«الناري» ينعش الاقتصاد الكرواتي

ت + ت - الحجم الطبيعي

ساهم المنتخب الكرواتي الملقب بـ «الناري» في إنعاش الاقتصاد في البلاد الصغيرة، والتي عرفت أكبر موجة من المبيعات خاصة في متاجر التجزئة، والمحال الأخرى المتخصصة في الوجبات الخفيفة وأدت المشاركة الناجحة لرفاق لوكا مودريتش في المونديال، إلى انتعاش اقتصاد البلاد، مع شراء كميات قياسية من مشروبات الطاقة والوجبات الخفيفة، إلى جانب أجهزة التلفاز.

وقالت سلسلة متاجر كونزوم الأكبر في كرواتيا إن مبيعاتها من الوجبات الخفيفة ارتفعت بنسبة 100% مقارنة بمبيعاتها قبل عام من الآن. ويبدو أن الكثير من الكروات لم تسمح لهم الظروف بالسفر إلى روسيا، أو ربما لم يجدوا تذاكر لحضور المباراة النهائية، إذ ذهب البعض لشراء تلفزيونات جديدة، وفقاً لمتاجر أجهزة كهربائية كرواتية، وقالت هذه المحال إن مبيعاتها زادت بنسبة 400% خلال كأس العالم.

وبالأرقام، ساهمت المبيعات الكرواتية في فترة المونديال في إنفاق أكثر من 12 مليار كونا أي حوالي ملياري دولار أميركي، أنفقت عن طريق المواطنين الكروات والسياح الأجانب منذ منتصف يونيو الماضي، وفقاً لبيانات إدارة الضرائب في البلاد. واقتربت المبيعات خلال 3 أسابيع من الرقم القياسي للإنفاق البالغ حوالي 13 مليار كونا، والذي سجل سابقاً خلال الاحتفالات بعطلة عيد الميلاد ديسمبر من عام 2012.

دليل

وبعد عقدين كاملين على هزيمة الفريق أمام نظيره الفرنسي في المربع الذهبي لبطولة كأس العالم 1998 بفرنسا، ستكون الفرصة سانحة أمام المنتخب الكرواتي للثأر اليوم. وعلى مدار سنوات طويلة، ربما شعر كثيرون في كرواتيا باليأس من أن يقدم فريقهم أداء أو نتيجة أفضل مما حقق في مونديال 1998 عندما فاز بالمركز الثالث في البطولة. ولكن المونديال الروسي قدم الدليل على عكس ذلك بعدما تأهل الفريق للمباراة النهائية .

والآن، يشعر الكروات بأنه بعد 27 عاماً من استقلال هذا البلد عن يوغسلافيا السابقة وبعد عقدين من إنجاز مونديال 1998، حان الوقت ليكون فريقهم هو ذلك الفريق الفائز باللقب .

وينتظر أن يراقب الجميع في كرواتيا المباراة النهائية للمونديال الروسي اليوم بين المنتخبين الكرواتي والفرنسي بشغف هائل.

احتفالات

وإذا فاز المنتخب الكرواتي في مباراة اليوم، ستسود الاحتفالات كرواتيا كلها خلال الأيام المقبلة خاصة بعدما تنحت الانقسامات المعتادة في هذا البلد جانباً أمام الانتصارات التي حققها الفريق في الأدوار الأولى من البطولة.

وقبل مباراة الدور قبل النهائي أمام إنجلترا يوم الأربعاء الماضي، توقف كل شيء. أغلقت الشركات أبوابها مبكراً وحتى سلاسل المتاجر الكبيرة أغلقت أبوابها، ليشاهد المشجعون المباراة.

وفي العاصمة الكرواتية زغرب، شاهد 50 ألف شخص المباراة بالميدان المركزي في وسط المدينة. وفي مدينة دوبروفنيك العريقة، احتشد المشجعون في الشارع الرئيسي للمدينة. كان الأمر هكذا أيضاً في كل بلد ومدينة وقرية.

وبعد الفوز على المنتخب الإنجليزي، انطلقت الاحتفالات في كل مكان على مدار الليل. ومنذ ذلك الحين، لم يكن هناك أي حديث واهتمام إلا عن كرة القدم. مباريات المنتخب الكرواتي في البطولة أصبحت محور الحديث في المقاهي والمطاعم والمستشفيات.

فخر

وقال مشجع: «مشاعر الفخر والمشاعر الوطنية هي ما يقودنا.. إنها الوقود الذي نسير به. كرة القدم تسعدنا». ومنحت كرة القدم هذا البلد حالة نادرة من الاتحاد. وقالت سوزانا، إحدى المشجعات في زغرب، «إنها أجواء احتفالية. حفل كامل. هناك مخاوف كبيرة تسبب فيها الوضع الاقتصادي السيئ، وجاءت مسيرة المنتخب الكرواتي في المونديال بمثابة تسلية سعيدة للغاية.. ويسود الانقسام كرواتيا حول كل قضية وذلك بنسب متساوية دائماً. يمكنك مشاهدة هذا الانقسام في كل مكان وزمان. ولكن هذا لا يحدث الآن».

مناشدة

وناشد المشجع الكرواتي دبرافكو فلاغر، الجميع بمنحه تذكرة للمباراة النهائية، وتوجه دبرافكو فلاغر إلى روسيا بالسيارة لدعم منتخب بلاده في كأس العالم لكنه عاد من منتصف الطريق لظروف قاهرة.

عودة

ونتيجة لذلك، فاتته مباراة كرواتيا بدور الثمانية ضد روسيا يوم السابع من يوليو، لكن تقدم الفريق إلى المباراة النهائية منحه فرصة لإعادة ترتيب خططه والتوجه إلى روسيا مرة أخرى. وانطلق الرجل البالغ من العمر 51 عاماً وثلاثة من أصدقائه في رحلة امتدت ألفي كيلومتر داخل عربة فان على أمل حضور مباراة دور الثمانية بملعب منتجع سوتشي الواقع على البحر الأسود. لكن، وبعد اجتياز المجر ورومانيا ومولدوفا، توجهوا إلى جنوب أوكرانيا ليصطدموا بواقع أنهم لن يتمكنوا من العبور، وفاتتهم المباراة.

3 أيام

وقال فلاغر «لم نكن نعلم بذلك. استغرقنا ثلاثة أيام تقريباً والطريق كان صعباً». وبدل الأربعة تذاكر دور الثمانية بتذاكر مباراة الدور قبل النهائي على أمل صعود كرواتيا على حساب روسيا وعادوا بالسيارة إلى ديارهم في رحلة ذهاب وعودة قال فلاغر إنها امتدت لمسافة 4000 كيلومتر تقريباً.

وحجز الأربعة رحلة طيران إلى موسكو لمتابعة مباراة الدور قبل النهائي ضد إنجلترا، وبقوا بعدها في موسكو على أمل شراء تذاكر المباراة النهائية ضد فرنسا اليوم. وجلس فلاغر وأصدقاؤه أول من أمس لتناول الغداء على رصيف مزدحم بالمشجعين وهو يضع لافتة مثبتة في قبعته تقول «نحتاج تذاكر». وواجه المشجعون أسعاراً باهظة لكن فلاغر قال إنه يأمل في أن ينجحوا في النهاية في شراء تذاكر. وقال فلاغر «إنها مرتفعة الثمن حالياً. طلبوا 2000 دولار وهذا كثير جداً. نحن أربعة ويعني ذلك ثمانية آلاف..يمكننا شراء سيارة بهذا المبلغ».

Email