حلول جديدة للتخفيف من الظواهر المناخية المتطرفة في «COP28»

«COP28» يستهدف التخفيف من وطأة الكوارث الطبيعية| أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعوّل العالم كثيراً على مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ «COP28»، الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة في إكسبو دبي بين الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر العام الجاري، لإيجاد حلول عملية جديدة للتخفيف من وطأة الكوارث الطبيعية وتداعيات الطقس المتطرف التي نجمت عن تغير المناخ، والتي تمثلت في موجات الحر المتطرفة الأكثر تواتراً وشدّة منذ خمسينيات القرن العشرين والفيضانات المتعاقبة والعواصف والأعاصير الشديدة المتكررة وحرائق الغابات وندرة المياه، والتي باتت تهدد معظم دول العالم، خاصة الدول النامية التي لا تمتلك آليات التنبؤ الجوي والإنذار المبكر من تلك الكوارث الطبيعية، وهذه الدول النامية والفقيرة هي في الوقت نفسه التي لم تسهم إلا بقدر يسير من إحداث هذا التغير المناخي.

وتشير العديد من الدراسات المناخية إلى أن جزءاً كبيراً من هذه التغيرات كان نتيجة النشاط البشري خلال القرن الماضي، ولم يعد فقط بسبب الطبيعة كما كان من قبل، وبحسب الخبراء «مثلما حارب الإنسان الطبيعة على مدار مئة عام عادت الطبيعة تحاربه بأساليب أكثر عنفاً وتطرفاً». كما تشير الأدلة العلمية التي جمعت لعقود من الزمن إلى أن تخفيف آثار تغيّر المناخ، وخاصة من خلال الحد من استهلاك الوقود الأحفوري ووقف إزالة الغابات، يشكل أهمية بالغة لضمان رفاهية البشر والمحيط الحيوي في الأمد البعيد.

وقد أكدت التقارير الأخيرة الصادرة عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية الشواغل التي أعرب عنها علماء الغلاف الجوي قبل 50 عاماً: تتسبب انبعاثات غازات الدفيئة، وخاصة الكربون الأحفوري، في إحداث تغيرات ضارة في المناخ الطبيعي للأرض، وقد تحققت هذه التغييرات بالفعل، وسيستمر الاتجاه السلبي حتى النصف الأخير من القرن الحادي والعشرين، بصرف النظر عن نجاحنا في الحد من انبعاثات غازات الدفيئة.

ومن المتوقع أن يستمر ارتفاع مستوى سطح البحر وذوبان الأنهار الجليدية لقرون بسبب التركيز المرتفع الحالي لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وهو أهم غازات الدفيئة، الذي سيستمر في الغلاف الجوي لبعض الوقت.

ويعقد العالم اليوم آماله على مفاوضات «COP28»، التي بلا شك ستنظر في التغيرات المتلاحقة للمناخ وتأثيراته الضارة على كوكب الأرض لتكون دفعاً للتركيز الدولي للعمل المناخي، لا سيما وأن التقارير الدولية تشير إلى أن بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأكثر عرضة لمخاطر تغير المناخ، إذ يعيش %60 من سكان المنطقة في مناطق تعاني بشدة من الإجهاد المائي، و20 مليون شخص يمكن أن يشردوا بسبب تغير المناخ.

طباعة Email