تقنية «الفيديو»..جدل محتدم منذ البداية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أثار تطبيق تقنية «الفيديو» في نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم الجارية في روسيا، جدلاً محتدماً رغم أن التجربة تطبق أول مرة في المونديال، وهذا ما ظهر جلياً في مباراتي فرنسا وأستراليا من جهة، والبرازيل وسويسرا من جهة ثانية، وما رافق المباراتين من تناقضات واضحة ذهبت إلى حد اعتبار «الديوك» المستفيد الأول من تطبيق التقنية على حساب «الكنغارو»، فيما لم يستفد راقصو «السامبا» من نفس التقنية لعدم تطبيقها أصلاً في حسم الجدل حول هدف التعادل لسويسرا! علي حمد الحكم الدولي الإماراتي السابق، المعروف بموقفه المؤيد لتطبيق تقنية «الفيديو»، كشف النقاب عن أن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، قد ألزم حكام مباريات مونديال روسيا 2018 حتمية عدم المكابرة في التمسك بالقرار عندما تكون الحالة فيها خطأ كبير وجسيم يضر بمصلحة أحد طرفي المباراة، لافتاً إلى أن «فيفا»، أقام قبل انطلاق المونديال، 3 «ورش» في دبي وإيطاليا وروسيا حول تطبيق تقنية «الفيديو» تحديداً، وما يمكن أن يرافقها من شد وجذب حول القرارات التي يتخذها الحكم وفقاً لما تظهره تلك التقنية.

وأوضح حمد قائلاً: هناك مبدأ أساسي جداً في تطبيق تقنية «الفيديو»، يتمثل في أن احتساب الهدف في مباراة ما لا يعني إعادة تقييم مستوى التحكيم في تلك المباراة، بقدر ما أنه عملية تصحيح لخطأ واضح وكبير له آثار جسيمة على تغيير اتجاه المباراة، وربما نتيجتها النهائية، وخصوصاً إذا ما انتهت تلك المباراة على ذلك الهدف محل الجدل.

وأضاف حمد قائلاً: شهد مونديال روسيا تطبيق تقنية «الفيديو» وكانت مؤثرة بشكل كبير في مباراتي فرنسا وأستراليا، وصربيا والبيرو، وفي كلا المباراتين، لعبت التقنية دوراً حاسماً في تحديد وجهتي المباراتين ونتيجتهما النهائية بفوز فرنسا بهدفين لهدف، وصربيا بهدف من دون رد، بعدما انصاع حكما المباراتين للتقنية في حتمية تعديل قرارتهما حول حالات كبيرة وجسيمة ومؤثرة من دون أدنى مكابرة من أي منهما، وهذا ما يريده «فيفا» وطالب وألزمه جميع حكام البطولة.

وعن رؤيته لعدم لجوء حكم مباراة البرازيل وسويسرا إلى تطبيق تقنية «الفيديو» على حالة واضحة، أجاب حمد بالقول: أعتقد «كان» على حكم مباراة البرازيل وسويسرا أن يلجأ إلى تطبيق تقنية «الفيديو» في حالة الهدف السويسري، ولو أن الحكم لجأ إلى التقنية لما ظهرت كل هذه التحليلات التي أشارت إلى الحالة، وإلى حتمية اللجوء إلى تقنية «الفيديو».

وشدد حمد على أن تقنية «الفيديو» تضفي الكثير من مقومات العدالة على قرارات حكم مباراة ما، وخصوصاً عندما تكون هناك حالات كبيرة وجدلية.

ولفت حمد إلى أن تقنية «الفيديو» في مباريات كرة القدم تشبه إلى حد كبير حال طالب تتاح أمامه فرصة أخيرة لتحقيق النجاح في درس ما في الدور الثاني من خلال إجراء امتحان آخر، مشدداً أن الجدل المحتدم في مونديال روسيا بشأن تطبيق تقنية «الفيديو»، ناجم عن سببين رئيسيين، الأول يتمثل بكون التجربة تطبق أول مرة في نهائيات كأس العالم، والثاني يتعلق بحقيقة أن تطبيق التقنية يؤدي إلى تغيير مسار ونتيجة مباراة ما.

ودعا علي حمد إلى ضرورة عدم تمسك الحكم بقراراته تجاه الحالات الجدلية الكبيرة والمؤثرة، وعليه الانصياع لمنطق تقنية «الفيديو» في حال وجود خطأ كبير، معتبراً تمسك بعض الحكام بقراراتهم في الحالات الجدلية، سلوكاً بشرياً طبيعياً يعود في الأساس إلى رغبة الإنسان في التحكم والتفرد بالأشياء الموكل قيادتها له تحديداً.

Email