احتضنت مباراة الأرجنتين والبوسنة

ريو دي جانيرو ترقص السامبا احتفاء بالمـــــونديال

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

على خلاف ساو باولو، عدلت ريو دي جانيرو ساعتها على المونديال، حيث حيث رقصت السامبا احتفاء بضيوف العالم عندما احتضنت أول مباراة على ملعبها ماراكانا في البطولة، حيث تواجه المنتخب الأرجنتيني ونظيره البوسني .

الشوارع تزينت باللونين الأصفر والأخضر، وعلت الأعلام شرفات المنازل وعلقت في كل مكان.

ونظمت المحافظة خلال أول من أمس مهرجانا للسامبا في منطقة فلامينغو وذلك بأحد أكبر شوارعها على وقع العرس الكروي العالمي. ورقص البرازيليون السامبا لساعات طويلة امتدت حتى الصباح، وسط انبهار الضيوف الذين أعجبوا كثيرا بثقافة وتقاليد البرازيليين.

السامبا دواء التهميش

فالسامبا تمثل الأوكسجين الذي يتنفسه الناس في البرازيل، فهي الدواء الذي يعالج همومهم الاجتماعية وينسيهم آلام حياتهم الصعبة. لذلك كان عدد المشاركين في مهرجان السامبا قياسيا من الشباب والكهول رجالا ونساء على حد سواء.

رقصوا جماعات وفرادى مثلما تقتضي طقوس رقصة السامبا، حيث تنقسم الى نوعين: رقصة انفرادية يؤديها الشخص بمفرده ورقصة ثنائية تكون مشتركة بين اثنين يمكن أن يكونا شابا وفتاة، ويمكن أن تجمع شخصين من جنس واحد.

نقل مباشر

حفل السامبا الذي أقيم على شرف نهائيات كأس العالم نقلته قنوات برازيلية كثيرة، كما تواجد ممثلون عن المواقع الالكترونية والصحف ووثقوا السهرة عبر الفيديو.

وأفادنا أحد الصحافيين التابع لموقع غلوبل البرازيلي أن محافظة ريو تعتزم تنظيم احتفالات أخرى تبرز عادات وتقاليد المدينة أثناء المونديال بغية ترويجها للعالم واطلاع الزائرين عليها.

ويتواجد في قلب مدينة ريو المسرح الرمسي لاحتضان كرنفال السامبا السنوي.

أما الحفل الذي أقيم أول من أمس كان استثنائيا بمناسبة كأس العالم.

احتفالات في كوبا كابانا

ولا تختلف الأجواء بشواطئ كوبا كابانا على فلامينغو فالمنتجع السياحي يسهر على وقع المونديال ويتنفس كرة قدم.

الشواطئ تغص بالجماهير التي جاءت لتستمتع بالعرس الكروي العالمي وتكتشف سحر كوبا كابانا الشهير. والزوار اكتشفوا مدى عشق البرازيليين للساحرة المستديرة. فالجميع يلعب كرة على الشاطئ. كرة قدم وطائرة وشاطئية.

وفي المقابل علقت الفنادق أعلاما كبيرة الحجم على واجهاتها، بينما غيرت أخرى ديكور قاعاتها ومطاعمها ونصبت تماثيل للاعبين برازيليين وزينت مكاتب الاستقبال بألوان العلم البرازيلي.

الجدران.. لوحات فنية

وحتى الجدران لم تسلم من حمى المونديال، فقد حولها البرازيليون الى لوحات فنية رائعة رسموا عليها نجوم منتخب بلادهم في شكل كاريكاتيري يعبر عن أحلامهم التي تتلخص في معانقة اللقب.

فأينما حللت في ريو دي جانيرو كانت الجدران ملونة وموشحة بالرسومات منها ما يحتفي بمنتخب السيليساو ومنها ما يعارض بشدة تنظيم النهائيات ويعتبرونه هدرا للمال العام على حساب طبقة ضعيفة كادحة تواصل الحكومة تهميشها وإقصاءها من مخططاتها التنموية.

وظاهرة الرسم على الجدران لا تقتصر على مدينة ريو دي جانيرو فقط، وإنما غزت كل المدن البرازيلية وخصوصا التي تحتضن المباريات.

مطار مونديالي

مظاهر الاحتفــال بالمونديال في ريو دي جانيرو تتجلى لضيوفها منذ وصولهم الى المطار، حيث لبس حلة النهائيات وحضرت به المعلقات الإرشادية واصطف في بهوه عشرات المتطوعين من الفتيان والفتيات يعرضن خدماتهم على الزائرين بكل ترحاب وبشاشة.

وتتميز خدمات المطار بالسرعة والسلاسة، مما يسهل اجراءات المسافرين الذين أشادوا بالنظام المتبع في مقاطعة ريو واعتبروه أفضل بكثير مما هو عليه في مطارات مدن برازيلية أخرى.

كأس العالم ينعش «البيزنس» في المدينة

إذا كانت ساو باو مدينة افتتاح المونديال تنام باكرا، فإن ريو دي جانيرو مدينة المباراة النهائية تسهر حتى الفجر والعرس الكروي أنعش اقتصادها، فالمتاجر والمطاعم والمقاهي زادت مداخيلها بفضل العدد الكبير للجماهير الأرجنتينية والتشيلية والصربية والروسية التي حلت على المدينة.

فالمطاعم ممتلئة طوال اليوم ولا تظفر بمقعد فيها لتسد رمقك بأكلة لا تعرف مذاقها. باعتبار أن المأكولات البرازيلية تبدو غريبة الشكل والرائحة والطعم، ولكن الجوع يدفع ضيوف المونديال الى القبول بأي شيء مقابل أسعار نارية.

توافد جماهيري

وليس المطاعم وحدها استفادت من المونديال في ريو دي جانيرو بل الفنادق أيضا، حيث شهدت نسبة عالية من الحجوزات، وباتت غير قابلة لاستضافة ضيوف آخرين.

وعمدت محلات تجارية كثيرة الى رفع الأسعار بحثا عن استغلال المونديال لكسب مرابيح إضافية، وذلك على الرغم من حديث الحكومة الرسمي على مراقبتها للتجار والأسعار وتصديها للتجاوزات.

وتمثل الجماهير الأرجنتينية العدد الأكبر من الوافدين على ريو باعتبار أن التانغو لعب مباراته الأولى في النهائيات أمس على ملعب ماراكانا.

زحف أرجنتيني

وخلال رحلتنا من ساو باولو الى ريو كان أغلب المسافرين معنا من الجنسية الأرجنتينية، إذ توافدوا بأعداد غفيرة وحضروا مباراة أمس بين منتخب بلادهم ونظيره الصربي.

وقد أضفوا أجواء احتفالية رائعة في شوارع المدينة بالرقص والغناء والاحتفال ليلا أمام الفنادق، وتعامل معهم البرازيليون بكل روح رياضية، حيث لم يردوا الفعل بالفعل أو يسقطوا في الاستفزازات، على الرغم من الحساسيات الكبيرة بين منتخبي التانغو والسامبا.

ويتواجد أيضا بالمدينة أعداد كبيرة من الجماهير الأوروغوانية التي تأتي عبر القطار. وأوروغواي لا تبعد كثيرا عن ريو دي جانيرو، حيث لا تزيد الرحلة عن ساعة. ويلجأ المشجعون الى التنقل بالقطار لتفادي تكاليف النقل الجوي المرتفعة جدا في البرازيل.

 معارضو المونديال يضربون عـــــــــن العمل

 تزامنا مع اليوم الأول للمونديال في مدينة ريو دي جانيرو أضربت شركات عديدة أمس عن العمل احتجاجا على تنظيم بلادهم بطولة كأس العالم.

لم تشمل الإضرابات القطاعات الحساسة مثل النقل كما حصل في ساو باولو منذ أيام.

إضرابات ريو اقتصرت على بعض المؤسسات الإدارية الخدماتية التي لم تؤثر على حياة الناس ولم تمس المونديال في شيء.

أغلق العمال أبواب إداراتهم بحواجز من اللافتات التي كتبوا عليها مطالبهم وعددوا فيها مآخذهم على الحكومة البرازيلية.

بينما اختار عمال آخرون في إدارات حكومية تقع في فلامنغو بشارع كيتيتي

الجلوس على كراسي أمام مؤسساتهم متحدين قوات الأمن التي اكتفت بمراقبتهم دون الدخول معهم في مشادات.

إضراب العمال كان جزئيا وسلميا، حيث ظلت الأجواء هادئة في ريو.

ويحاول المعارضون لكأس العالم إيصال صوتهم الى الحكومة البرازيلية والعالم من خلال الإقدام على الإضراب خلال العرس الكروي للضغط على الرئيسة ديلما بتغيير سياساتها وإعلان إجراءات عاجلة تساعد الطبقة الفقيرة على مجابهة ظروفهم الصعبة.

اندلاع المظاهرات

وتتخوف الحكومة البرازيلية من مغبة اندلاع المظاهرات خلال كأس العالم ويتكرر سيناريو العام الماضي عندما احتضنت كأس القارات، حيث اجتاحت المسيرات المعارضة للمونديال في أغلب المدن وخلفت صورة سيئة عن البلد الذي يحسبه العالم رمزا لكرة القدم.

وتعتزم نقابات عمالية في قطاعات مختلفة تنظيم مظاهرات خلال الأيام المقبلة وذلك بعد التجاهل الحكومي لمطالبهم.

 سكولاري: السياسة رسمت جدول المباريات

تشهد مباريات كأس العالم مشاهدة قياسية في ريو دي جانيرو، حيث تخلو الشوارع من المارة حتى وإن كانت مباريات منتخبات أخرى ولا يتعلق الأمر بالبرازيل.

ونصبت المقاهي والمطاعم شاشات كبيرة جلبت اليها أعدادا كبيرة من مجانين الساحرة المستديرة. بينما يفضل البعض الآخر متابعة المباريات في البيوت. ووجد المنتخب الياباني أول من أمس مساندة كبيرة من الجمهور البرازيلي غير أنه أصيب بخيبة أمل بعدما انتفضت أفيال الكوت ديفوار وخطفت الفوز في الشوط الثاني.

 ملعب على قمة جبل

 تنتشر ملاعب كرة القدم في ريو دي جانيرو في كل مكان وأغلبها معشبة ولا يوجد الترابي الا القليل النادر في الأحياء الشعبية الفقيرة. وأغرب ما رصدناه تواجد ملعب على قمة جبل وهو مجهز بكامل المتطلبات ومخصص لفرق المؤسسات وعامة الشباب.

وتنتشر ظاهرة الاستعراضات الكروية في ريو، حيث يفضل بعض الشباب المساحات العامة ليقدموا عروضا في فنون كرة القدم، ورصدنا الاستعراضات في المراكز التجارية الكبرى والشوارع والشاطئ.

 الكرة النسائية

في ريو دي جانيرو كرة القدم لا تفصل بين الجنسين، حيث تقام المباريات في الأحياء بفرق تجمع بين الرجال والنساء.

وكم من فتاة تتميز بفنيات ولياقة بدنية أفضل من الذكور.. تراوغ المدافعين وتهز الشباك بمهارة عالية وبسحر لا يوجد إلا في البرازيل.

والنساء العواجيز يتجولن في الشوارع، وهن يرتدين قميص المنتخب البرازيلي، فحب كرة القدم في بلاد السامبا وراثي.

 مخاوف أمنية

 رغم انتشار رجال الشرطة في كل مكان، فإن لجنة تنظيم كأس العالم تحذر ضيوف البرازيل من المخاطر الأمنية، وتدعوهم إلى الحذر وعدم إظهار ما خف وزنه وغلا ثمنه.

وأول نصيحة يقدمها موظف الاستقبال في الفندق لزبونه الجديد من غير البرازيليين ألا يخرج الى الشارع بعد الساعة التاسعة ليلا، حيث يخرج المنحرفون من جحورهم وتطيب لهم أعمال النشل والسرقات تحت جنح الظلام.

Email