ركلات الترجيح بلا أنياب في غياب الألمان

خبر سار لـ 16 فريقاً في المونديال

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تنطلق اليوم فعاليات الأدوار الإقصائية في بطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم بروسيا، تلوح معها في الأفق إمكانية أن تحسم ركلات الترجيح مصير أي فريق في هذه البطولة.

وحتى أعظم اللاعبين المحترفين يمكنهم الإخفاق في تصويب ركلات الجزاء وركلات الترجيح، إلا إذا كان ألمانيا.

«ركلات الترجيح من نقطة الجزاء».. هذه هي التسمية الرسمية التي يستخدمها الاتحاد الدولي للعبة «فيفا» لوصف ركلات الترجيح التي تحسم المباريات التي ينتهي وقتها الأصلي والإضافي بالتعادل، التي تمنح ثوب البطولة للاعب الذي يهز الشباك، أو الحارس الذي يتصدى للكرة، فيما تمنح من يخفق في تصويبها صفة الفشل.

ولكن ما يسعد المنتخبات الـ 16 المتأهلة للدور الثاني في المونديال الحالي بالتأكيد هو أنه مهما حدث لأي منها، فركلات الجزاء صارت بلا أنياب مخيفة، لأنه لن يلتقي فيها المنتخب الألماني «مانشافت»، الذي خرج من الدور الأول للبطولة، لا سيما أن المنتخب الألماني لم يسبق له الخروج من المونديال بركلات الترجيح منذ بدء تنفيذ هذه الفكرة، ويبدو هذا لكونها ابتكاراً ألمانياً.

ويعود ابتكار فكرة ركلات الترجيح قبل 40 عاماً إلى مصفف شعر سابق وحكم كرة قدم من فرانكفورت يدعى كارل فالد (توفي في 2011).

وقال فالد ذات مرة: «كان لدي دائماً شعور بأنني على صواب.. إنها الطريقة الوحيدة للحصول على نتيجة رياضية فعلية. كل شيء آخر لم يكن حلاً بالفعل».

ومن يدري ماذا كان سيصبح رأي فالد بشأن قاعدة اللعب النظيف التي أطاحت بالسنغال من المونديال الروسي، ودفعت بالمنتخب الياباني إلى دور الستة عشر؟!

وقبل ابتكار فالد فكرة ركلات الترجيح، كانت المباريات التي تنتهي بالتعادل بعد الوقت الإضافي تحسم غالباً من خلال إجراء قرعة بين الفريقين.

وعلى الأقل، يتفق ضحية واحدة للقواعد القديمة مع فالد على الإطلاق، وهو هانيس لور نجم المنتخب الألماني السابق. وقال لور: «لم يكن لها أي علاقة مع كرة القدم. كانت مثل اليانصيب بكل بساطة»، مستشهدا باللقاء الأسطوري في نهائي كأس أوروبا عام 1965 بين ناديه كولون الألماني، وليفربول الإنجليزي.

وفي هذه المواجهة، انتهت كل من مباراتي الذهاب والإياب بالتعادل السلبي، كما انتهى اللقاء الفاصل بين الفريقين على أرض محايدة بالتعادل 2 - 2 بعد الوقت الإضافي.

ولهذا، قذف الحكم بعملة معدنية هبطت منتصبة على الملعب الموحل، وأعطى الوجه الثاني الانتصار لليفربول.

وواجه فالد، الذي حصل على رخصة التحكيم في 1936، وأدار أكثر من 1000 مباراة على مدار 40 عاماً، مقاومة لفكرته في البداية.

ومنع مسؤولو الاتحاد البافاري للعبة تنفيذ الفكرة عندما قدمها في 1970، ولم يوافقوا إلا بعد أن أكد معظم أعضاء الاتحاد ترحيبهم بهذا الابتكار. وبعدها بفترة قصيرة، بدأ الاتحاد الألماني تنفيذها، ثم تبعه الاتحاد الأوروبي للعبة «يويفا». وأخيراً وافق الفيفا في 1976 على تطبيق الفكرة.

وكانت أول بطولة كبيرة تحسم من خلال ركلات الترجيح هي بطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 1976»، عندما خسر المنتخب الألماني أمام نظيره التشيكوسلوفاكي في النهائي عندما أطاح أولي هونيس بالكرة عالياً في المباراة النهائية في بلجراد.

وكانت أول مباراة في بطولات كأس العالم تحسم عبر ركلات الترجيح هي المباراة بين المنتخبين الألماني والفرنسي في الدور قبل النهائي لمونديال 1982 بإسبانيا، وفاز فيها المانشافت.

ومنذ ذلك الحين لم يخسر المنتخب الألماني أي مباراة في بطولات أمم أوروبا وبطولات كأس العالم بركلات الترجيح.

ولكن المانشافت لن يستطيع تقديم حلقة جديدة في هذه السلسلة خلال المونديال الحالي بعدما ودّع المونديال بشكل مفاجئ من الدور الأول.

ومنذ مونديال 1982 حتى 2014، شهدت بطولات كأس العالم 26 مباراة حسمت بركلات الترجيح، ولكن كان منها مباراتان نهائيتان فقط، وذلك في نسخة 1994 بالولايات المتحدة عندما تغلب المنتخب البرازيلي على نظيره الإيطالي، وفي نسخة 2006 بألمانيا عندما تغلب المنتخب الإيطالي على نظيره الفرنسي.

Email