توالت الإشادات العربية والعالمية بشأن «اتفاق الإمارات» التاريخي للعمل المناخي الذي أقره ممثلو 197 دولة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي في مؤتمر الأطراف COP28 بمدينة إكسبو دبي، والذي يضع العالم على مسار العمل المناخي الصحيح للحفاظ على البشرية وكوكب الأرض، ويشكل اتفاقاً دولياً تاريخياً غير مسبوق للتصدي لتداعيات التغير المناخي، ونقطة تحول استثنائية في مسيرة العمل المناخي الدولي.
واختتم مؤتمر الأطراف COP28 أعماله، أول من أمس، باتفاق تاريخي «اتفاق الإمارات» الذي يمهّد لاستجابة عالمية طموحة للحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس ويقدم خطة لمستهدفات عام 2030 ويدعو الأطراف إلى تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، وذلك بهدف تحقيق الحياد المناخي.
قرارات توافقية
وثمّنت الحكومة العراقية، أمس، جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لعقد مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وأشادت بـ«اتفاق الإمارات» الذي تم التوصل إليه في ختام أعمال COP28، وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة باسم العوادي في بيان، إن «الحكومة العراقية تعبر عن امتنانها للجهود التي بُذلت من قبل حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، في تنظيم مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والوصول إلى القرارات النهائية التوافقية».
نتائج مذهلة
وأكدت أوتي هونكاتوكيا، مدير إدارة تغير المناخ بوزارة البيئة في فنلندا، أن «COP28» كان استثنائياً، وأهم مؤتمر للمناخ منذ مؤتمر باريس عام 2015، لافتة إلى أن النتائج التي خرج بها المؤتمر كانت مذهلة. وأفادت بأن دولة الإمارات قامت بعمل رائع فيما يتعلق بالتقييم العالمي، وبتفعيل الصندوق العالمي للمناخ.
ووصفت مارينا سيلفا، وزيرة البيئة والتغير المناخي في البرازيل التوصل إلى «اتفاق الإمارات» التاريخي، بـ«اللحظة التاريخية»، التي تعزز العمل العالمي المتعدد الأطراف، منوهة إلى أن التوافق على مسألة «الخسائر والأضرار» تعتبر دليلاً على ذلك، وعلى أن الإنسانية تختار «الانتصار للحياة»، وقالت إن هذا الاتفاق يرسل إشارة إلى العالم بأننا نختار «الانتصار للحياة»، والتضامن والعمل لأن المشكلات لا تحل من تلقاء نفسها، وحول نتائج المؤتمر، أوضحت الوزيرة أن الاتفاق النهائي يحض على التفكير في التنمية المستدامة».
نجاح إماراتي
وأشادت وسائل الإعلام والصحف السويسرية الصادرة، أمس، بالمحصلة النهائية لمؤتمر الأطراف «COP28» المتجسدة بـ«اتفاق الإمارات» التاريخي، مبرزة ردود الفعل الدولية المرحبة والمشيدة بالاتفاق، منوهة إلى نجاح «الرئاسة الإماراتية» في إدارة المؤتمر وما شهده من نقاشات وحوارات أفضت إلى النتائج التي وصفت بالتاريخية، مؤكدة أن قمة المناخ التي اختتمت بقرار وصف بالتاريخي يهدف إلى إنهاء الاعتماد على الوقود الأحفورى تدريجياً، حيث وافقت الدول المشاركة بالإجماع على قرار يدعو إلى «الانتقال» التدريجي نحو التخلي عن الوقود الأحفوري، حيث أثار القرار موجة من التصفيق الحار المطول.
فوز كبير
وأكدت السيناتورة شانتال مونرو نايت، الوزيرة في مكتب رئيس الوزراء في باربادوس، المسؤولة عن التنمية المستدامة، أن مؤتمر الأطراف «COP28» كان استثنائياً، لا سيما بنهجه العملي، وبتركيزه على تحقيق نتائج كبيرة للغاية، وهو ما رأيناه خلال الحدث، وقالت إن من أهم النتائج التي شهدها مؤتمر الأطراف بنسخته الثامنة والعشرين، تفعيل الصندوق العالمي للمناخ ورؤية بعض التعهدات الأولية تصب في رسملته، معربة عن أملها في رؤية المزيد من التعهدات لهذا الصندوق لا سيما من الدول المتقدمة، واعتبرت تفعيل الصندوق بمثابة الفوز الكبير، لا سيما بالنسبة للدول الجزرية الصغيرة النامية، لافتة إلى أنه فوز طال انتظاره لحوالي 30 عاماً.
وأكد جون سيلك، وزير الموارد الطبيعية والتجارة في جزر المارشال، أن مؤتمر الأطراف «COP28» كان الأكثر تنظيماً بين مؤتمرات الأطراف التي شارك فيها، وأوضح أنهم وضعوا خلال الأسبوع الماضي خطة تكيف وطنية، وتم تقديمها كجزء من أعمال المؤتمر.