المجانين اختاروا نصب خيام بالقرب من الاستاد

7 مخاطر تهدد حفل افتتاح المونديال اليوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواجه افتتاح مونديال البرازيل 2014 على ملعب أرينا كورينثيانز، بمدينة ساو باولو اليوم، 7 مخاطر قد تفسد رونقه، ولا تدعه يظهر بالصورة المتميزة وفق المقاييس والمعايير المطلوبة، التي حددها الاتحاد الدولي لكرة القدم، من أجل تنظيم العرس الكروي الأكبر والأهم في العالم، خاصة أن المخاوف والمخاطر في المونديال هذه المرة كبيرة وغير متوقعة، لا سيما أن البرازيل البلد المضيف لم تصل بعد إلى مرحلة الاستعداد الكامل لاستضافة النهائيات، بل داهمها وقت الانطلاقة..

وهي لم تنته بعد من بناء بعض الملاعب، المخاطر السبعة قنابل موقوتة في أولى مباريات المونديال وما بين الاختناق المروري والإضرابات المالية، وبوابات الدخول، وعدم الانتهاء من الملاعب تدور حكايات، لكنها ستنتهي بالتأكيد مع صافرة البداية للقاء الافتتاح بين البرازيل وكرواتيا.

المرور

تعاني مدينة ساو باولو من الاختناق المروري بدرجة كبيرة، وهو الأمر الذي تسبب في بطء حركة التنقل بين ضواحيها، فالذهاب من منطقة إلى أخرى تبعد عنها 5 كليو مترات فقط يحتاج إلى 45 دقيقة على الأقل، فالشوارع مزدحمة على مدار الـ 24 ساعة بالسيارات والحافلات والشاحنات، وهو ما يجعل حركة السير بطيئة للغاية، ويجعل مهمة وصول جماهير المباراة الافتتاحية في المونديال في غاية الصعوبة..

وقد يحتاج الأمر إلى5 ساعات وربما أكثر، ولعل الزيارة الأخيرة التي قامت بها « البيان الرياضي» إلى الملعب ذاته قبل يومين استغرقت ساعتين، فماذا عن يوم الافتتاح نهائيات كأس العالم في مدينة تمثل العاصمة الاقتصادية للبرازيل، ويبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة،..

لذا فقد قرر عدد كبير من مجانين الكرة في البرازيل أنهم يعتزمون قضاء ليلتهم بجانب ملعب المباراة الافتتاحية حتى يجنبوا أنفسهم مشقة الزحام في الطريق، الذي ربما يؤدي في ما بعد إلى تفويت فرصة الحضور عليهم. وليس البرازيليون وحدهم من قرر المبيت في الملعب، بل اختار عدد آخر من السياح الأوروبيين الفكرة نفسها، واستنجدوا بشركة هولندية متخصصة في نصب الخيام لتجهز لهم خيمة خاصة يقضون بهما ليلة افتتاح مونديال السامبا.

وأكد ممثل الشركة الهولندية، أن شركته تختار التظاهرات الكبرى سواء الرياضية أو السياسية أو الثقافية في أي بلد في العالم، ومن ثم يتم اتخاذ قرار السفر إلى البلد المعني بتلك التظاهرة الكبيرة، ويعرض خدماته على الزبائن عن طريق توفير خيام تكفي قضاء أيامهم القليلة بها، وتجنبهم في الوقت ذاته غلاء تكاليف الإقامة في الفنادق.

إضرابات

وبعيداً عن الأزمة المرورية الخانقة، يخشى المونديال البرازيلي طعنة أخرى قد يتلقاها من الداخل، وتتمثل في التظاهرات التي تقوم بها نقابات عمال المواصلات خاصة العاملين في قطاع المترو، الذي يمثل وسيلة المواصلات الأولى في مدينة ساو باولو..

حيث يلجأ إليه الجميع تفادياً للازدحام المروري الخانق في الشوارع، كما أن اللجنة المنظمة للمونديال تعتمد عليه وسيلة انتقال أساسية لنقل الجماهير إلى الملعب لدرجة أنها ربطته بخط خاص يضمن الوصول إليه مباشرة، ويرى الكثيرون أنه في حال اتخاذ قرار الإضراب عن العمل اليوم قبل انطلاقه مباراة الافتتاح، ستزداد مشكلة المواصلات تعقيداً، وسيصبح الوصول إلى أرينا كورينثيانز أشبه بالمعجزة.

 الازدحام المروري هاجس الجماهير للوصول إلى أرينا كورينثيانز

لا يستبعد اليوم أن يستغل المعارضون لتنظيم المونديال الأضواء المسلطة على البرازيل والمباراة الافتتاحية، من أجل التظاهر أمام الملعب أو بالقرب منه وهو ما سيزيد من تعطيل حركة السير.

ومن سوء حظ البرازيل واللجنة المنظمة للحدث أن الملعب يقع في قلب الأحياء السكنية، التي تعاني من الفقر والحرمان والأزمة الاقتصادية الخانقة، وهو ما دعاهم إلى رفض تنظيم المونديال منذ البداية، ويؤكدون أن ما تم صرفه من أموال تخطت الـ11 مليار دولار كان أجدى بها أن يتم صرفها في تحسين أوضاعهم المعيشية، وانتشالهم من حالة الفقر المدقع.

اكتمال الملعب

ولعل أكثر ما يؤرق المنظمون، أنه قبل يومين فقط من انطلاقه المونديال، لم يتم الانتهاء بشكل كامل من جاهزية الملعب، و زالت ساحاته الخارجية تتراكم بها بقايا الأشغال ومواد الطلاء، والسؤال الذي يدور الآن بخلد كل من يتابع الحدث من ساو باولو، هل نجحت لجنة التنظيم في الانتهاء من ما تبقى من أعمال خلال الـ 24 ساعة الماضية أم أن الفشل سيصبح هو الأقرب، مباراة اليوم الافتتاحية هي الوحيدة التي سيكون لديها الإجابة عن هذا السؤال.

الإنترنت

للمرة الأولى في تاريخ بطولات كأس العالم، وخاصة التي تم تنظيمها عقب الثورة الهائلة في عالم الاتصالات، ستقام مباراة افتتاح المونديال على ملعب غير مجهز بالإنترنت، وهو ما سيكون له انعكاسات سلبية بالتأكيد على سرعة وصول صورة البلد المنظم والاتحاد الدولي لكرة القدم إلى العالم بالشكل الذي يريده بلاتر، ويخدم إمبراطوريته الكروية..

وهو الأمر الذي دعا ممثلو الصحافة العالمية إلى إبداء تذمرهم الشديد من غياب خدمة الإنترنت، لدرجة أنهم عاتبوا اللجنة الإعلامية على عدم توفير أولى ضروريات العمل الصحافي، العجيب أن رجال الصحافة والإعلام المكلفين بتغطية الحدث، لا يجدون أي مساعدة في البرازيل من لجنة تنظيم المونديال، بل اعتبروا أنفسهم خارج حساباتها تماماً في الكثير من الأمور بدأ من الإنترنت وحتى توفير وسائل المواصلات التي تؤمن الانتقال من مكان إلى آخر.

الأمن

وأخيراً، يبقى الجانب الأمني مهماً للغاية من أجل إنجاح الحدث الكبير، وخاصة في انطلاقة العرس الكروي اليوم في ساو باولو، تلك المدينة التي تعاني من ظاهرة العنف و السرقة بصورة كبيرة، ولعل الخروج إلى الشارع في الأوقات المتأخرة من الليل، يعد مخاطرة بحياة الأشخاص، حيث يغيب الأمن تماماً، لكن يبدو أن الحكومة البرازيلية أخذت احتياطاتها لتفادي كوارث أمنية قد تحدث مستقبلاً، حيث يلاحظ تمركز عدد كبير من القوات المسلحة البرازيلية المدججة بالمدرعات أمام مقار إقامة وفود المونديال، وكذلك أمام قاعتي مؤتمرات الاتحاد الآسيوي وكونغرس فيفا.

Email