكينزي أنه بحلول العام 2018 ستزيد أكثر من 50% من شركة اعتمادها على السحابة كبيئة رئيسة لتقنية المعلومات.

التكيّف مع المخاطر

ويشير موصللي إلى ضرورة التكيف سريعاً للسيطرة على الجمات السيبرانية في المؤسسات. ويضيف: لا شك في أن من حق الشركات أن تشعر بالقلق إزاء مستوى الأمن عند التحول إلى الحلول السحابية. وفي العام الماضي وحده، عانت المؤسسات في المنطقة من خسائر أعلى من المتوسط العالمي من ناحية الحوادث الأمنية.

وسواء كانت السحابة الخاصة أو العامة أو الهجينة هي الطريق الذي تسير فيه إلى المستقبل، فمن الجوهري جداً للمؤسسات في المنطقة أن تعقد اتفاقات مع شركات عالمية موثوق بها لمساعدتها عن قرب وسريعاً في تجاوز عقبات رحلة التحول الرقمي الخاصة بها، دون حدوث انتهاك للبيانات مع المحافظة على أمنها أولوية قصوى، لكن المؤسسات بقيت بطيئة في قدرتها على اتخاذ الإجراءات الكافية لتحييد تلك التهديدات وإبطال فعاليتها. وما زالت العديد من الشركات تعتمد على أساليب حماية عفا عليها الزمن لأنها تركز كثيراً على آليات الحجب والوقاية فقط.

المرتكز الأول لتطوير أسلوب الحماية هو الإقرار بأن المخترقين قد يتمكنون من كسر طبقة الأمان الوقائية للنظم الحاسوبية في شركتك، وبناء على ذلك يجب أن تعتمد على أسلوب الأمن التكيفي وتطوره لمواكبة تطور الهجمات المتزايد.

ويعني الأمن التكيفي أن تدمج الإجراءات الأمنية الوقائية والقدرة على الاستجابة للتهديدات وتحييدها في جميع مفاصل النظام الرقمي الذي تستخدمه وفي الأماكن التي يتوقع أن يحدث من خلالها عملية الاختراق.

تحوّل تدريجي

ويشير موصللي، على المؤسسات أن تتذكر أن التحول ليس الهدف النهائي، بل مساراً للتقدم في الاتجاه الصحيح يؤدي إلى استمرار التطور، ما يتيح الوصول إلى نماذج أعمال أكثر ابتكاراً مع تحقيق قدر أكبر من المرونة والدينامية التشغيلية وتخفيض التكاليف والتعاون المستمر، وتجربة العملاء السلسة والاعتمادية العالمية، ما يمنح الشركات العالمية ميزة تنافسية اليوم.

ويضيف: وعلى الرغم من أن القطاعات الحكومية والمؤسسات المالية في الشرق الأوسط تواجه تحدياً كبيراً في أن تكون من أوائل الجهات المتبينة لمختلف أنواع النماذج السحابية بسبب المواقع التي تخزن فيها البيانات عادة وضرورة التزامها بالنظم والقوانين المطبقة وغير ذلك من التحديات، إلا أننا لاحظنا أن الشركات الخاصة تسرع الخطى قليلاً في هذا المسار الرقمي بالاستفادة من النظم السحابية الخاصة والعمومية على حد سواء.

Email