الفساد في الاتحاد الدولي ينذر بخسائر مرتقبة بمليارات الدولارات

«أخلاقيات فيفا» تحدد موقفها من مونديال قطر الاثنين

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قالت صحيفة الغارديان البريطانية بأن مايكل غارسيا الأميركي مايكل غارسيا رئيس لجنة القيم والاخلاقيات بالاتحاد الدولي لكرة القدم لن ينظر في مزاعم الفساد الجديدة التي تحيط بملابسات مونديال قطر، وأضافت الصحيفة بان غارسيا على الأرجح لن ينظر في الملفات الجديدة المرتبطة بالفساد والتي برزت للسطح حديثا والتي تثير تساؤلات بشأن مدى أحقية قطر في استضافة مونديال كأس العالم 2022 مشيرة إلى أن غارسيا سيقدم تقريره بشأن التحقيق في تلك المزاعم بتاريخ 9 من شهر يونيو الحالي (الإثنين المقبل).

وأضافت الصحيفة البريطانية بأن مايكل غارسيا وعد بـأن ينجز عمله بحلول الأسبوع المقبل فيما يتعلق بالتحقيق الذي يجريه بهذا الشأن ولكن قراره بعدم فحص الوثائق التي حصلت عليها صحيفة صنداي تايمز قد يقوض الثقة في تحقيقاته في توقيت يعد حاسما.

وذكرت الصحيفة بأن غارسيا لم يطلب الاطلاع على تلك الوثائق والتي تقدر بمئات الملايين بما فيها رسائل إلكترونية وحسابات ترتبط بشخصية محمد بن همام نائب رئيس الفيفا سابقا.

ويقول المطلعون بالأمر بأنه سيكون من غير العملي بالنسبة له فحص هذا الكم الهائل من الوثائق قبل المهلة الأخيرة الجديدة، وذلك قبل أيام من انطلاق بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل في 12 يونيو الحالي.

وقد واجهت قطر دعوات لتجريدها من استضافة كأس العالم 2022 في أعقاب مزاعم بدفع محمد بن همام وهو عضو سابق في اللجنة التنفيذية للفيفا القطرية 5 ملايين دولار( 3 ملايين جنيه إسترليني) نقدا وهدايا ورسوم قانونية لكبار مسؤولي كرة القدم لتأمين بناء توافق في الآراء لدعم قطر في سباق استضافتها كأس العالم. من جانبه قال غارسيا إنه وبعد أشهر من إجراء مقابلات مع شهود وجمع للمواد: نحن عازمون على إكمال تلك المرحلة من التحقيق قبل تاريخ الـ 9 من يونيو 2014، وتقديم تقرير إلى الغرفة القضائية في غضون ستة أسابيع بعد ذلك.

الأدلة

وطبقا للصحيفة سوف ينظر التقرير في جميع الأدلة المحتمل تعلقها بعملية تقديم العطاءات، بما في ذلك الأدلة التي جمعت من التحقيقات السابقة. وقضى غارسيا أكثر من سنة وأنفق نحو 6 ملايين جنيه إسترليني في السفر في العالم لإجراء مقابلات مع المشاركين في سباق استضافة كأس العالم 2018 و2022 للتحقيق في مزاعم الرشوة والفساد. وقال غارسيا بأنه أجرى مقابلات مع ممثلين من جميع الدول التسعة التي تقدمت بعطاءات لاستضافة كأس العالم، بما في ذلك قمة مع الوفد القطري يوم الاثنين. فيما ستبلغ استنتاجاته لـ سيب بلاتر رئيس الفيفا لتقرير إذا ما كان سيأمر بإعادة التصويت مجددا على استضافة كأس العالم .

وتقول الصحيفة بأن حقيقة أن غارسيا لن يقوم بتحليل الأدلة بشكل صحيح من قاعدة البيانات لصحيفة الصنداي تايمز، والتي سوف تشكل الأساس لمزيد من المزاعم حول استضافة قطر للمونديال في الأسابيع المقبلة، سوف تثير مخاوف بأنه غارسيا قد كون انطباعا مسبقا.

من جانبه حذر جيم مورفي، وزير التنمية الدولية في حكومة الظل من أنه إذا ما رفض غارسيا التحقيق لقبول الأدلة التي كشفت عنها صحيفة الصنداي تايمز فستكون العملية صورية وستلوث الفيفا إلى الأبد قائلاً بأنه لابد من معالجة الفساد.

اهتزاز الثقة

وفي الوقت نفسه، قال ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني، والذي كان واحداً ممن كان يطلق عليهم الأسود الثلاثة( كاميرون وديفيد بيكهام والأمير وليام دوق كامبريج ) ممن شاركوا في عملية الدفع الأخيرة في ديسمبر2010 حينما تقدمت إنجلترا بعطاء بقيمة 32 مليون جنيه إسترليني لاستضافة كأس العالم بأنه ينبغي أن يسمح لتحقيق غارسيا أن يأخذ مجراه، مضيفا بالقول سوف نراقب ما سيحدث بشأن التحقيق في استضافة كأس العالم، ومن يدري ما قد يكون من فرص مستقبلا، وأضاف قائلاً هناك تحقيق جار، عن حق، في ما حدث من حيث استضافة كأس العالم لعام 2022.

علينا أن ندع ذلك التحقيق يأخذ مجراه بدلاً من أن نحكم عليه مسبقا. وتابع قائلاً ذكرياتي عن عملية تقديم العطاءات ليست ذكريات سعيدة من حيث الطريقة التي تم فيها ترتيب كل شيء ودور الفيفا. وأضاف بأنه حصل وديفيد بيكهام والأمير وليام دوق كامبريج على وعود بالدعم من قبل عدد كبير من أعضاء الفيفا عندما تقدمت بريطانيا بعطائها للاستضافة، ولكن في النهاية حصلت إنجلترا على صوت واحد فقط من أصوات 22 عضوا في اللجنة التنفيذية لـ فيفا.

وتابع كاميرون قوله سأذكر دائما ما قاله ديفيد بيكهام بعد ذلك وهو : « أستطيع تحمل الكذب، ولكنني لا أستطيع التعامل مع أناس يكذبون على رئيس الوزراء وعلى ملك بريطانيا مستقبلا». وأشارت الصحيفة إلى أن دولتين من الدول التي كانت قد تقدمت بعطاءات لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022 وهما استراليا واليابان قد ضمتا معا صوتيهما للأصوات المطالبة بإعادة التصويت على الاستضافة .

وكانت كل من اليابان وأستراليا قد خرجتا من السباق في في الجولات الأولى من عملية التصويت، فيما هزمت قطر الولايات المتحدة بـ 14-8 في جولة الاعادة النهائية.

حملة مضادة

من جانبه دعا ناكاجيما يويشيرو، رئيس بعثة اليابان لاستضافة كأس العالم 2022 والتي أخفقت في سباق الاستضافة إلى ضرورة التحقيق في مزاعم الفساد والرشى من قبل غارسيا وضم صوته للأصوات المطالبة بإعادة عملية التصويت على استضافة كأس العالم معلقا بالقول : « كل هذا يشير إلى الحاجة إلى إجراء إصلاح كبير في كيفية إدارة الفيفا » .

وقال الرئيس التنفيذي لاتحاد كرة القدم في استراليا، ديفيد غالوب، إن الكشف الجديد يعد تطورا خطيرا وتحدث إلى وسائل الإعلام المحلية أن اتحاده ضالع في إجراء المقابلات وإخراج الوثائق. مضيفا إلى أنه من المبكر جدا القول ما إذا كان ذلك يعيد فتح باب أي شيء حدث قبل سنوات قليلة من حيث موقف أستراليا لكنه مرتبط نوعا ما بالمتابعة عن بعد في هذه المرحلة.

وأضاف لقد كنا ضالعين لأشهر عديدة بشكل كبير في التحقيق الذي يقوم به غارسيا، ولدينا أناس يشاركون في التحقيق منذ وقت. وكانت اللجنة المنظمة لمونديال قطر 2022 قد نفت ارتكاب أي مخالفات وقالت إنها ليس لديها ما تخفيه ورددت قائلة: « نحن نقول مرة أخرى أن محمد بن همام لم يلعب أي دور رسمي أو غير رسمي في لجنة ملف قطر2022 ».

 

بلاتيني: ادعاءات الصحافة البريطانية كاذبة

ندد الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه أمس بـ«شائعات لا أساس لها هادفة إلى تشويه" صورته بعدما ذكرت صحيفة «دايلي تيليغراف» البريطانية أن القطري محمد بن همام حاول التأثير عليه للتصويت إلى ملف قطر لاستضافة مونديال 2022. وجاء في بيان النجم الفرنسي السابق: «لا استغرب من بث شائعات لا أساس لها تهدف إلى تشويه صورتي في لحظة مهمة لمستقبل كرة القدم. لم يعد يفاجئني شيء!».

وأشار بلاتيني (58 عاماً) باللحظة المهمة إلى كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم المقرر بين 10 و11 يونيو الجاري في ساو باولو، قبل سنة من الانتخابات الرئاسية لفيفا في يونيو 2015. ولم يخف السويسري جوزيف بلاتر (78 عاماً) رئيس الاتحاد الدولي الحالي نيته بالترشح لولاية جديدة على رأس المنظمة الدولية، فيما كشف بلاتيني انه سينتظر نهاية الصيف ليعبر عن رغبته بالترشح من عدمها. وتابع: «أجد أنه من المدهش أن محادثة مع زميل في اللجنة التنفيذية لفيفا في تلك الحقبة (أوقف بن همام مدى الحياة) قد تتحول إلى مؤامرة.

بالطبع التقيت بالسيد بن همام لمرات عدة في عام 2010، بما أننا كنا سوياً في اللجنة التنفيذية في فيفا منذ عام 2002».

وأضاف: «في تلك المحادثات مع السيد بن همام، كان موضوع النقاش الترشح إلى رئاسة فيفا. سعى السيد بن همام في الواقع إلى إقناعي بالترشح إلى رئاسة الاتحاد الدولي في 2011». ولم يخف بلاتيني انه صوّت لقطر في ملف مونديال 2022 بغية انفتاح كرة القدم أمام دول جديدة.

دليل

وختم بلاتيني: «أريد التذكير أني العضو الوحيد في اللجنة التنفيذية الذي كشف عن تصويته، وهذا دليل على شفافيتي التامة، ولا أحد يملي عليّ ما يجب القيام به».

وتقدم بن همام بترشيحه قبل أن يسحبه بعد اتهامه بشراء أصوات خلال اجتماع لاتحاد الكونكاكاف في مايو 2011 في ترينيداد وتوباغو من خلال غلافات مالية بقيمة 40 ألف دولار (29 ألف يورو وقتها). وتم إيقاف بن همام بعدها مدى الحياة بسبب الرشوة. وظهر اسم بن همام مجدداً أخيراً عندما أعلنت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية انه دفع 5 ملايين دولار كي يصوت مسؤولو كرة القدم العالمية على الملف القطري لمونديال 2022.

 

الفيفا يلتزم الصمت بعد اتهام الدوحة بالرشوة

رفض رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر، وأمينه العام الفرنسي جيروم فالك، أمس التعليق على الاتهامات الجديدة لقطر دفع رشاوى من أجل الحصول على استضافة كأس العالم عام 2022.

وقال بلاتر رداً على سؤال حول قطر عقب لقاء مع رئيسة البرازيل ديلما روسيف: «أتحدث عن كأس العالم في البرازيل وستكون كأس عالم رائعة في البرازيل».

وكان فالك صرح من جهته في ريو دي جانيرو عقب تدشين مركز البث التلفزي للمونديال الذي سينطلق بعد 10 أيام: «لا أجوبة، لا أسئلة».

ونفت قطر بشدة هذه الاتهامات.

وكان فالك الموجود في البرازيل منذ 15 يوماً لمراقبة التفاصيل الأخيرة لاستضافة كأس العالم خصوصاً الملاعب، حيث لم تكتمل الأشغال في 5 من بين 12 تستضيف النهائيات، دعمه للجنة التحقيق حول اختيار روسيا وقطر لاستضافة مونديالي 2018 و2022 على التوالي. ويقود لجنة التحقيق المدعى العام الأميركي السابق ميكايل غارسيا.

وأعلن الاتحاد الدولي أول من أمس أن هذا التحقيق سينتهي في 9 يونيو الجاري.

وكان بلاتر أكد في حديث صحافي في مايو الماضي أن اختيار قطر لاستضافة مونديال 2022 في فصل الصيف كان «خطأ» بسبب الحرارة المرتفعة في الإمارة الخليجية خلال فصل الصيف.

وسيشارك بلاتر وفالك في 10 و11 يونيو الجاري في مؤتمر الفيفا في ساو باولو.

 

إعادة التصويت

دعا مارك بيث، رئيس لجنة الإدارة المستقلة لـ الفيفا والتي حلت مؤخرا في حديث لقناة ( سي أن أن ) الأميريكية إلى ضرورة إعادة عملية التصويت برمتها وأضاف بأن ما يحدث سيهز الفيفا للنخاع لأنها هذه هي المرة الأولى التي ينبغي لمؤسسة مثل الفيفا أن تسأل نفسها ما إذا كان ينبغي مراجعة قرار الاستضافة، محذرا من أن العواقب قد تكون واسعة النطاق والخسائر بمليارات الدولارات.

Email