«اللاتينيون» نكهة المونديال

ت + ت - الحجم الطبيعي

حَققت رُوسيا نجاحاً مُبهراً في تنظيمها لمُنافسات كأس العالم لكُرة القدم، وذلك على جميع الصعد، إذ ظهرت بلاد القياصرة في أبهى الحُلل وهي تستضيف أعظم وأكبر حدث كُروي في الكون، رَغم ما تعرضت له من مُضايقات من بعض البُلدان الأوروبية وفي مُقدمتها إنجلترا، خاصة بعدما تفوقت عليها في سباق وصراع الظفر بتنظيم النُسخة الحالية.

وبُوصول الحدث المُونديالي إلى مُنعرجه الأخير، بعد التعرف إلى آخر أفضل ثمانية مُنتخبات مؤهلة إلى رُبع النهائي، يبدو أن رُوسيا كسبت الرهان بقوة، وأبانت للعالم عن قُدراتها وإمكانياتها الهائلة، سواء اللوجيستيكية منها أو حتى البشرية.

ومن خلال حُضورها في مُونديال روسيا لتغطيته ومُتابعته بتفاصيله الدقيقة، عَاينت «البيان الرياضي»، نَجاح روسيا في رهانها المُونديالي، إذ تمكنت من توفير وتسخير كُل السبل والوسائل المُتاحة لاستقبال ضُيوفها، من البعثات المُشاركة والجماهير والإعلاميين.

وقَامت «البيان الرياضي» بمُناقشة مسألة نجاح رُوسيا من عدمها في تنظيم الحدث العالمي، رفقة العديد من الوجوه الإعلامية الحاضرة في المراكز الإعلامية لملاعب كأس العالم، إذ قُمنا بجس نبضهم بشكل عام، وكان الإجماع على أنه قد يَكون المُونديال الأفضل في التاريخ، نظراً لقيمة الرهان، جودة الملاعب والمرافق، إضافة إلى حفاوة الاستقبال والطاقات البشرية التي سخرتها رُوسيا لخدمة ضُيوف المُونديال.

إجماع

وأجمع العديد من الإعلاميين الحاضرين لتغطية فعاليات مُونديال روسيا، على أنهم تَفاجؤوا بما شاهدوه في رُوسيا من تنظيم على مُستوى عالِِ، إضافة إلى الأمن والأمان، خلافاً لما تم الترويج له من قبل، بخصوص الصورة القاتمة التي تم تسويقها عن بلاد القياصرة، وذلك قبل احتضانها للحدث العالمي.

من جهة أخرى، يبدو أن جَماهير البُلدان الأوروبية، قد أدارت وجهها لرُوسيا في أكبر حدث كروي على أرض الكون، إذ عَاينت «البيان الرياضي»، مُنذ انطلاق مُنافسات الدورة غِياب الجماهير الأوروبية مُقارنة بالأعداد الكبيرة والهائلة للجماهير اللاتينية التي ملأت ساحات مُدن روسيا، وحضرت بكثرة في جميع مُباريات مُنتخباتها في المُونديال.

وكَانت آخر صور الغياب الجماهيري للبُلدان الأوروبية هو الحُضور الجماهيري الإنجليزي «الضعيف» أو «المُنعدم» في مُباراة مُنتخبهم التاريخية أمام المُنتخب الكُولومبي، والتي تمكن الإنجليز فيها من فك عُقدة ثمن النهائي والضربات الترجيحية.

وخلال حضورنا بالعاصمة الروسية مُوسكو لتغطية المُباراة، لَمسنا غياباً غير مُتوقع للجماهير الإنجليزية المعروفة بولائها الكبير لمُنتخب بلادها، قبل أن تتأكد لنا الفرضيات التي طُرحت من قبل حول رغبة الإنجليز وبعض دُول أوروبا المُوالية لها، في جعل مُونديال روسيا فاشلاً من الناحية الجماهيرية.

من جِهتها، قامت جماهير المنتخبات اللاتينية بإعطاء مُونديال روسيا رونقاً وعبقاً خاصاً بها، إذ ساهمت بشكل كبير في إنجاح دورة روسيا التي ستُنافس حتماً سابقاتها لحيازة شرف الأفضل في التاريخ.

ما إن تتجول في شوارع مُوسكو هذا الأسبوع، حتى يُخيل لك لوهلة أنك تَجوب شوارع بُوغوتا الكولومبية، إذ حضر الكُولومبيون في كُل مكان، وسبقهم إلى ذلك الأرجنتينيون والمكسيكيون.. فقد ارتدت عاصمة رُوسيا طوال أيام المُونديال ألوان جميع مُنتخبات أميركا الجنوبية والشمالية.

تقدير

وتحدث «البيان الرياضي»، لبعض المُناصرين الكولومبيين، بعد إقصاء مُنتخبهم من مُونديال رُوسيا أمام إنجلترا بالضربات الترجيحية، لمُناقشة الجانب التنظيمي، فأبدوا رضاهم التام عما قدمته رُوسيا من خدمات كبيرة للجماهير خلال المُونديال، إذ قال أحدهم: «رُوسيا كانت رائعة.. لقد كان مُونديالاً للذكرى رغم الخروج اليوم.. لقد كانت كُل الظروف متوافرة هُنا.. شُكراً رُوسيا».

من جهته، أكد أحد الجماهير الكُولومبية القادم من الولايات المُتحدة الأميركية لتشجيع مُنتخب بلاده، أن المُونديال الحالي هو الأفضل مُقارنة بما شاهده في البرازيل، وقال: «بصراحة ودون أدنى شك، مُونديال روسيا أفضل تنظيمياً من مُونديال البرازيل، رغم أن هذه الأخيرة من قارتنا».

Email