فخامة «الديوك»

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هرب منتخب الديوك الفرنسية من صخب العاصمة موسكو بحثا عن الهدوء والابتعاد عن ضغط الجماهير واختار الإقامة في قرية صغيرة تسمى كوستروفو وهي مجاورة لمدينة ايسترا التي تبعد عن موسكو 70 كلم. وحل ركب الفرنسيين بقيادة المدرب ديدييه ديشامب منذ 10 يونيو.

«البيان الرياضي» تحول إلى مقر إقامة الديوك وحاول استطلاع ما يحدث في الكواليس بالفندق وخلال التدريبات.

لئن كانت الطريق من موسكو إلى كوستروفو سالكة ولا تحتاج أكثر من ساعة فإن الولوج إلى مقر إقامة منتخب فرنسا يحتاج كثيرا من الوقت لإقناع حراس البوابة بالدخول. فالديوك راق لها مكان فخم وسط حدائق ممتدة أشبه بغابة. وبعد عبور الحاجز تبين أن الإقامة هي فندق هيلتون غاردن.

الإقامة على درجة عالية من الفخامة وكل الظروف مريحة للتفكير في كرة القدم فقط والحلم بلقب المونديال. مسبح ضخم على ذمة المنتخب الفرنسي فقط، وقاعة رياضية لتقوية العضلات. وفي الطرف الآخر من الفندق قاعة شاسعة مجهزة بشاشة كبيرة يجتمع بها المدرب ديشامب مع اللاعبين قبل وبعد المباريات لتحليلها.

شيف«فرنسي»

وحرص الاتحاد الفرنسي لكرة القدم قبل انطلاق المونديال على توفير جميع ممهدات النجاح لرجال ديشامب فحجز مقر إقامة عنوانا في الفخامة كما لم يهمل جانب التغذية. وبالتنسيق مع الجهاز الطبي تم جلب «شيف» فرنسي إلى موسكو ليشرف على تحضير الوجبات المخصصة للاعبين لضمان سلامتهم وتفادي الإصابة بأي أمراض.

وجاء قرار اصطحاب «شيف» مع المنتخب الفرنسي لاختلاف نوعية الوجبات بين بلاد الأنوار وموسكو. وليس المنتخب الفرنسي الوحيد الذي يرافقه «شيف» بل منتخبات أخرى دأبت على النهج ذاته وفي مقدمتها اليابان.

مركز إعلامي

يتوفر مقر إقامة المنتخب الفرنسي على مركز إعلامي ضخم خصص له جناحا خلفيا من الفندق ويمكث به عدد كبير من الصحافيين الفرنسيين الذي جاؤوا إلى روسيا لمتابعة منتخب بلادهم. ويعقد المدرب ديشامب مع لاعبيه مؤتمراته الصحفية بهذا المركز قبل المباريات الرسمية تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا.

ويرافق الديوك الفرنسية خلية نحل من الإعلاميين، حيث تهتم وسائل الإعلام الفرنسية كثيرا بنهائيات كأس العالم وتخصص لها القنوات التلفازية ساعات من البث المباشر كما يتصدر المونديال الصحف الفرنسية بصفة يومية.

التدريب

ويتنقل لاعبو المنتخب الفرنسي من الفندق إلى ملعب التدريب بواسطة حافلة مخصصة من «فيفا». ولا تستغرق الرحلة سوى دقائق قليلة.

وخلال الحصة التدريبية المفتوحة لمدة 15 دقيقة تجمهر مئات من الشباب العاشقين للقميص الأزرق بعضهم فرنسيون والبعض الآخر روس. وهتفوا بأصوات عالية لحظة دخول اللاعبين إلى الملعب، بأسماء النجوم وفي مقدمتهم غريزمان وبوغبا وفاران وجيرو. وكشف مشجعون روس للمنتخب الفرنسي أنهم جاؤوا إلى هنا لرؤية نجوم الكرة العالمية الذين طالما استمتعوا بعروضهم الفنية في مسابقة دوري أبطال أوروبا والدوريات المحلية الكبرى. وقال أحدهم: جئت لأرى غريزمان، إنه لاعب رائع كان وراء الفوز على استراليا في المباراة الأولى. وأتمنى أن ينضم إلى برشلونة بعد المونديال لأني من عشاق الفريق الكاتالوني.

غضب..وأمل

وتسود حالة من الغضب والأمل في الوقت ذاته وسط الجماهير الفرنسية حيث لم تقنع بالمردود الجماعي للديوك خلال المباراة الأولى أمام الكانغارو الأسترالي واعتبروا أن منتخب بلادهم كان محظوظا بتحقيق الفوز.

وقال: كريستيان: لسنا سعداء بالأداء ولولا تقنية الفيديو لكان مصير فرنسا مثل ما حصل لكبار العالم: البرازيل والأرجنتين وألمانيا. الفرنسيون كانوا ينتظرون مستوى أفضل مما رأيناه أمام أستراليا في المباراة الأولى.

حذر

ما قاله المشجعون رأيناه على ملامح وجوه اللاعبين خلال الـ15 دقيقة من التدريب المفتوح، الابتسامة غائبة ويحل محلها شيء من الخوف والتوجس.

فاللاعبون أدركوا أنهم مروا بجانب الحدث المونديالي وأن الكرة أنصفتهم ولولا تقنية الفيديو ربما لكانت النتيجة مغايرة والحسابات مختلفة كليا.

هجوم

وعبر مشجعون وإعلاميون فرنسيون من معسكر الديوك عن غضبهم الشديد من اللاعبين مبابي وديملبي واعتبروا أن مردودهما أمام استراليا كان مخيبا للآمال وتساءل آخرون: ماذا يفعل هذا الثنائي في التشكيل الأساسي؟

ويطالب مشجعون بإعادة اللاعبين إلى مقعد البدلاء وإقحامهما خلال الشوط الثاني لإرباك الفريق المنافس بفضل سرعتهما الفائقة.

وفي هذا السياق ذكر إعلاميون أن مبابي وديمبلي كانا خارج حسابات التشكيل الأساسي للمنتخب الفرنسي في بداية المعسكر لكن اجتهادهما خلال التدريبات على امتداد 3 أسابيع قبل المونديال جعل المدرب ديدييه ديشامب يغير رأيه واعتمدهما ورقة منذ البداية. ولكن الورقة لم تكن رابحة، فالأداء كان مهزوزا.

جدل إعلامي

وفي المقابل يرى صحافيون آخرون أن الاعتماد على الثلاثي ديمبلي ومبابي وجيرو في خط الهجوم ضروري لاستمرار الانتصارات مطالبين اللاعبين بتحسين مستوياتهم وليس التأثير على المدرب بتغيير اختياراته أثناء بطولة بحجم كأس العالم.

أومتيتي متفائل

وعبر مدافع المنتخب الفرنسي عن تفاؤله بالوصول إلى المباراة النهائية والفوز باللقب 15 يوليو المقبل على ملعب لوجينكي وقال: لا يمكن الحكم علينا منذ المباراة الأولى، لقد تابعتم نتائج بقية المباريات وكل المنتخبات الكبيرة والمرشحة للفوز على الورق تعادلت أو خسرت. يجب أن نكون سعداء ومتفائلين لأننا حققنا 3 نقاط تضعنا في صدارة المجموعة. ليست لدي خبرة كبيرة بالمونديال باعتبار أنني أشارك للمرة الأولى ولكن أدرك جيدا أن أول مقابلة دائما تكون صعبة.

وتابع: أعد الجمهور الفرنسي بفوز مقنع خلال المباراة المقبلة أمام بيرو وضمات التأهل إلى الدور الثاني دون عناء.

وذكر أومتيتي في ختام حديثه أنه تلقى التهاني من رموز برشلونة بعد مباراة فرنسا وأستراليا على الفوز وأدائه المميز في خط الدفاع.

رحلة شاقة

ويستعد المنتخب الفرنسي لرحلة شاقة من موسكو الى ايكاتنبيرغ بمسافة تقارب 2000 كلم لخوض مباراته الثانية أمام منتخب بيرو.

ويحذر الفرنسيون من مفاجآت منتخبات أميركا الجنوبية في المونديال، فالمنتخب البيروفي كان قريبا من الفوز على الدنمارك لو نجح نجمه الأول غيريرو في تسجيل ركلة الجزاء وتجسيم الفرص العديدة المهدورة.

ويعود المنتخب الفرنسي بعد مواجهة بيرو في ايكاتينبيرغ إلى موسكو لمواصلة الاستعداد للمباراة الثالثة التي سيحتضنها ملعب سبارتاك موسكو وتجمعه بالمنتخب الدنماركي، وقد تكون مباراة تحصيل حاصل في حال حقق العلامة الكاملة أمام بيرو.

300

وعد الاتحاد الفرنسي لكرة القدم اللاعبين بمنحة قدرها 300 ألف يورو لكل منهم في حال الفوز بلقب كأس العالم وتكرار إنجاز مونديال 1998 عندما قاد زيدان الديوك الفرنسية إلى معانقة اللقب في النهائي التاريخي أمام البرازيل بعد الفوز بثلاثية نظيفة. ويعلق الجمهور الفرنسي آمالا كبيرة على الجيل الحالي لإعادة أمجاد الكرة الفرنسية.

Email