«السوق السوداء» أسعار خيالية لتذاكر النهائي

ت + ت - الحجم الطبيعي

عادت ظاهرة «السوق السوداء» لتطفو على سطح الأحداث في آخر منعرجات منافسات كأس العالم المقامة حالياً بروسيا، بعد التعرف على العريسين اللذين سيتصارعان على الظفر بالكأس الغالية، بعد غد، في ملعب لوجنيكي بالعاصمة الروسية موسكو

ومباشرة بعد تحقيق المنتخب الكرواتي التأهل إلى المباراة النهائية للمونديال لمواجهة ديكة فرنسا، التي كانت قد حققت التأهل على حساب الشياطين الحُمر لبلجيكا، بدأت فئة عريضة من الجماهير الكرواتية تسأل وتبحث عن منفذ أو مسلك يُوصلها إلى اقتناء تذاكر أهم مباراة في تاريخ المُنتخب الكرواتي.

وعاينت «البيان الرياضي»، مباشرة بعد تجاوز الكروات لمنتخب الأسود الثلاثة في المربع الذهبي، دُخول الجماهير الكرواتية في مُحادثات جادة مع بعض مُروجي التذاكر في السوق السوداء، الذين يُعد جُلهم من جنسية روسية.

وكشفت مصادر خاصة لـ «البيان الرياضي» في عين المكان، عن الارتفاع المُهول والصاروخي لأسعار تذاكر المُباراة النهائية، إذ من المُتوقع أن تتجاوز قيمة عشرة آلاف يُورو للتذكرة الواحدة.

وأضافت المصادر ذاتها أن الجماهير الكرواتية على وجه الخصوص لم تكن تضع في حُسبانها وُصول رفاق القائد لوكا مودريتش إلى المُباراة النهائية ليتجاوزوا جيل التاريخي دافور سوكر في فرنسا 1998.

ومع اقتراب موعد المُباراة النهائية، التي ستُجرى بعد غد في ملعب لوجنيكي بموسكو، سيرتفع ثمن التذاكر في السُوق السوداء، التي ستعرف رواجاً كبيراً في آخر 48 ساعة عن موعد اللقاء.

وأشارت المصادر ذاتها لـ «البيان الرياضي»، إلى أن عدداً كبيراً من تذاكر النهائي توجد في حوزة جماهير المنتخبات اللاتينية، وأبرزها البرازيل والأرجنتين، إذ كانت تلك الجماهير تنتظر وجود منتخباتها في النهائي «الحُلم».

ومن المُتوقع أن تعمل الجماهير اللاتينية على دخول السوق السوداء، خاصة يوم المباراة، للرفع من ثمن التذاكر واستغلال حاجة الجماهير الكرواتية والفرنسية لاقتنائها.

وتدفقت الجماهير الإنجليزية بكثافة إلى العاصمة الروسية موسكو لمساندة منتخب بلادها في نصف نهائي البطولة أمام المنتخب الكرواتي، حيث تواجدوا بأعداد هائلة في محيط ملعب المُباراة قبل ساعتين من موعد انطلاق المباراة.

وكما أشرنا إليه من قبل في «البيان الرياضي»، فإن الغالبية العظمى للجماهير الإنجليزية لم تَكن تتوفر على تذكرة الولوج إلى الملعب لمساندة منتخب الأسود الثلاثة، إذ قاموا برفع لافتات وأوراق بحثاً عن شراء التذاكر في السُوق السوداء.

وعَاينت «البيان الرياضي»، سيطرة المواطنين الرُوس على السوق السوداء، إذ كانوا يبيعون التذاكر قُرب ملعب لوجنيكي ستاديوم، الذي احتضن مباراة إنجلترا وكرواتيا في نصف نهائي المونديال.

وقامت «البيان الرياضي»، بمُفاتحة أحد الباعة الروس حول ثمن التذاكر الخاصة بالمباراة، وأكد لنا بُلوغ ثمن التذكرة الواحدة قيمة 10 آلاف يورو.

وقال لـ «البيان الرياضي»: «لقد حضر الإنجليز بأعداد كبيرة هُنا، الكُل يسأل عن تذاكر للبيع.. نحن نبيع تذاكرنا لأن مُنتخبنا خرج من رُبع النهائي أمام كرواتيا».

وأضاف: « لقد تراوح ثمن التذكرة الواحدة بين 8 و10 آلاف يورو، الإنجليز يقتنون التذاكر فهو يوم تاريخي بالنسبة لهم.. على الرغم من أنني أتمنى لهم الهزيمة اليوم».

وأَلهبت الجماهير الروسية السوق السوداء بمحيط ملعب لوجنيكي، إذ تهافتت الجماهير الإنجليزية على شراء التذاكر منهم، وهو ما رَفع قيمة التذاكر، نظراً لوُجود طلب متزايد وكبير.

وتَواصل حُضور الجماهير الإنجليزية طيلة الـ 24 ساعة الأخيرة، إذ تلونت العاصمة الروسية مُوسكو بألوان الأعلام الإنجليزية.

ولَم تَقُم الجماهير الإنجليزية بأي أعمال شَغب تُذكر، بل قاموا بتشجيع مُنتخبهم بشكل حضاري، لاقى استحسان جميع الحاضرين.

تنوع

وشهدت مُباراة كرواتيا وإنجلترا في نصف نهائي منافسات كأس العالم المُقامة في رُوسيا، حُضوراً جماهيرياً من مُختلف الألوان والأعراق.

وعَاينت «البيان الرياضي» تواجداً كبيراً للجماهير اللاتينية، على الرغم من إقصاء مُنتخبات بلدانهم من أدوار سابقة في المُونديال، إذ كان حُضور الجماهير المكسيكية خاصة مُنقطع النظير، وتَغنوا مُطولاً بأهازيجهم في المُدرجات.

وقُبيل المُباراة بما يزيد على ساعة، صَادفت «البيان الرياضي»، ثلاثة مُشجعين يرتدون قمصان المُنتخب البوليفي، ويحملون أعلام بلدهم، على الرغم من غيابه التام عن المُنافسات.

وكَانت أُسرة مُكونة من أب وزوجته رُفقة ابنتهم، وقال الأب لـ «البيان الرياضي»: «هذا عُرس عالمي بهيج بكل ما تحمله الكلمة من معنى، نَعلم مُسبقاً أن مُنتخبنا من شبه المُستحيل أن يوجد هُنا.. لكن من حقنا أن نعيش مثل هذه الأجواء».

وأضاف: «لقد حضرت إلى هُنا رفقة زوجتي وابنتنا.. نفتخر بوطننا ونحمل أعلامه ونرتدي قميص المُنتخب البوليفي، وهذا فخر كبير لنا».

وأنهى حديثه:«لو لم نَكُن نرتدي هذه الألوان لما تحدثت إلينا أنت.. كُرة القدم وكأس العالم للجميع».

يُذكر أن جَماهير أميركا الجنوبية كانت موجودة بأعداد كبيرة، سواء البرازيلية، أو الأرجنتينية، وكذلك الكُولومبية.

إثارة

وأظهرت الجماهير الإنجليزية قُوتها التشجيعية، عندما ألهبوا مُدرجات ملعب لوجنيكي ستاديوم، الذي احتضن مُباراة مُنتخبهم أمام كرواتيا، في نصف نهائي المُونديال بالعاصمة الروسية موسكو.

وألهبت الجماهير الإنجليزية مُدرجات الملعب الكبير بالنشيد الوطني لبلادهم، إذ أظهروا من خلاله وجودهم الكبير في المُدرجات التي عرفت وجود جماهير من مُختلف الجنسيات. وتَغنت الجماهير الإنجليزية طيلة دقائق المُباراة بأغانيها الشهيرة، خاصة تلك التي يَطلبون فيها الاستمرار وعدم الرحيل إلى المنزل بعُنوان..«Please don.t take me home».

وقَدمت الجماهير الإنجليزية صُورة حضارية في التشجيع، عكس ما كان يُعرف عنهم، خاصة أن الشُرطة الروسية كانت على أُهبة الاستعداد لتأمين الحدث وإبعاد العناصر المُتسببة في إحداث الشغب.

يُذكر أن مُباراة كرواتيا وإنجلترا قد لُعبت أمام مُدرجات دون أي مكان شاغر، إذ قُدر عدد الحُضور الجماهيري بـ 78011 مُتفرجاً.

Email