350 دولاراً لتصبح مثل مدرب الأسود الثلاثة

ت + ت - الحجم الطبيعي

«من زيرو إلى هيرو»، أو «من صفر إلى بطل».. هكذا كان العنوان الذي استخدمه كثيرون لوصف رحلة غاريث ساوثغيت، المدير الفني للمنتخب الإنجليزي لكرة القدم، من الصفر إلى أن أصبح كنزاً وطنياً، حيث يستعد الفريق لخوض مباراة صعبة اليوم قد تضع فريقه في نهائي المونديال الروسي. ووسط خلافات وتقسيمات البريكست، أصبح غاريث ساوثغيت، المدير الفني للمنتخب الإنجليزي لكرة القدم، نموذجاً في إنجلترا الجديدة.


ويطمح ساوثغيت (47 عاماً) إلى قيادة المنتخب الإنجليزي للفوز على نظيره الكرواتي اليوم في العاصمة الروسية موسكو بالدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم 2018 بروسيا، ليتأهل إلى المباراة النهائية للبطولة، المقررة يوم الأحد المقبل.


350 دولاراً
وفي مقابل 264 جنيهاً إسترلينياً (350 دولاراً)، يمكنك أيضاً أن تبدو مثل ساوثغيت.


كثير من الناس يرغب في هذا، يبدو الأمر هكذا. إذا كنت تعيش في إنجلترا، يمكنك أن تحصل على بدلة ومعطف ورباط عنق ساوثغيت من أي متجر كبير بالقرب منك. وتصل نسبة التنزيلات على المعطف نحو 35 بالمئة. وأثار النجاح غير المتوقع للمنتخب الإنجليزي والطريقة الرائعة التي قاد بها ساوثغيت الفريق، مقارنة مع الانقسامات التي تسبب بها البريكست «خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي».

وذكرت صحيفة «ذي صن»، أن تيريزا ماي، قارنت نفسها بساوثغيت في محاولة لتوحيد حكومتها المتصدعة.


ونقلت الصحيفة عن ماي قولها: «في بيئة أخرى، لدينا مجموعة من الأشخاص الذين قال الجميع إنهم أفراد لا يرغبون في اللعب معاً كفريق واحد، ولكنهم اجتمعوا معاً ويعملون بشكل جيد».
وقبل عامين فقط، تلقى المنتخب الإنجليزي لطمة قوية وسقط أمام المنتخب الأيسلندي في دور الستة عشر لـ«يورو 2016» بفرنسا، وذلك بعد أيام قليلة من صدمة الاستفتاء الذي اختار فيه البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي.


وأثار هذا بعض الدعابات والمزح عن قدرة إنجلترا على الخروج الأوروبي مرتين في غضون أسبوع واحد.


شكوك
وبعدها، تولى ساوثغيت مسؤولية تدريب الفريق وسط كم هائل من الشكوك بشأن مستقبل الفريق، نظراً لعدم خبرته، علماً بأنه تولى تدريب الفريق خلفاً للمدرب سام ألارديس الذي قضى مع الفريق فترة قصيرة للغاية.


وأحدث ساوثغيت ثورة هادئة في صفوف الفريق، وبزغ نموذج جديد لتخفيف الضغوط. وذكرت صحيفة «ذي نيو ستيتسمان» السياسية الأسبوعية: «بعد مرارة وانقسامات استفتاء البريكست، أظهر ساوثغيت، من خلال وقاره وتواضعه، وجهاً مختلفاً إلى العالم، وجهاً قد نطلق عليه بدايات إنجليزية جديدة تقدمية».
كما أصبح ساوثغيت حاضراً بقوة في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نال الكثير من الإشادة لدى مستخدمي هذه الوسائل.


وعلى أرض الملعب، قطع المنتخب الإنجليزي بقيادة ساوثغيت شوطاً كبيراً وطريقاً طويلاً للتخلص من الأشباح التي طاردت الفريق في الماضي، من خلال الفوز بركلات الترجيح في كأس العالم للمرة الأولى بعد العديد من الهزائم المؤلمة.


التخلص من العقدة
وتخلص ساوثغيت نفسه من صدمة ركلات الترجيح التي حاصرته منذ سنوات، حيث سبق لحارس المرمى الألماني أندرياس كوبكه التصدي لركلة الترجيح التي سددها ساوثغيت في مباراة المنتخبين بالمربع الذهبي ليورو 1996.


وساعدت الدروس التي تعلمها ساوثغيت من هذه المواجهة السابقة مع المنتخب الألماني، المنتخب الإنجليزي على اجتياز العقبة الكولومبية في دور الستة عشر بالمونديال الحالي.


مع كل خطوة، من اختيار الفريق إلى اختيار الخطط والطريقة التي يتعامل بها مع وسائل الإعلام، أظهر ساوثغيت هدوءاً وقرارات عقلانية، وأظهر أن هناك العديد من أساليب القيادة. وينتظر أن يواصل ساوثغيت العمل بأسلوبه نفسه، الذي قد يقود الفريق إلى المباراة النهائية على استاد «لوجنيكي»، الأحد المقبل إذا تغلب على نظيره الكرواتي اليوم.

Email