مثّل توقيع مملكة البحرين اتفاقية السلام مع إسرائيل، الحدث الأبرز والأهم في المملكة سنة 2020، إلى جانب رحيل الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء السابق، بعد مسيرة مضيئة من العطاء والانجاز والتنمية، تجاوزت نصف القرن، بالإضافة إلى تكليف ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة برئاسة مجلس الوزراء، والذي أكد بدوره السير قدماً على نهج التطوير، لما فيه من مصلحة البحرين في حاضرها ومستقبلها.

ووقعت المملكة الاتفاقية في 11 سبتمبر الماضي في البيت الأبيض بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مبادرة من شأنها تعزيز الأمن والسلام في الشرق الأوسط، وتوقف موجات الإرهاب والتغلغل الذي تقوده الجماعات الأصولية والمتطرفة. وجاءت الخطوة بعد الإعلان عن معاهدة السلام بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، التي تضمنت وقف إسرائيل مخطط ضم أراض في الضفة الغربية الفلسطينية. وكتب ترامب في تغريدة على «تويتر» في وصف الاتفاق: «خطوة تاريخية جديدة اليوم! الدولتان الصديقتان العظيمتان إسرائيل ومملكة البحرين توصلتا لاتفاق سلام. ثاني دولة عربية تعقد السلام مع إسرائيل في 30 يوماً».

وذكر مستشار الرئيس الأمريكي، غاريد كوشنر أنَّ اتفاق إسرائيل والبحرين سيشمل فتح سفارتين، وعقب أنَّ هناك مفاوضات مع مختلف دول المنطقة لتقريب الشعوب من بعضها.

رحيل مؤلم

ويعد رحيل الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء السابق في 11 نوفمبر عن عمر يناهز 84 عاماً، حدثاً محزناً للبحرينيين والعرب، بعد مسيرة مضيئة من العطاء والانجاز والتنمية، تجاوزت نصف القرن. وعلى أثر ذلك كلف عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة نجله ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة برئاسة مجلس الوزراء، والذي أكد بدوره السير قدماً على نهج التطوير الذي اختطه الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لما فيه من مصلحة البحرين في حاضرها ومستقبلها، من تنمية ورخاء وأمن واستقرار، مؤكداً أن مسيرة الإصلاح والتطوير يجب أن تتناسب مع خصوصية ومتطلبات المجتمع البحريني.

ويتولى ولي العهد البحريني رئاسة الوزراء متسلّحاً بخبرات كبيرة اكتسبها عبر تولي العديد من المناصب، من بينها ولاية العهد على مدار 21 عاماً، ونائب القائد الأعلى منذ يناير 2008، ونائباً أول لرئيس مجلس الوزراء منذ العام 2013.

ومنذ اشتغاله بالعمل العام تقلد الأمير سلمان بن حمد العديد من المناصب العسكرية والاقتصادية والسياسية، واضطلع بدور مهم في تعزيز أمن الخليج والسلام والتنمية المستدام في المنطقة، وعمل مجلس التنمية الاقتصادي الذي يرأسه على إطلاق رؤية البحرين الاقتصادية 2030.

مواجهة «كورونا»

وكانت بداية الأحداث المهمة لحصاد 2020 تسجيل وزارة الصحة البحرينية أول إصابة بفيروس كورونا في 24 فبراير 2020 لمواطن بحريني قادم من إيران، لتتخذ المملكة على إثر ذلك إجراءات احترازية ووقائية غير مسبوقة، خصوصاً للقادمين من الخارج.

ووجه ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة الذي يرأس اللجنة التنسيقية إلى عدد من المبادرات المهمة ساعدت على احتواء الفيروس وخفضت معدل الإصابات بشكل كبير، وسط إشادة من منظمة الصحة العالمية.

4

بادر عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة بإطلاق سلسلة من الحزم الاقتصادية الضخمة للحد من تأثير جائحة كورونا والتي تخطت 4 مليارات دينار، شملت دفع رواتب البحرينيين العاملين في القطاع الخاص لستة شهور قبل أن تجدد بمعدل النصف لاحقاً. كما سددت الحكومة البحرينية فواتير الكهرباء والماء عن الأسر البحرينية لستة شهور، وتم وقف أقساط القروض البنكية والحكومية لفترة مماثلة، ودعم الشركات والمؤسسات التجارية المتضررة، وتقديم الخدمات العلاجية للأجانب وتجديد التأشيرات والاقامات مجاناً.