«الهولوغرام» من خيال علمي إلى تقنية ملموسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ظل ما تحمله التغيرات المتسارعة في عالم اليوم، من تطورات كبيرة وقفزات نوعية في القطاعات الحيوية الأكثر أهمية للإنسان، تبرز تقنية التجسيد الضوئي «الهولوغرام» كدليل على بلوغ التقدم التكنولوجي ذروته.

وخلال فعاليات القمة العالمية للحكومات، خاطب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، أمس، المشاركين فيها باستخدام تكنولوجيا «هولوغرام».

وقطعت تلك التقنية الحديثة شوطًا طويلًا منذ أن أوصلت الأميرة ليا رسالتها الهولوغرامية إلى لوك سكايووكر وأوبي - وان كينوبي في فيلم «حرب النجوم» الشهير، إذ تحولت تلك التقنية خلال الأعوام الماضية من خيال علمي إلى تقنية ملموسة وابتكار ثلاثي الأبعاد، بدءاً من طاولات الهولوغرام وصولا إلى هولوغرام ذكي مزود بذكاء اصطناعي.

وتتيح تلك التقنية إمكانيّة مشاهدة الجسم ورؤيته من كل الاتجاهات من خلال التداخل الإيجابي لموجات الليزر وإنشاء موجات أمامية مواجهة للصورة تعمل على إظهارها بشكل مجسم، حيث تحمل طيفاً من الألوان ثلاثية الأبعاد يوحي إلى المشاهد أن الجسم موجود بالفعل في مكان هذا الطيف وكأنه تجسيد حقيقي للواقع.

وتمتلك هذه التقنية خاصية فريدة تمكن من إعادة تكوين صور الأجسام ثلاثية الأبعاد وكأنها أنوار في الهواء بملامح واضحة فرغم أنه لا يوجد مصدر ضوئي أو شعاع أو حتى سطح لينعكس عليه الضوء إلا أنها تقوم بعرض الجسم في صورة وكأنه الجسم الحقيقي نفسه كظهور سلحفاة أو نمر أو إنسان.

ويعد الليزر أنقى ضوء عرفه الإنسان، فلكل موجات الليزر التواتر ذاته، وعندما يلتقي شعاعا ليزر، يولدان شبكة تداخل معقدة، ويمكن تسجيل هذه الشبكة على لوحة تصوير، وهذا التسجيل هو ما يسمى بالهولوغرام.

وشهدت فعاليات القمة العالمية للحكومات هذا العام بحضور نخبة من المسؤولين الحكوميين والخبراء الدوليين والمتخصصين في مختلف قطاعات التنمية ومن ضمنها قطاع التعليم والمعرفة، استخدام تقنية «الهولوغرام»، ضمن تطبيقات التعلّم الرقمي لملء الفجوات لدى كل طالب بتقديم ما يحتاجه من معلومات.

وتطوير مهاراته عبر خوض تجارب تعليمية افتراضية شاملة، وتوفير ما ينقصه من مراجع وأبحاث، وطرح أسئلة أساسية عبر شبكة الإنترنت عبر تلك التقنية التي يتم برمجتها للتعامل مع كم من الأسئلة ذات الإجابات المحددة.

وفي نوفمبر الماضي اتخذت جامعة «إمبريال كوليدج لندن» البريطانية خطوة جديدة في النظام التعليمي، وهي الاستعانة بتقنية الصور التجسيدية ثلاثية الأبعاد «هولوغرام» للأساتذة، دون حضورهم إلى الجامعة لإلقاء المحاضرات.

ويمكن لهذه التقنية أن تظهر طيف الأساتذة من أماكنهم لقلب قاعة المحاضرات أمام الطلاب، دون أن يحضروا بأنفسهم إلى الجامعة، لتعتبر جامعة «إمبريال كوليدج» هي أولى الجامعات التي تستخدم هذه التقنية في العالم.

وقد أثار ظهور الفنانة المصرية الراحلة أم كلثوم الشهر الماضي بتقنية «الهولوغرام» تفاعلًا كبيرًا بين الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أحيت حفلًا قدمت فيه 4 أغنيات بارزة من مسيرتها الحافلة بالغناء في مهرجان شتاء طنطورة الثقافي بمدينة العلا السعودية. وربما تمتد تقنية الهولوغرام التفاعلي لتلعب دورًا كبيرًا في مجالات أخرى، كأن تُستخدم في الطب للتصوير المتقدم، لإعطاء نظرة محسنة وشاملة لجسم الإنسان.

Email