الصناعات اليدوية.. إرث مستدام يحكي رحلة الإمارات نحو الحياد المناخي

يزخر تراث دولة الإمارات بالعديد من الحرف والمهن التي ترسخ مفهوم الاستدامة، والتي تُمكن من خلالها الإنسان الإماراتي منذ القدم من توفير احتياجاته وصناعة المنتجات بالاعتماد على الموارد الطبيعية والتي تنوعت بحسب البيئة الجغرافية التي كان يعيش فيها من بر، وبحر، وريف، وجبل، ما جعلها تتناغم مع الواقع المحلي وتستجيب لمتطلبات الحياة اليومية بما تشمله من أنشطة كالغوص، والرعي، والزراعة، وصيد السمك.

بيت الاستدامة

وفي مؤتمر «كوب 28»، اختارت دولة الإمارات أن تسرد رحلتها نحو الحياد المناخي للزوار في «بيت الاستدامة» بالمنطقة الخضراء، والتي بدأت من فكر الآباء والأجداد الذين استعانوا بمكونات الطبيعة لمواجهة تحديات الحياة وتوفير سبل العيش، حيث كانت مشغولاتهم اليدوية حاضرة بتفاصيلها بدءاً من مكوناتها ووصولاً إلى طرق صناعتها التي تروي حرص الإنسان الإماراتي منذ القدم على تبني الاستدامة كنهج في مختلف تفاصيل حياته.

وبرزت النخلة بعطائها كرمز للاستدامة، والتي يتم تحويل سعفها ومخلفاتها إلى منتجات استعان بها الإماراتي منذ القدم في صنع جزء كبير من احتياجاته، حيث تعددت استخدامات سعف النخيل، فإضافة إلى كونها المواد الأساسية في بناء البيوت في الماضي، تصنع غالب مستلزمات المنزل من جريد وخوص، الذي يجرد من سعف النخيل في عملية التقليم، ليتم تجفيفه وصبغه من ذلك وينسج بشكل دقيق في أنماط جميلة ومتكررة، حيث تصنع منه المفارش وأوعية تقديم وحفظ الطعام ومعدات التنظيف، وحتى الأشكال الزخرفية.

رحلة الإمارات

وحرص «بيت الاستدامة» على عرض نماذج للمنتجات والمشغولات المستدامة التي ما زال بعضها يستخدم في المنازل حتى وقتنا الحالي ومنها «المكشة» المصنوعة من سعف النخيل الجافة المتصلة بجريد النخل، ويتم استخدامها لكنس وتنظيف البيوت، «والمكبة» التي تمتاز بشكلها المخروطي المسفوف من سعف النخيل بأحجام وألوان مختلفة، وكانت تستخدم كأغطية للحفاظ على حرارة الطعام وحمايته من الحشرات، ويزيد شكلها جمالاً عند استخدامها لحفظ بعض أوعية الطعام المقدمة على السرود، الذي يوضع على الحصير، وجميعها مسفوفة من سعف النخيل.

وإلى جانب ذلك، تعرض «المخرافة»، وهي عبارة عن سلة كبيرة مصنوعة من سعف النخيل لها عروتان مصنوعتان من ألياف النخل تستخدم لجني وحمل ثمار النخيل، وتعرض هذه المشغولات إلى جانب العديد من المنتجات المعروضة في بيت الاستدامة التي تحكي علاقة الإمارات بالحفاظ على البيئة ورحلتها نحو الحياد المناخي التي بدأت فعلياً منذ عقود طويلة.