الدقيقة 90 أحزان عربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكتوى العرب بنار الدقيقة 90 في مونديال روسيا 2018، إذ استقبلت شباك المنتخبات الأربعة السعودية والمغرب ومصر وتونس أهدافاً حاسمة في ذات الدقيقة تقريباً. انهيار حير الجماهير العربية ودفعها للتساؤل: هل منتخباتنا لا تستطيع لعب مباراة كاملة؟ وألا يقدر اللاعب العربي على الصمود حتى النهاية؟ ومتى يحتفظ لاعبونا بالتركيز التام حتى صافرة النهاية؟ ومتى يدرك العرب أن المباراة لا تنتهي إلا مع صافرة النهاية التي قد تأتي بعد 5 دقائق من التسعين؟


نتائج
من جانبه، رأى محمد مطر غراب الخبير الكروي، أن سر أهداف الوقت القاتل في مرمى المنتخبات العربية في المونديال يكمن في ضعف الجانبين الفني واللياقة الذهنية في الدقائق الأخيرة من نهاية الشوطين الأول والثاني. وأضاف غراب: «المنتخبات العربية قدمت مردوداً قوياً في كأس العالم بروسيا، ولكن للأسف، النتائج هي ما تبقى ويذكرها التاريخ، وليس الأداء والمستوى القوي».
وأكمل: «للأسف أيضاً، خسارة المنتخبات العربية للجولة الأولى، فرضت عليها اللعب فقط على تحقيق الفوز في الجولتين المتبقيتين، وهذا يتطلب بذل جهد مضاعف، واللعب بتركيز أكبر، والاستعانة بكل النجوم، وتكاتف الجميع».


تعامل
في حين، أرجع ياسر سالم المحلل والناقد الرياضي بقناة أبوظبي الرياضية، خسارة المنتخبات العربية في الدقائق الأخيرة إلى عدم التعامل الجيد مع مجريات المباريات والنتيجة بالشكل المطلوب بجانب قلة الخبرة والثقة الزائدة التي كان ثمنها أخطاء دفاعية فادحة، وأضاف: شاهدنا 3 أهداف في 3 منتخبات عربية تأتي بسبب رعونة المدافعين وثقتهم الزائدة في أوقات خطرة، كان هنالك تهور من المدافعين تسبب في فاولات ليس لها مبرر نتج منها هدفان قاتلان، وهدف آخر جاء نتيجة محاولة المراوغة في مناطق خطرة، ومشكلة المنتخبات العربية أيضاً أنها لعبت ضد منتخبات تتميز بالمقدرة على الاستفادة من الكرات الثابتة وتجيد أيضاً العرضيات.


ونفى ياسر سالم أن تكون ضخامة الحدث لها تأثير على لاعبي المنتخبات العربية أو أنهم تعرضوا لضغوط عنيفة في الفترة الماضية، ذاكراً أن الفرق العربية أيضاً لديها خبرتها مثل المنتخب المغربي الذي يضم مجموعة من العناصر المتميزة التي تلعب في الدوريات الأوروبية، وأضاف: صحيح أن الحدث كبير وهو البطولة الأهم في العالم لكن ذلك ليس مبرراً للخسارة في اللحظات الأخيرة لأن التماسك ممكن في هذه الأوقات.


تركيز
بدوره، قال حسين المصعبي الناقد والمحلل الفني إن سذاجة اللاعب العربي وعدم تركيزه في الأوقات الحرجة هي السبب الرئيس في تلقي المنتخبات العربية الأهداف في الثواني الأخيرة في مباريات كأس العالم، مؤكداً أن نقص الخبرة والحنكة في التعامل مع الدقائق الأخيرة ساهم في خسارة منتخبات مصر وتونس والمغرب بنفس السيناريو في مبارياتهم في الجولة الأولى من المونديال.


وأضاف أن اللاعب العربي يفقد تركيزه بشكل واضح في اللحظات الحاسمة ويرتكب أخطاء «فاولات» في مناطق حساسة بسبب ضعف التركيز الناتج عن انخفاض اللياقة البدنية، ومن الطبيعي كلما قلت لياقة اللاعب البدنية انخفض تركيزه بشكل كبير، والأخطاء تكررت بنفس الطريقة في منتخبات مصر وتونس والمغرب، فارتكب الظهير الأيسر لـ «الفراعنة» محمد عبد الشافي خطأ في مكان مؤثر استغله منتخب أوروغواي بشكل جيد، نفس الأمر حدث في مباراة المغرب وإيران، وأخيراً من ركنية لمنتخب إنجلترا أمام تونس بعد أن فشل المدافع التونسي في تشتيت الكرة بشكل صحيح ونتج عنها الركنية.


قدرات
من جهته، صرح المدرب المواطن عيد باروت بأن منتخباتنا العربية تملك قدرات أكبر من التي ظهرت عليها في مونديال روسيا خاصة أن لديها محترفين في أعرق الأندية الأوروبية في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وإنجلترا وألمانيا وفي مقدمتهم المصري محمد صلاح هداف الدوري الإنجليزي، وقال: أعتقد أن عقلية الخوف ما زالت تكبل عقلية لاعبينا العرب عندما يواجهون المنتخبات الأوروبية رغم أن موازين القوى تغيرت في كرة القدم والنسخة الحالية للمونديال أثبتت أنه لا وجود لمنتخبات كبيرة وأخرى صغيرة.


وأضاف: من المفترض أن تظهر المنتخبات العربية بمستويات أفضل لأن ليس لديها ما تخسره، الوصول إلى كأس العالم تحقق ولم يبق أمامها إلا حلّين، الخروج أو المواصلة، لذا أقول لهم العبوا بشجاعة واستمتعوا بكرة القدم، هذه اللحظات لا تتكرر دائماً.

Email