هنا روسيا

الساحة الحمراء.. ملتقى جماهير العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

حولت جماهير منتخبات كأس العالم الساحة الحمراء الشهيرة في موسكو، إلى مسرح للمتعة والإثارة، حيث خطف المكان التاريخي الساحر الأضواء من ملعب الافتتاح ومثل مسرحا للعروض الجماهيرية بمختلف ثقافاتها وألوانها ولغاتها. لقد باتت الساحة الحمراء الواقعة في قلب موسكو ميدانا لتنافس المشجعين في التعبير عن عشقهم لمنتخبات بلادهم.

التاريخ العريق للساحة الحمراء جعل الجماهير المتوافدة على موسكو تفضل التحول مباشرة إليها بدلا من السعي إلى حضور المباريات بالملاعب. فالأجواء بهذا المكان الضارب في عمق التاريخ أكثر من رائعة.

وللعرب كلمة قوية بالساحة الحمراء، حيث يتجمهر عدد كبير من مشجعي منتخبات السعودية ومصر وتونس والمغرب متزينين بأعلام بلدانهم . واختار بضعة آلاف من المشجعين أول من أمس متابعة مباراة الافتتاح بين الدب الروسي والأخضر السعودي بالساحة الحمراء.

وتختلف الروايات عن أصل تسمية الساحة الحمراء، فثمة من يدعي أنها تعود في الأصل إلى الكلمة الروسية كراسينا وتعني الجمال. ويعتقد أن هذا الاسم أطلق في القرن السابع عشر.

أما الرواية الثانية فتقول بأن تسمية الميدان الأحمر بموسكو تعود لإيفان الرابع الذي أقام مذبحة تاريخية بسبب وفاة زوجته. وما لا يعلمه الكثيرون أن بلدات روسية كثيرة لديها هي الأخرى ميدانا يسمى باللغة المحلية «كراسينا بلوشتشاد»، ولكن الميدان الأشهر ظل ميدان موسكو، الساحة الحمراء.

تاريخ

وتمتلك الساحة الحمراء تاريخا غنيا. ففي بدايتها كانت مجرد بنايات خشبية أزيلت عام 1943 بقرار من إيفان الثالث. ثم تحولت الى سوق شعبية قبل أن تصبح ساحة للمراسم والإعلانات العامة. كما اختارها قياصرة روسيا عبر التاريخ مسرحا للاحتفال بانتصاراتهم.

ومن أبرز العروض العسكرية التي احتضنتها الساحة الحمراء كانت عام 1941 عندما استعرضت القوات الروسية بطشها للتصدي للغزو النازي.

ولئن تحول المكان منذ عام 2006 إلى مسرح لتنظيم الحفلات الغنائية بمشاركة شاكيرا وبول مكارتني وديانا لاريونوف فإن شبح السياسة خيم من جديد على الساحة الحمراء، حيث قررت السلطات الروسية إقامة عدد من استعراضات السيارات العسكرية التاريخية سنوياً، وذلك احتفالا بهزيمة الجيوش النازية على الأرض السوفييتية.

Email