أكدت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، أن شعار المنتدى العربي للمناخ «الزراعة المستدامة والأمن الغذائي.. معاً لبناء قدرات الصمود والتكيّف لصغار المزارعين»، يتوافق مع توجهات دولة الإمارات ورؤيتها نحو إحداث تحول جذري في نظم الغذاء العالمية وتبني نظم أكثر استدامة.
مشيرة إلى أن أنظمة الغذاء التقليدية تتسبب بأكثر من 30% من الانبعاثات العالمية، كما تعد من أكثر القطاعات التي تتأثر بهذه التغيرات التي ينتج عنها شح المياه ونقص الأراضي الصالحة للزراعة والتصحر وغيرها. وأضافت: «نجد أن نظم الزراعة والغذاء المستدامة يمكن أن تحقق العديد من الأهداف في مقدمتها خفض الانبعاثات الكربونية واستدامة إنتاج الغذاء، وبذلك تساهم في القضاء على الجوع في العالم».
جاء ذلك في كلمة مسجلة لمعاليها خلال النسخة الثانية من المنتدى العربي للمناخ الذي تستضيفه كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، وتطلقه الشبكة العربية للمنظمات الأهلية بالشراكة مع برنامج الخليج العربي للتنمية «أجفند»، تحت شعار «الزراعة المستدامة والأمن الغذائي: معاً لبناء قدرات الصمود والتكيف لصغار المزارعين».
وذلك يومي 13 و 14 نوفمبر الجاري في فندق سوفيتل داون تاون – دبي، بحضور الأمير عبد العزيز بن طلال آل سعود، رئيس «أجفند»، ومحمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبو ظبي للتنمية، والسفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون الاجتماعية- جامعة الدول العربية، وممثلي مؤسسات دولية مثل البنك الدولي ومؤسسات أكاديمية.
وأوضحت معاليها: «إن ضمان إنتاج غذائي مستدام ووفير من شأنه حل مشكلة الجوع في العالم، والتي خلّفت وراءها 783 مليون شخص في العالم عانى من الجوع خلال العام الماضي».
وقالت: «نرى أن تبني نظم زراعة وغذاء مستدامة ركيزة رئيسية ليس فقط لتوفير إنتاج غذائي محلي ممكن بالتكنولوجيا الحديثة، وإنما أيضاً للمساهمة في مواجهة التغيرات المناخية وتعزيز التكيف معها. كما أن تعزيز الأمن الغذائي العربي لن يتحقق سوى بالتكامل والتعاون ومشاركة أحدث التجارب والممارسات التي تمكننا من الوصول إلى هذا الهدف».
ويهدف المنتدى، الذي ينطلق قبيل انعقاد مؤتمر الأطراف COP28 الذي تستضيفه الإمارات، ويعقد في دبي، خلال الفترة من 30 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر، إلى تقييم تأثير تغير المناخ على قطاع الزراعة وصغار المزارعين في الدول العربية، وآليات تعزيز صمود ومرونة صغار المزارعين، والتوسع في تطبيق أساليب الزراعة الذكية مناخياً. بدوره، قال الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، إن الشراكة الاستراتيجية والمعرفية للكلية في المؤتمر تأتي تجاوباً مع انعقاد COP28.
ومع إعلان الإمارات عام 2023 عاماً للاستدامة، وانطلاقاً من حرص الكلية على دعم المشاريع البحثية والمبادرات الهادفة إلى مواجهة التحديات الناجمة عن التغيرات المناخية وتأثيراتها على التنمية والبيئة والزراعة المستدامة والأمن الغذائي في العالم العربي.
وأضاف أن الكلية تسعى بالشراكة مع برنامج الخليج العربي للتنمية «أجفند»، والشبكة العربية للمنظمات الأهلية إلى رصد وتقييم تداعيات التغيرات المناخية على سلاسل إمداد المنتجات الغذائية والثروة الحيوانية، ودعم مبادرات التنظيمات الأهلية العربية الساعية لتبني أساليب الزراعة الذكية مناخياً والحفاظ على الثروة الحيوانية.
وأشار إلى أن الكلية تستهدف حشد طاقات المجتمع المدني العربي لإيلاء مزيد من الاهتمام بقضية الأمن الغذائي، والخروج ببرامج عمل وخطط مستقبلية ومستمرة، لرصد حالة تغير المناخ بالمنطقة العربية، وتطور تداعياتها على دول المنطقة ومواطنيها، وحفز الجهود الرامية إلى تبني استراتيجيات وطنية للتكيف مع التغيرات المناخية والتخفيف من تبعاتها، وبلورة ورقة سياسات لتعزيز دور التنظيمات الأهلية العربية في العمل المناخي المستجيب للتحديات التي تواجه الزارعة وصغار المزارعين.
التزام
وقال الدكتور محمد السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، إن التزام دولة الإمارات في محاربة التغير المناخي واضح على كل المستويات وصندوق أبوظبي للتنمية التزم لأكثر من مرة مع أرينا لتقديم حلول تمويلية مشاريع الطاقة المتجددة المبادرة الأول كانت بقيمة 350 مليون دولار لمدة 7 سنوات، سخرت لتمويلات في مشاريع الطاقة المتجددة، ثم التزمنا مرة أخرى بتمويل 400 مليون دولار أعلنا عنها في كوب 26، لتقديم حلول تمويل مبتكرة مع أرينا على المنصة التي تم إطلاقها مؤخراً «إيتاف» التي ستوفر حلولاً لمشاريع البنية التحتية فيما يخص الطاقة المتجددة.
وأوضح أن التمويل يعد أبرز تحديات المناخ، وأن الجائحة زادت من هذه التحديات. من جانبها، قالت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة: حرصت جامعة الدولة العربية على وضع قضية الأمن الغذائي العربي في الوقت الراهن على رأس أولويات العمل العربي المشتركة، حيث أصبح التكامل العربي لسد الفجوة الغذائية، والتي تقدر ما بين 35 إلى 45 مليار دولار أمراً ملحاً لا يحتاج إلى تأجيل.
وهذه الفجوة زادت نتيجة الأوضاع التي تشهدها منطقتنا العربية. وتابعت: لدينا تحديات كبيرة في الوطن العربي تتطلب العمل عليها لمواجهتها، وإن تراكم استضافة كوب في المنطقة العربية دليل إيجابي، وهذا دليل أنه لدينا مشكلة في العالم العربي، ونحن نستطيع أن نقود الجهود لمواجهة تحديات المناخ، وهناك مبادرات وجهود كبيرة تبذل في هذا الشأن.
وأعرب الدكتور ناصر القحطاني، المدير التنفيذي لأجفند، عن شكره لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية لاستضافتها لهذا المنتدى، وقال: «تركز النسخة الثانية من المنتدى على رصد وتقييم تداعيات التغيرات المناخية على قطاع الزراعة وصغار المزارعين - الذين يمثلون عصب الزراعة الأسرية - في المنطقة العربية والدول النامية، وأثر تلك التداعيات على الأمن الغذائي وسلاسل إمداد المنتجات الغذائية والثروة الحيوانية».
ويناقش المنتدى، من خلال جلساته، أنجح البرامج والمبادرات التي تبنتها التنظيمات الأهلية العربية لتعزيز قدرات صغار المزارعين على التكيف، وتبني أساليب الزراعة الذكية مناخياً، والحفاظ على الثروة الحيوانية. كما يتخلله إطلاق التقرير السنوي الأول لتغير المناخ والتنمية: «أثر تغير المناخ على الزراعة وصغار المزارعين في المنطقة العربية».