الشرعية توافق على مشروع الحل حقناً للدماء

الحوثي يستهزئ بالخطة الأممية ويرفض السلام

ت + ت - الحجم الطبيعي

 لمشاهدة ملف "إعادة الأمل" بصيغة الــ pdf اضغط هنا

 

سارعت ميليشيات الانقلابيين إلى عرقلة خطة المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، والتي تنص على تقسيم الخطة إلى عدة مراحل، تبدأ الأولى بصنعاء ثم الحديدة وتعز قبل الانتقال إلى الشق السياسي، وهو ما استهزأ به المتمردون، حيث وصفوا الخطة بأنها تحمل «أفكاراً مجزأة»، في وقت أعلن وفد الشرعية موافقته على مشروع السلام شرط أن يوقعه الحوثيون قبل السابع من الشهر الجاري، حرصاً منه على حقن دماء اليمنيين، وبتوافق تام مع التحالف العربي الذي وظف كل إمكاناته السياسية في سبيل الوصول إلى اتفاق يضمن لليمن الخروج من أزمته.

وقالت مصادر سياسية يمنية لـ«البيان» إن المبعوث الأممي إلى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ أحمد، بحث في الكويت أمس مع وفد الشرعية والانقلابيين مسودة اتفاق السلام الذي اقترحه وأعلنت الحكومة الموافقة عليه.

وذكرت المصادر لـ«البيان» أن ولد الشيخ التقى كلاً على حدة بوفد الانقلابيين الذين رفضوا الخطة الأممية المقترحة بحجة مطالبتهم باتفاق شامل في حزمة واحدة، في الوقت الذي يستحيل تحقيق ذلك عملياً دون مراحل عسكرية وسياسية. وقلل المتمردون من أهمية الخطة، زاعمين أنها «أفكار مجزأة»، في استهانة علنية بالجهود الدولية لحل الأزمة.

مراحل الخطة

وطبقا لهذه المصادر فإن المبعوث الدولي أبلغ الطرف الانقلابي ان خطة السلام تتكون من عدة مراحل ولهذا فإن المرحلة الأولى تبدأ بالعاصمة ومحافظتي الحديدة وتعز ثم يعقب ذلك مناقشة القضايا السياسية، مع استكمال ترتيب أوضاع بقية المحافظات، وإن الانقلابيين لم يقدموا ما يشير إلى قبولهم بتلك الخطة، وإن لقاء آخر سيعقد مع سفراء الدول الـ18 الراعية للتسوية في اليمن لممارسة ضغوطها على الطرف الانقلابي من اجل إنجاح مساعي السلام، في وقت تعمل الميليشيات على وضع العراقيل لأي اتفاق سلام من خلال خطواتها التصعيدية على المستويين السياسي والعسكري، محاولة منها لإفشال المفاوضات ورفض القرارات الدولية.

وأوضحت المصادر أن ممثلي الانقلابيين في اللجنة الخاصة بمعالجة ملف المعتقلين والأسرى أعادوا المطالبة بالسماح لنجل الرئيس المخلوع بالعودة الى صنعاء، كما أنهم يطالبون بأسماء مقاتلين مفقودين يقولون انهم وقعوا في الأسر لدى قوات التحالف، وهو ما أنكره الجانب الحكومي وأكد استعداده للإفراج عن جميع الأسرى لديه واتُهم الطرف الانقلابي بتوظيف موضوع المعتقلين لتحقيق مكاسب سياسية.

موافقة الشرعية

وحسب هذه المصادر فإن اتصالات إقليمية دولية تتواصل مع كافة الاطراف من اجل إنجاح خطة المبعوث الدولي التي سارعت الحكومة الى الموافقة عليها وتفويض ممثليها في الكويت بالتوقيع عليها.

وأكد وزير الخارجية اليمني، رئيس وفد الشرعية، عبدالملك المخلافي، ان الاتفاق يحظى «بدعم وتأييد أممي وإقليمي ودولي واسع»، وأنه بات «على الطرف الآخر الآن ان يثبت حرصه على الشعب اليمني ورغبته في السلام وإيقاف الحرب والدمار من خلال التوقيع».

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي فوض الوفد الحكومي إلى مشاورات السلام في دولة الكويت لتوقيع الاتفاق، شرط أن يوقعه الحوثيون قبل السابع من الشهر الجاري.

وأكد اجتماع الرئيس هادي مع مستشاريه أن الموافقة على المشروع جاءت حرصا من الحكومة على حقن دماء اليمنيين وإنهاء العنف واستعادة الدولة تمهيدا لعودة الاستقرار والأمن الى ربوع البلاد وتحقيق المصالحة الوطنية وإعادة البناء والأعمار.

وأضاف المجتمعون أن القيادة السياسية أخذت بعين الاعتبار إرادة الشعب اليمني باستعادة الدولة ومؤسساتها الوطنية بعيدا عن أي مواقف أو عراقيل تحول دون عملها بطريقة سليمة، لافتا الى أن النص الواضح في الاتفاق يقضى بحل المجلس السياسي المعلن مؤخرا بين طرفي الانقلاب وإلغاء اللجنة الثورية واللجان الثورية الأخرى ومغادرتها كل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية خلال المرحلة التمهيدية، أي خلال مرحلة هذا الاتفاق.

موقف الجامعة

في غضون ذلك، عبّر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن عدم ارتياحه للتراجع الذي يشهده مسار التسوية بين الفرقاء في اليمن، بعد الإعلان عن تشكيل ما يسمى بـ«المجلس السياسي» للانقلابيين، مما ينذر بحدوث المزيد من الانقسامات بين الأطراف المعنية بالعملية السياسية.

وقال الناطق الرسمي باسم أمين عام جامعة الدول العربية محمود عفيفي، إن أبو الغيط شدد على ضرورة استكمال مفاوضات السلام وفقاً للقرارات الصادرة في هذا الشأن عن كل من الجامعة العربية والأمم المتحدة، لافتاً إلى أهمية دور جامعة الدول العربية في إطار أية تسوية سياسية مقترحة للأزمة.

تعنت المخلوع

رفض المخلوع صالح الإقرار بأن الخطة الأممية الجديدة تقضي بحل المجلس الانقلابي الذي شكله مع الحوثي، الأمر الذي يضع أمام المرحلة الجديدة في الحل ألغاماً كبيرة وضعها الانقلابيون من أجل ضمانهم استمرار الحرب التي يدفع ثمنها الشعب اليمني بكافة أطيافه.

وذكرت مصادر يمنية أن المجتمع الدولي يقف أمام مسؤولية كبرى لإنقاذ اليمن من براثن الحرب الأهلية، من خلال الضغط الفعلي على الحوثي وصالح للقبول بالقرارات الدولية ومشروع السلام.

Email