«البيان» تتجول في أحياء وشوارع تعز

فرحة التحرر تغمر الأرواح وتترجمها دموع الرجال والنساء

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجولت «البيان» في عدد من أحياء وشوارع مدينة تعز التي تنفست الصعداء بعد نجاح الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم من قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، في فك الحصار جزئياً عن هذه المدينة التي بقيت محاصرة من قبل مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح.

وبدأت جولة «البيان» من شارع جمال عبدالناصر وسط مدينة تعز، وهو الشارع الذي شهد مسيرات وتظاهرات ليلية عقب انتصار الشرعية في الجبهة الغربية وفك الحصار عن المدينة، وفي وصفك لما عليه الحال فإنك ستكون محاطاً بفيض من المشاعر المتزاحمة، فرح بعد انتظار طويل للتحرر يجتاح أرواح الناس، ودموع فرح ستلاحظها في عيون الرجال والنساء على السواء.

عودة الحياة

وكذلك الحال إذا أردت التحرك شرقاً من نفس الشارع، فسيكون بإمكانك مواصلة ذلك لتلج السوق المركزي بمدينة تعز، والذي عادت الحياة إليه وأصبحت ترى فيه الخضراوات والفواكه والمواد الغذائية التي عز وانعدم وجودها خلال أشهر الحصار التسعة الماضية من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح.

ملاحم المقاومة

عن ملاحم صنعتها المقاومة الشعبية والجيش الوطني، يتحدث الجميع بزهو غامر، ذلك أن ما تم ليس شيئاً هيناً، ويقول صدام السماوي أحد سكان المدينة الذين التقتهم «البيان» خلال تجولها: «ليس شيئاً سهلاً ما حققوه، فقد استطاعوا فك الحصار بالكامل عن المدينة من الناحية الغربية وتحرير مواقع كثيرة ومهمة ومرتفعات كانت الميليشيات تستخدمها لقصف المواطنين المدنيين».

وواصلت «البيان» التحرك في شارع جمال، ولكن غرباً لتصل إلى جولة المرور، والتي دارت فيها معارك شرسة وتمكنت القوات الموالية للشرعية من بسط سيطرتها فيها بعد تكبيد الميليشيات الكثير من الخسائر، من قناصة وعناصر بشرية وآليات عسكرية.

تلة الخوعة

بالقرب من المكان، تأتي تلة الخوعة، التلة التي كانت المنطلق لكل ما تم في الجبهة الغربية، ويوضح الناشط في مجال الإغاثة الإنسانية وأحد أبناء تعز بالقول في حديثه لـ«البيان» في أثناء تجولها: «هذه التلة كانت الوثبة لتحرير الجبهة الغربية وكسر الحصار عن المدينة من الناحية الغربية».

ويضيف السامعي: «السيطرة على هذه التلة من قبل الجيش الوطني والمقاومة، أتاحت السيطرة على تلة الأريال المجاورة تحت التغطية النيرانية منها، والتي أتاحت تالياً السيطرة على موقع مصنع الشيباني للبلاستيك، والذي كان مفتتح خير للوصول إلى منطقة بير باشا». ويضيف: «كما أن تلة الخوعة كانت المدخل للسيطرة النارية على موقع جامعة تعز، ومن ثم تلة عمد للسيطرة على مدخل منفذ الدحي (منفذ العار) من ناحية نادي الصقر.

سيطرة ومديريات

وتمتد سيطرة قوات الجيش الوطني على مناطق المدخل الجنوبي لتعز، وهو المنفذ الوحيد الذي من خلاله تمكنت قوات الشرعية من فكّ الحصار جزئياً عن المدينة.

ويقول الصحافي وجدي السالمي لـ«البيان»: «كما أن سيطرة قوات الشرعية تمتد من مناطق الضباب المتصلة مع الأجزاء الغربية من منطقة بير باشا، إلى مناطق الحجرية التي تتشكّل من مديريات عدة، وهي المعافر، والشماتيين، والمقاطرة، والصلو، وسامع، والمسراخ، ومشرعة وحدنان، وصبر الموادم، وحيفان، ودمنة خدير. وجميعها، باستثناء مديرية دمنة خدير، تحت سيطرة المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني.

منفذ الدحي

ووصلت «البيان» إلى منفذ الدحي، (منفذ العار) كما سماه أبناء مدينة تعز، والذي كان يتم منه ومنافذ أخرى ممارسة حصار غير إنساني على أكثر من 600 ألف شخص داخل المدينة، وربما كان إحكام هذا الحصار هو ما دفع لتسريع فكه عنها، وحالة التنسيق والتناغم التي ظهرت في أداء قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بل ودافعاً لتسابق عناصرهما من الشباب في روح فدائية للوصول إلى المنفذ لفك الحصار عنه.

اللواء 35 مدرع

ومن منفذ الدحي توجهت «البيان» إلى منطقة بير باشا، غرب المدينة.. المنطقة التي كانت مدخلاً للزحف إلى مناطق المطار القديم ومعسكر اللواء 35 مدرع، أحد أهم المعسكرات في مدينة تعز، والذي شهد أعنف المعارك في محيطه وداخله، والتي تكللت بالسيطرة عليه.

هتافات

هنا في مدينة تعز، لايزال بإمكانك أن تستمع للهتافات المنتصرة وللتكبيرات من مساجد الله، هنا في تعز، حسب الكاتب متولي محمود، يمكنك رؤية الأطفال يتسابقون لسقاية المقاومين، وحتى النساء يزغردن من نوافذ البيوت، ويوزعن الكعك على أفراد الجيش الوطني والمقاومة في احتفالية غامرة لانعتاق أرواح لا تتنفس إلا في ظلال الحرية وتموت فيما سواها.

Email