من البحوث العلمية في ستينيات القرن الماضي إلى عقد مؤتمرات بيئية وتشكيل لجان وهيئات متخصصة في سبعينيات القرن العشرين، التقت قمة الأرض في ريو دي جانيرو في سنة 1992، مواصلة التشاور لتدشن قطار الأمم المتحدة للمناخ - الاتفاقية الإطارية لمؤتمر الأطراف «cop» - التي انطلقت دورتها الأولى في مدينة برلين بألمانيا في سنة 1995، بهدف خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والحفاظ على الحياة في الكوكب.
وقرر أطراف مؤتمر المناخ عقد اجتماع سنوي كل عام أسبوعين «cop» في إحدى الدول لإطلاق المبادرات والخطط وتوقيع الاتفاقيات وتقييم الجهود والتعامل مع مستجدات التغير المناخي.
وشهدت قمة الأمم المتحدة للمناخ منذ انطلاقها في سنة 1995 التأجيل مرة واحدة في سنة 2020 بسبب جائحة كوفيد-19، فتم إرجاء «cop 26» إلى سنة 2021 بدلاً من سنة 2020، كما شهدت القمة استئنافاً واحداً في «cop 6» في بون الألمانية في شهر يوليو من سنة 2001، بعدما توقفت هذه القمة في لاهاي بهولندا في شهر نوفمبر من سنة 2000 نتيجة عدم اتفاق المشاركين في الاجتماعات على خطة عمل مشتركة.
ويأمل المجتمع الدولي أن تكون القمة الحالية لمؤتمر المناخ «cop 28» التي تستضيفها الإمارات في مدينة إكسبو بدبي في الفترة من 30 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر من العام الجاري محطة فارقة في تاريخ تعامل البشرية مع التحديات المناخية.
كوارث
أدت تداعيات التغير المناخي الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة إلى اندثار وتدمير مدن كاملة، وانتشار الحرائق في كثير من الغابات ونزوح الملايين (الهجرة الداخلية)، وتفاقم أزمات الغذاء وزيادة رقعة التصحر وحدوث الذوبان الجليدي.
وقال تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الصادر في سبتمبر الماضي والذي حمل عنوان «تغير المناخ يقوض جميع أهداف التنمية المستدامة تقريباً» إنه في المدّة بين سنتي 1970 و2021، تم الإبلاغ عما يقرب من 12 ألف كارثة ناجمة عن ظواهر متطرفة مرتبطة بالطقس والمناخ والماء وهو ما تسبب في أكثر من مليوني حالة وفاة، وخسائر اقتصادية تقدر بقيمة 4.3 تريليونات دولار أمريكي.
وعلق الأمين العام للأمم المتحدة على بيانات التقرير قائلاً: لقد أظهرت سنة 2023 بوضوح تام أن تغير المناخ أصبح واقعاً فعلاً فدرجات الحرارة القياسية تحرق الأرض وتسخن البحر، إذ يتسبب الطقس القاسي في إحداث فوضى في جميع أنحاء العالم، وعلى الرغم من أننا نعلم أن هذه ليست سوى البداية فإن الاستجابة العالمية قاصرة.
أحداث بارزة
في رحلة المجتمع الدولي للتعامل مع المناخ والتي تضمنت عقد 27 دورة من مؤتمر الأطراف cop شكلت 10 مؤتمرات المراحل الرئيسة لجهود الإنسانية في مواجهة تحديات التغير المناخي التي تفاقمت في السنوات القليلة الماضية، لتصبح التغيرات المناخية وما يصاحبها من تهديدات شاملة للإنسان والحياة القضية الأكثر اهتماماً في العالم.
وتضمنت قائمة المؤتمرات الأكثر أثراً في تاريخ القمم المناخية: قمة المناخ cop 3 في مدينة كيوتو اليابانية في سنة 1997، وcop 7 في بون الألمانية في سنة 2001، وcop 15 في سنة 2009 في كوبنهاجن بالدنمارك، وcop 17 في مدينة ديربان بجنوب أفريقيا في سنة 2011، وcop 18 في العاصمة القطرية الدوحة في سنة 2012، وcop 21 في باريس في سنة 2015، وcop 22 في مدينة مراكش المغربية في سنة 2016، وcop 23 في بون الألمانية في سنة 2017، وcop 26 في غلاسكو البريطانية في سنة 2021، وقمة المناخ cop 27 في مدينة شرم الشيخ المصرية.