عام النصر الدبلوماسي للصحراء المغربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكل عام 2020 محطة مهمة في تاريخ الدبلوماسية المغربية التي حققت نصراً كبيراً للصحراء المغربية، والتي تجسدت خلال الأشهر الأخيرة بتفاعل عربي ودولي أكد دعم المجتمع الدولي الكامل والصريح لمغربية الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي التي اقترحتها الرباط، حيث افتتحت دول عربية، على رأسها دولة الإمارات، قنصليات في مدينة العيون المغربية، كما اعترفت الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه، ومصداقية المقترح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي. فضلاً عن البعد السياسي والقانوني للقرار الأمريكي، فهو أيضاً يحمل بعداً اقتصادياً يعبّر عن رغبة واشنطن في الاستفادة من البعد الاستراتيجي للموقع الجغرافي للمغرب، والعمل مع المغرب باعتباره فاعلاً استراتيجياً في المنطقة، وتجلى أيضاً في معاهدة السلام مع إسرائيل برعاية أمريكية التي تجعل الرباط قطباً بعلاقات إقليمية متعدد الأطراف بالنظر للموقع الاستراتيجي للمغرب بين العالم العربي وأفريقيا وأوروبا.

الدبلوماسية المغربية نجحت في ظل سيناريو شديد التعقيد في الدفاع عن وحدتها الترابية، والتأكيد على أن التسوية الوحيدة الممكنة هي تلك التي يضمنها مخطط الحكم الذاتي، ويؤكد محللون أن القرار الأمريكي ستعقبه قرارات مماثلة لبلدان أخرى كما أن العلاقات المغربية- الأمريكية ستتعزز أكثر من خلال فتح الولايات المتحدة قنصلية في مدينة الداخلة، لتكون فاعلاً وشريكاً تنموياً في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وكذا في استقرار المنطقة مما سيضع المغرب في صلب المبادلات التجارية بين أفريقيا وأوروبا وأمريكا، بما يعزز ويؤكد الموقع الاستراتيجي المتميز للرباط.

هذا التتويج لم يأتِ صدفة، بل كان ثمرة نجاحات سابقة، منذ العودة الموفقة لحضن الاتحاد الأفريقي والمجهودات التنموية الكبيرة بالأقاليم الجنوبية، وتعززت بالاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، حيث انتقلت المغرب من مرحلة تحصين المكتسبات بخصوص القضية الوطنية، إلى مرحلة فرض واقع جديد، قوامه اعتراف دولي متزايد بمشروعية مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي ومستدام لهذا النزاع، وتأكيد على عدالة الموقف المغربي المبني على الحق والتاريخ في قضيته الوطنية.

وقد تم افتتاح 16 قنصلية وهيئة دبلوماسية من دول أفريقية، والقنصلية العامة لدولة الإمارات في العيون والقنصلية العامة لمملكة البحرين في العيون، في إطار دعمها الواقعي والصريح للوحدة الترابية للمغرب، وهو ما يقوي افتخار واعتزاز كل مكونات الشعب المغربي بحكمة وصواب رؤية العاهل المغربي الملك محمد السادس.

Email