بالتزامن مع «عام الاستدامة» والاستعدادات لاستضافة مؤتمر الأطراف (COP 28)
نقاشات عالمية عن التحديات المناخية في «أسبوع مستقبل المناخ»
ت + ت - الحجم الطبيعي
أكد المشاركون في فعاليات «أسبوع مستقبل المناخ» التي انطلقت في «متحف المستقبل» أمس وتستمر 5 أيام أهمية تحديد أطر جديدة لقيادة العمل المناخي، وتعزيز جهود الاستدامة، وتسليط الضوء على أبرز التقنيات والابتكارات الجديدة لمواجهة تحديات التغير المناخي عالمياً مع ضرورة النظر إلى الدول الفقيرة التي تعاني شح الموارد.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول كلمات رئيسة وجلسات حوارية، إضافة إلى مجموعة متنوعة من ورش العمل والفعاليات المصاحبة وبمشاركة مسؤولين حكوميين وخبراء متخصصين في مجالات البيئة والمناخ من دولة الإمارات والمنطقة والعالم، ويهدف هذا الحدث الذي يتم تنظيمه بالتعاون مع مؤسسة «فكر» وتزامناً مع «عام الاستدامة» واستعدادات دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ (COP 28) إلى إيجاد سبل وحلول للتغير المناخي عالمياً.
وأكد خلفان جمعة بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، أن استضافة هذا الحدث في «متحف المستقبل» تأتي في إطار تحقيق دوره المحوري بتوفير منصة تجمع الخبراء والمتخصصين وصانعي السياسات وقادة الفكر والمبتكرين لمناقشة المبادرات المستقبلية، وإطلاق حوارات شاملة في مستقبل المناخ الذي يعد من أهم التحديات التي تواجه العالم.
وأضاف: «الإمارات حريصة منذ تأسيسها على دعم المبادرات العالمية لتحديد سبل معالجة التحديات الرئيسة في مجال المناخ وتوظيف التقنيات المستقبلية لتعزيز الاستدامة والحفاظ على كوكب الأرض وموارده الرئيسة»، مشيراً إلى أهمية مواصلة العمل المشترك للقيام بكل ما يمكن فعله وخاصة مع تزايد أهمية مواجهة التغير المناخي على المستوى العالمي.
استدامة سياحية
واستعرض عصام كاظم المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري في كلمته أهم المبادرات الهادفة لتعزيز استدامة قطاع السياحة في دبي بما يتماشى مع مستهدفات أجندة الإمارة الاقتصادية D33 الهادفة لمضاعفة النّاتج المحلي الإجمالي في سنة 2033، وترسيخ مكانة الإمارة ضمن أفضل 3 مدن اقتصادية في العالم.
مؤكداً أن دبي تركز على تحقيق أعلى معايير السياحة المستدامة على المدى الطويل وتواصل العمل على تحقيق الأهداف المرجوة للمبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول سنة 2050 في دولة الإمارات، مشيراً إلى أن ثقافة الاستدامة متجذرة في تاريخ دولة الإمارات.
وأضاف: «تحرص مؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري على دعم الجهات الحكومة لتعزيز الاستدامة عبر مجموعة من البرامج والمبادرات التعليمية والتعريف بسبل تطبيق ممارسات مبتكرة لتخفيف التأثيرات البيئية في مختلف القطاعات».
مشاريع إيجابية
وقال نجيب صعب الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية في جلسة بعنوان «المستقبل البيئي العربي»: «يعتمد مستقبل المنطقة على إدارة الموارد الطبيعية بطريقة مستدامة، وخصوصاً في ظل ندرة المياه الصالحة للشرب والزراعة، وإن هنالك العديد من المشروعات الإيجابية على مستوى المنطقة، مثل مدينة مصدر التي تستثمر في الموارد الخضراء في جميع أنحاء العالم، والمنظمة العالمية للمياه ومقرها الرياض، إلى جانب مشروعات رائدة لاحتجاز الكربون وتخزينه ومن الضروري أن تتم مشاركة تجارب وفوائد هذه المشروعات لضمان مستقبل مستدام ولتعزيز التعاون على مستوى المنطقة».
وأفادت ليلى مصطفى عبداللطيف، المديرة العامة لجمعية الإمارات للطبيعة في مشاركتها في جلسة «الابتكار في مجال الحفاظ على الطبيعة» بأن التغير المناخي وصل إلى مرحلة حرجة، إذ يشهد كوكبنا تسارعاً في ارتفاع درجة حرارة الأرض نحو مستويات لا يمكن التنبؤ بها، ولذا علينا العمل على استعادة وحماية النظم البيئية لأنها قادرة على استيعاب ثلث كميات الكربون المنبعثة عالمياً.
وأضافت: «محظوظون في الإمارات بالحلول البحرية الطبيعية، مثل أشجار المانغروف والأعشاب البحرية، التي تعد الرئة الخضراء القادرة على امتصاص ما يزيد على 10 أضعاف غابات الأمازون، وبحماية النظم البيئية، يمكننا أن نزيد فرص تنمية السياحة البيئية، ولذا نعمل في الإمارات الشمالية على تطوير منتجعات سياحية تسهم في تعزيز السياحة البيئية التي تدعم النظم البيئية الطبيعية في الإمارات».
وتحدث توبي غريغوري مؤسس فريق المحيط العربي للتجديف، عن تجربته في جلسة حملت عنوان «من الأطلسي إلى كوب 28»، فقال «أحاول الإسهام في التأثير الإيجابي في مجال المناخ عبر التعريف بمختلف الطرائق التي يمكننا أن نكون بها جزءاً من التغيير المطلوب، وأرى أن الإمارات ودبي لديهما القدرة على إحداث تغيير إيجابي وحقيقي في مواجهة تحديات التغير المناخي».
تلوث بلاستيكي
وقال الدكتور ماركوس إريكسون المؤسس المشارك والباحث في معهد «5 جيريس» في جلسته عن إنقاذ المحيطات وحلول تحديات التلوث البلاستيكي العالمي: «لا يوجد حل واحد وشامل للتعامل مع الملوثات البلاستيكية في المحيطات في ظل تنوع المنتجات وكيفية استخدامها، ويجب التركيز على تحديد استهلاك المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد أكثر من توجيه معظم الجهود نحو إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية».
وقال ويل بينيت المهندس المعماري المتخصص في تصميم المساحات الخضراء، مؤسس ورئيس قسم محبي الطبيعة في متجر ويلدن في مشاركته في جلسة «التأثير المجتمعي عبر المساحات الخضراء المحلية»: «يوجد عامل مشترك يوحد كل ما يتعلق بالتحديات المناخية، وهو علاقتنا بالمشاهد الطبيعية التي تحيط بنا، ويمكننا إذا وثقنا علاقتنا بالطبيعة، وجدّدنا كيفية تفاعلنا واعتنينا بالمشهد الطبيعي، أن نرسم مستقبلاً مذهلاً، لأن تعزيز المعرفة وفهم الطبيعة يساعداننا على حماية العالم من التحديات المناخية».
حدائق منزلية
وتحدثت الزينة البابطين المهتمة بمجال البستنة العضوية، والتي تحمل رقماً قياسياً عالمياً في موسوعة «غينيس» لأكبر درس عن الزراعة، عن موضوع رعاية الحدائق المنزلية من أجل مستقبل مستدام، قائلة: «من يعمل في مجال البستنة يصبح خبيراً في الحفاظ على المياه، فيحرص الكثير منهم على تبني ممارسات بيئية مفيدة مثل الري بالتنقيط واستخدام مياه الأمطار بالشكل الصحيح، ومن الضرورة للغاية أن نستفيد من مختلف الممارسات المستدامة ومشاركة المعرفة مع الجميع».
مفاوضات المناخ
واختتمت فعاليات اليوم الأول من «أسبوع مستقبل المناخ» بورشة عمل عن «مفاوضات المناخ» تم تنظيمها بالتعاون مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية.
فعاليات اليوم الثاني
تنطلق اليوم فعاليات اليوم الثاني وسيتحدث معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، في مشاركته في جلسات مؤتمر «أسبوع مستقبل المناخ» عن مستقبل التجارة العالمية المستدامة فيما يتناول معالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد موضوع أهمية توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في ابتكار حلول جديدة من أجل مواجهة تحديات التغير المناخي.
ويستعرض آرثر هوانغ الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة «مينيوي» أبرز جوانب الثورة في التصميم المعماري وعلاقته بالاقتصاد الدائري، وتتحدث الدكتورة عائشة عبدالله الخوري الباحثة الإماراتية، عن كيفية الاستفادة من ثاني أكسيد الكربون من أجل مستقبل أكثر خضرة.
فيما يتحدث أندرو هدسون، مؤلف وباحث وزميل كلية الخيال في جامعة أي اس يو للعلوم والخيال، عن المسؤولية المناخية للصناعات الإبداعية في جلسة تضم أيضاً بريندن مكجييترك من متحف المستقبل، والفنانة والشاعرة الإماراتية شما البستكي كما يقدم عبداللطيف البنا، رائد الأعمال الإماراتي رؤيته في المرونة الزراعية في المناخات القاسية، فيما يتحدث كل من تاكاشيجي ياماشيتا ويونغاه كانغ عن علاقة العمارة بالبيئة.
المياه قضية عاجلة
أكد نجيب صعب الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) رئيس تحرير مجلة البيئة والتنمية في تصريحات خاصة لـ«البيان» أن العالم العربي بحاجة إلى مزيد من الجهود لمواجهة التغيرات المناخية وأن أهم قضية يجب العمل عليها لحماية البشرية هي المياه عبر توحيد الجهود ووضع إجراءات فعلية حاسمة والبدء فوراً بتنفيذها.
وأشار صعب إلى أن الإمارات كانت من أُوَل الدول التي اتخذت العديد من الإجراءات لمواجهة التغير المناخي ومنها إنشاء مدينة مصدر ومجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية والاتجاه نحو بدائل الطاقة إلى الطاقة النظيفة إلى جانب إقامتها ومشاركتها في الأنشطة البيئية كافة عالمياً، مشيراً إلى أن تضافر الجهود العربية أمر حتمي لا محالة.
معرض بيئي
تضمن معرض الصور المصاحب لفعاليات «أسبوع مستقبل المناخ» مشاركة عدد من الفنانين الإماراتيين بصور تعكس طبيعة البيئة الإماراتية والتغيرات التي طرأت عليها فشاركت نورة النيادي راوية قصص ومتخصصة في علوم الإنسان بمجموعة من الصور التي التقطتها، إضافة إلى مشاركة متميزة من عبيد البدور رحالة وشغوف بالطبيعة، ومشاركة أخرى لحامد مشربك مصور متخصص في المناظر الطبيعية وحائز العديد من الجوائز.
خلفان بالهول متحدثاً خلال المؤتمر
من المصدر