«أحفاد الفايكينـغ» كابوس يطـارد «الأسود الثلاثة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان واضحاً أن المنتخب الإنجليزي يريد أن يتجنب مواجهة المنتخب البرازيلي على الأقل في ربع النهائي، ذلك الأمر كان جلياً جداً من الطريقة التي لعب بها المنتخب الإنجليزي أمام نظيره البلجيكي في اليوم الأخير من المجموعة السابعة، عندما قبل بالخسارة بهدف مقابل لا شيء، لينجح مؤقتا في مسعاه في التقدم في المونديال، واجتياز عقبة دور الستة عشر، التي لازمته في البطولات الكبرى الأربعة الأخيرة، ما بين المونديال وأمم أوروبا، ونجح المنتخب الإنجليزي في تخطي عقبة كولومبيا بالضربات الترجيحية، في مرة نادرة جدا ينجح فيها الأسود الثلاثة في التفوق بهذا الأسلوب، الذي شكل عقدة للمنتخب الإنجليزي أجبرت الجهاز الفني الحالي على الاستعانة بطبيب نفسي يجهز اللاعبين فقط للتعامل مع الركلات الترجيحية من نقطة الجزاء، ولكن بعد نجاح هذا الأمر وجد المنتخب الإنجليزي نفسه أمام كابوس أحفاد الفايكينغ، المنتخب السويدي الذي شكل عقدة كبرى للأسود الثلاثة خلال آخر 50 عاما من مواجهات المنتخبين، وخاصة في مواجهات المنتخبين في تصفيات ونهائيات المونديال. ويا لها من مسافة طويلة قطعها المنتخب السويدي في مواجهاته المباشرة مع نظيره الإنجليزي الذي سيلتقيه مجدداً بعد غدٍ السبت في ربع نهائي مونديال روسيا 2018.

أول لقاء

ففي الحادي والعشرين من مايو 1923، كانت المواجهة الأولى بين المنتخبين، وخرجت إنجلترا سيدة الكرة في ذلك الوقت منتصرة بسهولة 4 – 2، وشكر صاحب الضيافة للأسود الثلاثة الاكتفاء بأربعة أهداف فقط في مرماه، في اللقاء الذي جرى حينها في استاد ستوكهولم، والذي شهد أيضا آخر مواجهات المنتخبين، وكانت في 14 نوفمبر 2012، وعرفت النتيجة نفسها، ولكن هذه المرة لصاحب الأرض، الذي كرس في ذلك اليوم عقدته للمنتخب الإنجليزي، الذي عرف انتصارين فقط على المنتخب السويدي، منذ فوزه 3 – 1 في لقاء ودي قبل 50 عاماً من الآن بالتحديد، وطوال هذه الفترة التقى الأسود الثلاثة وأحفاد الفايكينغ في 15 مواجهة ما بين رسمية وودية، ونجح المنتخب الإنجليزي في تحقيق الفوز مرتين فقط، خلال أمم أوروبا 2012، وقبلها في لقاء ودي في العام نفسه بهدف وحيد في لندن، وظل المنتخب الإنجليزي يتنقل من تعادل إلى خسارة أمام عقدته في نصف قرن المنتخب السويدي.

وقبل مونديال 2002، التقى الأسود الثلاثة وأحفاد الفايكينغ ودياً، في مباراة كان مخططا لها قبل أن تجرى قرعة المونديال، وبعد انتهاء المباراة بالتعادل 1 - 1 في نوفمبر 2001، قال السويدي زفين غوران أريسكون مدرب المنتخب الإنجليزي الذي كان يحلم بفك العقدة السويدية، فشلنا في الفوز عليهم في هذا اللقاء، ولكن يمكننا أن «نخفف» من العقدة في المونديال، حيث جاء المنتخبان في مجموعة واحدة، وكانت إنجلترا تحلم أن يقودها المدرب السويدي الخبير إلى فك عقدة منتخب بلاده، ولكن كما هي العادة فشل المنتخب الإنجليزي الذي قهر الأرجنتين في تلك المجموعة من الفوز على السويد، واكتفى بالتعادل بهدف لمثله، ثم جاء التعادل مرة أخرى 2 - 2، في مونديال 2006 في ألمانيا.

24

وطوال التاريخ وبداية من مايو 1923 التقى الأسود الثلاثة، وأحفاد الفايكينغ في 24 مناسبة، كان الفوز فيها للمنتخب الإنجليزي في 8 مناسبات مقابل 9 تعادلات و 7 خسائر، ورغم أن الظاهر يشير إلى تفوق طفيف للمنتخب الإنجليزي على نظيره السويدي في المواجهات المباشرة، لكن الحقيقة غير ذلك تماما، ستة من هذه الانتصارات الثمانية جاءت في بدايات مواجهات المنتخبين، وكان آخر هذه الانتصارات الست قبل 50 عاما من الآن، بينما عرفت الفترة الأخيرة تفوقا للمنتخب السويدي، وهي الفترة التي شهدت ارتفاع انتصارات أحفاد الفايكينغ من انتصارين حتى 28 أكتوبر 1959، إلى سبع انتصارات آخرها، المواجهة الأخيرة بين المنتخبين التي جرت في ستوكهولم في 14 نوفمبر 2012.

تخلص المنتخب الإنجليزي، أو لنقل عرف الأسود الثلاثة الفوز عبر الضربات الترجيحية من نقطة الجزاء أخيراً، بعد الإخفاق في مونديال 1990 أمام ألمانيا، ثم الأمر نفسه أمام المنتخب الألماني في أمم أوروبا 1996، التي استضافتها إنجلترا، وأهدر الضربة الحاسمة فيها غاري ساوثغيت المدرب الحالي للمنتخب، ثم تكرر الأمر في أمم أوروبا 2004 أمام البرتغال المستضيفة، والتي عرفت أيضا الفوز على المنتخب الإنجليزي بالأسلوب نفسه في مونديال 2006 في ألمانيا.

عموما هي كرة القدم، التي لا تعترف بالمستحيل، ولا تكتفي بالمفاجآت، خاصة في هذا المونديال، ولكن هل ينجح المنتخب الإنجليزي في التخلص من عقدتين على التوالي في البطولة نفسها.

لا يبدو الأمر مستحيلاً، ولكن حتما هناك الكثير من الصعوبات التي ستقف في وجه المنتخب الإنجليزي الطامح في الوصول إلى المربع بعد غياب منذ مونديال إيطاليا 1990، فالمنتخب السويدي، أثبت قدرات عالية، وهو من نوعية المنتخبات التي لا تكل من العمل، وتعرف كيف تواجه المنافس، حيث أظهر المنتخب السويدي قدرات تكتيكية رائعة خلال البطولة الحالية، وكان يتعامل بنجاح مع كل مباراة، وحتى مباراة ألمانيا الوحيدة التي خسرها في هذا المونديال، جاءت بخطأ في آخر لحظات المباراة.

بطل قوي

وفي أول ردة فعل للصحافة البريطانية على النتيجة، اعتبرت صحيفة الصن حارس المرمى جوردان بيكفورد بطلاً قومياً، ونشرت تقريرا عن لاعب إيفرتون منذ ولادته والمراحل التي مر بها، وركزت على طريقة الاحتفال التي قام بها حيث حاكى طريقة احتفال الدون كريستيانو رونالدو، كما اعتبرت تصديه لركلة الترجيح التي نفذها باكا بمثابة الرد المباشر على الحارس البلجيكي تيبو كورتوا، الذي سخر من بيكفورد، بعد هدف يانوزي في مواجهة المنتخبين في المجموعة السابعة، حيث قال حارس مرمى تشيلسي ومنتخب بلجيكا: كيف لإنجلترا أن تعتمد على حارس بهذه الحجم الضئيل والقامة القصيرة، واعتبرت صن هذا التصدي الرائع ردا مباشرا وحاسما لحارس مرمى منتخب بلجيكا.

Email